الجزء السادس عشر

9.7K 490 29
                                    

مدثر# الجزء السادس عشر

ذهبت مسرعا في اتجاه طارق وهشام وقد وقف وائل بينهم، لتبدأ كلمات التهديد والوعيد من كليهما للأخر، أقف وأنا اقترب منهم محاولا جذب انتابهم ارفعا يدي كالساحر ثم قلت:
"دلوقتي اللعبه دي لازم تنتهي وبسرعة وغصب عنك انت وهو هتنهوها حالا وده امر"،
يقف الجميع في حاله اندهاش واضح مما أقول لأكمل "حدوته الاربعين سنه خلصت مين سرق مين ومين حاول يقتل مين انتهت خلاص يا استاذ انت وهو ابوك يا طارق بيه"، قلتها وأنا أضع يدي على كتفه لينظر إلي في اهتمام "ابوك يا هشام بيه"، ويدي الأخرى على كتف هشام موجها نظري إليه، ثم أقودهم بخطوتين فقط وكأني أسحبهم ثم أكمل "الاتنين دلوقتي حضنين بعض وبيعيطوا من الفرحه مش معقول انتم بقي هتقفوا تتخانقوا مع العلم ان ابو واحد فيكم لو قال خلاص يابني انت وهو هتبقي نهايه لعب العيال بتاعكم ده، ويشرفني اني اقولكم ان انا اللي خطط للموضوع ده بتاع الصلح هتسالوني ازاي.."، اتركهم وأسير أمامهم و يدي المتشابكة خلف ظهري، انظر إلى أرضيه المشفى وأقول فالتفت إليهم " احب أعرفكم بحاجه ياريت تتعلموها مني"، نظرت إلى هشام لأوجه له سؤال "لو انا جتلك يا هشام وقلتلك طارق بيكرهك وبيتكلم عليك في كل مكان بكلام وحش هتحبه ولا هتكره"، يرد هشام ببساطة "طبعا هكرهه"، ثم إلى طارق وأقول "طب لو انا جيت قولتلك يا طارق هشام بيتكلم عنك بالخير وبيشكر فيك في كل حته هتحبه ولا تكرهه"، تردد طارق قليلا ليقول "بس...."، أقاطعه وأنا ابتسم لأقول "مفيش بس جاوب على قد السؤال" فأجابني "واحد بيجيب سيرتي بالخير طبعا هحبه"، اضحك وأقول "ده اللي انا عملته بالظبط بدائت اكلم ابوك يا هشام والغريبه ان الراجل ده زي ما يكون مستني حد يكلمه عن اخوه وبعت جبته من البلد علي أساس هيجي يشوف هشام وكنت هحضر مقابله بالصدفه بينهم لكن تعب الكبير المفاجاء ده جاب عم بكر على وشه.."، ظهر وائل أخيرا ليقول "يابن اللذينه يا مدثر حلوه اللعبه دي"، اضحك ثم أقول "انا سلمت حسن النيه وواجهت الكبير اللي قابل كده حدرني وانا بكلم اختي صافيه بلغه تهديد وقتها قالي بلاش ياولدي ولما جالي امبارح وطلب مني اسامحها عرفت اد ايه هو نفسه يصلح بكر اخوه، الحاجات دي بتتحس بس عاوزه ذكاء في التعامل".
ينظر هشام لطارق ويقترب منه ويقول:
"متزعلش من يابن عمي"
يضحك طارق ويفتح ذراعيه ويضم هشام بقوة
***************************
منزل طه

"مش هتبطل يابني الزفت اللي انت بتخده ده"،
قالها الحج طه وهو يلوم ياسر على كثرة استخدامه للمهدئات، ليرد ياسر وهو ينزل قنينة المياه من على فمه ويخطو أمامه "اهو اي حاجه تنسيني القرف ده"، يدق جرس الباب ليغير ياسر طريقه ويفتح الباب فتسمر مكانه، ولكن علت الابتسامة وجهه وهو يقول "حنين اتفضلي"، لتدخل وحين رائها الحج طه أدار وجهه وذهب إلى غرفته.
حنين زوجه ياسر وأم نور امرأة ذات شخصية قوية تهوى السهر وحياة الترف، يحبها ياسر بجنون فقد عشقها ولا يرى غيرها على الأرض، كان الانفصال بسبب عدم تحمل ياسر طلباتها المستمرة من شراء وسفر وسهر فقد كان ياسر لا يملك سوي راتبه ومصروف شهري يعطيه له والده، وعندما كان يضيق به الحال أكثر تساعده مريم وفريده ولكن بطريقة غير مباشرة فقد كانوا يعطون الأموال إلى أبيهم حتى لا تجرح كرامته،
منذ سنوات قليلة طلبت حنين الطلاق من ياسر الذي رفض بقوة ولكنه وافق بعد ذالك فأصيب باكتئاب على إثرها، تناول خلالها المهدئات بصفه منتظمة وزاد الحمل عندما أعطته حنين بنتهم نور لأنها تقيد حريتها وكانت تراها من الحين للأخر بمدد متقطعة بعيدة قد تصل إلى شهرين أو ثلاثة و لبضع ساعات فقط، حين تزوجوا في الحارة في المنزل المقابل لمنزل والده وقتها أصر طه على انتقال ياسر للعيش معهم نظرا لحالته الصحية وقتها وقد اعتن به كثيرا وكذلك مريم وفريده تولتا رعاية الطفلة نور.
رحب ياسر وأشرق وجهه لرؤيته حنين التي كانت تجلس في خجل في بادئ الأمر إلى أن استجمعت قواها لتقول:
"ازيك يا ياسر اخبارك ايه"
أجابها ياسر في لهفة ظهرت في عينيه "الحمدلله كويس علشان شوفتك يا حنين وحشتيني اوووي"،
علامات خجل تظهر عليها ثم تسأل عن نور، لينطلق ياسر إلى غرفة فريده ومريم اللتان سمعتا صوت حنين فلم تشاءا الخروج إليها نظرا للكره الشديد لها جراء مما فعلته بأخيهم، دخل ياسر يسأل عن نور التي كانت نائمة لتدير مريم وجهها عنه لما فعله بها بالأمس أما فريده فقد نهرته قائلة "سيب نور نايمه هي اللي بره دي لسه فاكره ان عندها بنت دلوقتي"، يطلب منها ياسر أن تخفض صوتها حتى لا تسمع حنين، وذهب يداعب نور إلى أن استيقظت ليقول "عارفه مين بره يا حبيبتي وعايز يشوفك"، ترد في برائة "مين يا بابي"، يضحك ويقول "مامي جت ومستنياكي"، تقفر نور فرحا وتلقي نفسها بحضن ياسر الذي أخدها إلى الخارج، متجاهلا فريده حين قالت:
"والله تستاهل تديك علي قفاك فالح بس تعمل راجل علينا جاتك خيبه"
***************************
المطار

مُدثرWhere stories live. Discover now