الفصل التاسع

155 19 6
                                    

مرحبا بكل من أنار شرفته ضوء القمر منعكسا على سيفه الفضي ليزيده هيبة وجمالا، كيف حالكم يا أصدقاء الفرسان وداعمهم الأول؟ 🌸

هأنذي معكم مجددا في معركة جديدة من معاركنا وأعلم يقينا أنّا منتصرون فيها.😆

اليوم أعزائي سنخوض معركة مثيرة وفريدة من نوعها، ليست كبقية المعارك التي نستلّ فيها سيوفنا نحارب الأخطاء المتخفية هناك وهناك. بل سننغمس في بحر من اللّذات ونحقق إشباعا جماليا فنيّا ونكتشف الأسرار الغامضة المتضمنة ما بين السطور.🍃

💜سأضع بين أيديكم تحفة منسوجة من الكلمات وماعليكم هو الاستمتاع بقرائتها وتذوقها فنيا ثم تبدون رأيكم فيها وتكشفون مواطن قوتها والأسرار التي تختبئ خلف ستار اللغة الإيحائية، هيا بنا نتذوق هذه القصيدة ونتلذذ بكلماتها ولغتها الجميلة الراقية:

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .

عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ

يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر

كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ

كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،

والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛

فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء

ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء

كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !

كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ

وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...

وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،

ودغدغت صمت العصافير على الشجر

أنشودةُ المطر ...

مطر ...

مطر ...

مطر ...

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟

وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟

بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،

كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،

كأنها تهمّ بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .

في كل قطرة من المطر

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !

مطر ...

مطر ...

مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر ... "

أصيح بالخليج : " يا خليج ..

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى !

🔴أنشودة المطر تحمل في طياتها آلاف الأسرار وفي بلاغتها وبديع صورها الفنية ما يحفر بالذهن فلا يغادر. كل ما فيها منسوج ككلّ متكامل حتى النقاط التي يضعها بين الكلمات ليست عبثا، إنما نقاط تدل على كلام محذوف وأسرار لا نهاية لها تكتّم عنها الشاعر لأنّ الصمت في موقفه أبلغ من الكلام.

مطر... مطر... مطر... كأنما يناجيه ليغسل الدموع والدماء والذنوب والمآسي وآلام الضحايا، تخال بدر شاكر سياب في بداية قصيدته يغازل امرأة وليس أيّ امرأة إنّما هي العراق واحة غناء تعمى العيون لجلالها وجمالها، هي جنة في الأرض ومنبع العلم والحضارة والأصالة قد اغتصبت وراحت في يد عابث يلهو بها كدمية تستبدل في أي وقت.

💙رأيكم بقصيدة بدر شاكر سياب؟🌿

💚من اعترته رغبة عارمة بالبكاء؟😭 وكيف أثرت بكم والانطباع الذي تركته فيكم؟ 🌼

💛هل استمتعتم بقرائتها؟

كانت معكم في هذه المعركة اللطيفة والممتعة الفارسة ميسو💘والتي تتمنى أن تكون قرائحكم قد استمتعت بها وتلذذت بأعذب الكلمات.

إلى لقاء آخر أرجو أن تكونوا بخير، مع السلامة🌻🍂

بصيرة لغويّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن