الجزء الخامس عشر

10K 539 24
                                    

#مدثر# الجزء الخامس عشر
على ضفاف النيل

"ايه يا مدثر الكابوس ده ايه اللي حصل في الدنيا يابن امينه وعايشه الكل هاجم عليك كده ليه هي وصلت يا عمر انك عاوز تقتلني نسيت اني اخوك هو انا عملتلك ايه بس عاوز اعرف وافهم ربيتك وكبرتك وعلمتك ورايح تتفق مع جوز اختك وصحبي هو ده اللي اتعلمتوا في كليه الحقوق يالي بتنفذ العدل يا اخي نفترض اني وحش في حاجه اسمها رحمه انا مقتلقش اكلني وشربني يا ترى اخواتك عارفين اللي انت ناوي عليه ولا لاء صعبتها اوي يا عمر انت ورمزي ومعدش قدامي اي طريق تاني امشيه بقي طريق اتجاه واحد وإجباري وانا مكنتش عاوز كده كل ده علشان خاطر الفلوس يا اخي ملعون ابو ....... ميعرفوش ان فيه الف حاجه اهم منها"،
"اهدى يا مدثر"،
لقد كنت أتحدث إلى نفسي، وقفت أتأمل النيل من فوق 'كوبري قصر النيل'، لم أشعر بالبرد فقد مر عليّ ما هو أصعب، مضت ساعتين بعد انتهائي من جلستي الأخيرة مع هشام الذي قال قبل أن ينصرف "مدثر في بنت وانا بسأل عليك في بيت الحج طه وقفت زي الاسد تتكلم البنت دي بتحبك"، لم أشك لحظه انه يتكلم عن احد سواها هي فريده جريئة وقوية، فقد سهل علي الاختيار ولكن مريم ؟، يأتي صوت من خلفي "ايه مش سقعان يا اونر"، ابتسم دون أن التفت ومازلت ارمي عيني بداخل المياه المتلألئة بالأضواء ويدي داخل جيب 'الجاكيت' يحميها قليلا من البرد لأقول "بالعكس يا ياسمين مش حاسس بالبرد"، لتكمل كل أعوانك باعوك لريتشارد"، لأضحك وأقول بنبرة الراحل حمدي غيث -هل سمعتم قبل ذلك عن احد خدع ريتشارد-، نضحك وكل منا ينظر في اتجاه مخالف إلى أن تقف بجانبي وتنظر هي الأخرى إلى المياه وتقول "المايه شكلها حلو، صافيه اووووي"، أغمض عيني وأقول "صافيه"، تضحك وقد التفتت اتجاهي وتقول "انا اقصد مايه النيل مش اختك"، ثم تكمل وقد تغيرت تقاسيم وجهها لتقول "شكلك اتغير اووي يا مدثر كبرت فجأه كل ده يحصلك في اسبوعين"، "لما عمري يضيع من ايدي وكل اللي عملته في حياتي يبقي زي الهوا يبقي لازم اكبر فجأه لما اسند علي اقرب الناس في عز تعبي وابص حوليا ملقيش حد، يبقي لازم اكبر فجأه، لما اكون مصدر سعاده لكل اللي كانوا سبب حزني لازم اكبر فجأه"، تدمع عينا ياسمين من كلامي وتقول "بس انت اقوى من كده واذكى من اي حد، ولما ترجع زي الاول لازم كلهم ينسوا مدثر الاولاني ويشوفوا واحد ميعرفهوش، اتعلم تقسى اتعلم تبيع خلّي الكل يخااف منك بس في نفس الوقت يحبوك، شايف الكبير ده اتعلم منه كل حاجه ده صّخره تتكسر قدمها اي حاجه وهو مش بيتكسر، راجل واقف على رجله معدي السبعين الكل بيحترمه وبيحبه وفِي نفس الوقت مع كل خطوه بيمشيها القلوب بتتهز من هيبته، اوعدني يا مدثر انك تبقي زيه"، وقتها اضحك وأنا استعد للانصراف ثم أرفع كلتا يدي في الهواء وكأني استعد للطيارين وقول وهي تقف في دهشة من تصرفي "الكبير ده اضعف مما تخيلي، بس هو ممثل شاطر الكبير زي حلاتي طيب وكل اللي بيعمله ده من وراه قلبه، مع السلامه يا ياسمين"، "مدثر استني" قالتها وأنا أعطيها ظهري وارفع يدي لتحيتها "طب خالي بالك من نفسك يا مدثر علشان خاطري" سمعتها وأكملت سيري في هدوء أرى نفسي متحديا لكل من حولي فأنا حقا لست الأقوى
ولكني الأذكى بالتأكيد
*************************
من داخل منزلي

مُدثرWhere stories live. Discover now