الجزء السابع والعشرون

9.4K 480 27
                                    

#مدثر# الجزء السابع والعشرون

"انا سمعت كلامك يا عمي وعملت كل اللي قولتي عليه ومردتش امد ايدي على عمر علشان خطرك"
قالها هشام وهو يقف بين يدي الكبير الذي لم يكن كلام هشام بجديد عليه فكان يعلم انه سوف ينفذ ما طلبه احتراما. لم يقل الكبير أكثر من "يلا كله علشان خاطر مدثر" ليعود هشام من جديد قائلا وهو يهرش في رأسه "بس طارق افترى على الواد اللي اسمه عز ده مخلاش في وشه حته سليمه" نظر له الكبير وهو يهز رأسه ثم قال في ثبات وهو ينهض "كل واحد حر ياخد حقه بالطريقه اللي تعجبه فيه اللي عاوز ياخد حقه بايده وفِي اللي ميقدرش فيجيب ناس تاخدله حقه وكمان اللي زي مدثر بيعرف ياخد حقه بدماغه كويس من غير ما يأذي حد كل واحد بيختار الطريقه اللي تعجبه" ثم ابتسم وقد اقترب كثيرا من هشام ووضع يده على كتفه ليكمل قائلا "بس فيه ناس يا ولدي مش بيعرفوا يخدوا حقهم خالص ودوّل احنا بنفتكرهم ضعفه لكن بالعكس دول بيخدوا حقهم بحسبي الله ونعم الوكيل يعني بيوكل ربنا ياخد له حقه وما ادراك ايه هي دعوة المظلوم عاجل وأجل علشان كده مش بحب الظلم بس ساعات بنحكم بسرعه وبنرجع نندم" يبتسم هشام ويقول "كلنا بنتعلم منك يا كبير" يضحك الكبير ويقول "اللي تتعلمه بجد هو من مدثر مش انا"
***************************

جلس عمر في منزله ايّام طويلة دون أن يخرج فأصابه الاكتئاب، رفض مقابلة أي أحد ينتظر الحكم الذي لم يصدر بعد ينظر إلى هاتفه منتظرا قرار بإقالته كان يعلم ان هذا سوف يحدث عاجلا أم أجلا لكن هذه المرة وجد رسالة عبر الواتس كان محتواها: *افتح الباب يا عمر انا مدثر*
تردد كثيرا أن يفعل كان يعتقد أني سوف أتشفى فيه وقد ربحت المعركة ولكنه اراد أن يواجه وان خسر بعض الجولات فهناك الكثير تحرك ليفتح الباب دخلت لأرى فوق وجه تعب السنين لم أقل شيء الي أن جلست لأبدأ كلامي "ازيك يا عمر عامل في نفسك كده ليه" يبتسم رغم عنه ويقول "انت جاي تقولي ازيك هات من الاخر" انهض من مكاني واذهب لأجلس بجواره ملتصقا به واقول "مفيش اخر يا عمر لو انت هتأذيني انا مقدرش اعمل كده ولا اي مخلوق يقدر يقربلك لا انت ولا اخواتك مهما عملتوا فيا عارف ليه ياعمر" ينظر لي وعلى وجهه علامات الاستفهام ليقول "ليه يا مدثر" أخبط على ركبته  واقول "علشان خاطر امك اللي ربتني لو انت مش شايفني اخوك فأنا بحافظ على الامانة اللي سبتهالي"، "اه يعني انت جاي تعمل الملاك اللي بجناحين وانا الشيطان على العموم متشكر اوي تقدر تتفضل تمشي دلوقت" قالها عمر بمنتهي القسوة ولَم يكن مني سوي اني جذبته من قميصه قائلا "انت جايب قسوه القلب دي منين انت لا يمكن تكون بني ادم بقي انا بدافع عنك وعملت المستحيل علشان محدش يأذيك وتفضل في شغلك ودلوقتي بتطردني" لم اشعر وقتها كيف رفعت يدي إلى اعلى لاهوي بها على وجهه بصفعة سالت على اثارها الدماء من وجهه لم اقوي بعدها على النظر اليه ولكنه لم يتحرك او يفعل شيء اتجهت إلى الباب ليمسك كتفي ويقول وهو يبكي "يعني مدكور مبلغش عني" الف جسدي وانا انظر اليه باستحقار قائلا "متخفش حتي مدكور اخد جزائه ضرب علشان لو هشام كان اخده القسم هيتعملوا قضيه شروع في قتل وهيبلغ عنك انت وابن عمك مكنش ينفع نعمل معاه حاجه علشان خطرك ربنا يهديك لنفسك بس عارف يا عمر في حاجه نفسي افهمها انت بتكرهني ليه اوي كده ده انا اخوك يا اخي" لم انتظر الرد ولكني خرجت مسرعا من المنزل اشعر باختناق يمليء صدري ودموع تمليء عيني
**************************

مُدثرWhere stories live. Discover now