مرحباً هاري..أيُمكنك ان تستمع الي ؟
لقد اشتقت اليك كثيراً..انا لا افهمُ لمَ لم تتحدث الي منذ أيام؟ هل أنت غاضبٌ لأنني اطلبُ منك دائماً أن تصمُت؟
أرجوك..فلتوقف عن كونك حساساً..أين البقيّة؟ احتاج للإطمئنانِ عليهم...أنت اكثرهُم وعياً...لن تسمح لمشاعِر الغضبِ أن تبعدك عني في حالِ كنت غاضباً !
لكن مهلاً.. الا تزالُ خائفاً ؟
دعكّ من هذا..إنني أحاربُ خوفي فلتُشاركني؟ ليس من العدلِ أن ابقى خائفاً بينما يهرُب البقية..
ماذا عن جيسو ؟ هل تراهُ حولك؟ لابدّ و أنه لا يزالُ غاصباً..لقد اختفى منذُ مدّة..و انا افكّر بهِ كثيراً..
تنهّدتُ بينما افكر في الجميع..اين ذهبوا بهذه السهولة؟ وفي نفس الوقت..لعنتُ كيم جونق إن في نفسي..لو لم يُرعبهم في ذلك الوقت..لما كان عليهم الهرب..
رفعتُ معصمي انظر لساعتي , لقد تأخر الوقت..وهو لم يأتِ بعد..هل سيهرُب تشانيول ايضاً ؟
رفعتُ كل جسدي و اعتدلتُ جالساً فوق الأرسكة التي نمتُ عليها عدةَ مراتٍ في منزله.. جلستُ مذعوراً..وكأنني استيقظتُ من كابوسٍ ما !
خفتُ من انهُ قد يهرُب ايضاً..عندها لن أكون وحيداً فقط..سأكون مجنوناً !
لم أكت لأدرِك بأنني قد توغّلتُ في هذا الشخصِ الى حدٍ لا يمكُن الرجوعُ فيه لولا أن هرعتُ الى غرفتهِ افتحُ خزانتهُ و ابحثُ عن معطفٍ ثقيلٍ لآخُذه معي بينما ابحثُ عنه..خفتُ أن يُؤذيهُ البرد..وخفتُ اكثر...أن يهرب به شيءٌ مني..
سأفقِد كل شيء..
تحرّكتُ بخطواتٍ سريعةٍ نحو البابِ أعامل المنزل كأنهُ ثقبٌ أسودٌ يبتلعني..عليّ أن اصل الى الباب عاجلاً قبل أن يتم التهامي..
فتحتُه بقوّة..وها أنا ذا بسبب تركيزِ بصري على الأرضِ أرى اقدامَ أحدهم..رفعتُ رأسي بسرعةٍ لأراه..يقفٌ بوجهٍ.....
وجهٍ باكٍ و متورّم..
ماهذا الذي اراه ؟
لوهلةٍ فقدتُ النطق..أقفزُ ببصري من جُرحٍ لآخر..
" مالذي حدث ؟ "
لا اعرفُ كيف سأصِف التعابير التي كان يحملها فوق وجهه.. ولكنهُ بدا وكأنهُ يحاول إلتقاط ورقةٍ داخل هبوبِ الرياح التي تأخُذ تلك الورقة التي أرادها الى مكانٍ لا يعرِفه.
غير قادرٍ على الحصولِ على شيءٍ ما, دُموعه التي ذُرفت تقول بأنه مُتشتت.
" من الذي فعل هذا بك؟"
استمريت في سؤاله ,
" تشانيول تحدث.."
لقد الحّيت.. لقد أكل القلقُ وجهي.. سأكذب إن قُلت بأن النظر اليه بينما هو متألمٌ هكذا كان امراً هيناً سهل العبور علي..
