الجزء العشرون

10.3K 516 60
                                    

#مدثر#الجزء العشرون

ارتدينا جميعا جلابيب 'صعيدية'، فكان المنظر العام يوحي بالضحك وكانت تلك  أول مره لم افعلها بالنسبة لي، قبل ذلك عاد الكبير وأخته سعاد وهي متعلقة بيده في قوة، إلى أن وقف و التقط يدا أم هشام ليصافحها بكل شوق، زاغت نظراته صوب إيمان، ابتسم وقبلها في جبينها فكانت هذه المرة الأولى التي يراها في حياته.
انتبه أخيرا لنا ومن ما نرتديه ليقول "يا مرحب بالصعايدة"، تنطلق الضحكات ثم يقول وليد "كل ده يا كبير احنا مستنينك هنموت من الجوع كنت فين"، يجلس الكبير على رأس الطاولة المستطيلة وقد ترك بكر له القيادة عن طيب خاطر ليقول "كنت بزور الغالين يا وليد يا بني"، امتلأت الطاولة بالطعام الشهي تداخلت الأيادي وبدئت المعارك تدور بين جميع الأطراف من شدة الجوع، بلع بكر ما في فمه من طعام ثم قال "الله يبارك في اللي جمعنا بعد السنين دي كلها"، لترد ايمان "اللهم امين، يا تري يا بوي مين اللي قدر يعمل كده بعد العمر ده كله"، تتجه الأنظار نحوي لتقول فريده "اكيد صاحب القلب الطيب مدثر"، شعرت بالخجل مما قالت وحاولت أن أفكر في الرد على جميع كلمات الثناء بكلمة "شكرًا" أو انا "معملتش غير اللي كان لازم يحصل من زمان"، "انت مش سهل، بتعرف ازاي تخطط وترتب علشان توصل للي انت عاوزه، بتستخدم دماغك كويس اووي المفروض تشتغل في المباحث معايا" قالها هشام و ألحق  طارق الكلام بقوله "مش بس كده، في حته كمان محدش واخد باله منها هو بيدخل القلب بسرعه اووي، انا مش عارف بصراحه ازاي يتباع في ثانيه كده"، سنحت لي الفرصة أتكلم قائلا "مش كل الناس زي بعض ومحدش هيشوفني كويس غير لو هو من جواه عاوز كده والعكس صحيح، انا بعامل الناس بقلبي وبسلم امري لربنا وبعد كده بقي كل واحد حر في قراره، بس فعلا انا عينيه كانت متغميه مكنتش شايف الاول حاجات كتير بس مع الصدمات بتتكشف قدامنا حقائق كانت غايبه عنا"، "ببس اانت ككانسسان مشش ووححش ييا ممدثر وااي انسان ممعرض للازممات" قالها شريف بثقة لأقول له "ما انا مكنتش بحدد مين بيحبني علشان نفسي ومين بيحبني علشان فلوسي"، انهض من مكاني وأكمل "على العموم محدش بياخد اكتر من نصيبه"، ينظر لي الكبير ويقول "طب انت النهارده هتاخد نصيبك وهتكتب كتابك على فريده"، ثم إلى وجه طارق وهشام ويقول "عملتوا اللي قلتلكم عليه يا ولاد" ليرد هشام قائلا "طبعا يا عمي ساعتين زمن ويكون جاهز الي طلبته"، ليكمل طارق "مش ده المهم يا بابا المهم رد الفعل اللي هيحصل"، لم يفهم احد سواهم هذا الحديث ورغم ذلك ظهرت علامات الفرحة على وجهه فريده والحاضرين ليقول الجميع :
" مبروك ربنا يتمم بخير"
ضغطت فريده على يدي وهي تقول "مدثر انا مش بحلم صح"، لأقول لها "لا مش بتحلمي دي حقيقه يا فريده"، تظهر الغمازات أكثر وهي تقول "انا اسعد واحده في الدنيا ما تيجي تفسحني بقى"، ابتسم وأقول "يلا بينا"، استأذن الكبير في الخروج للتنزه قليلا ليقول "روح يا ولدي"، ثم قال لبكر "خلي اي غفير من بره يروح معاه"، يرفع بكر صوته وينادي حمدان "ياحمدان"، لأرى شخصا يدخل من الباب ويقول "نعم چنابك"، ينهض بكر موجها كلامه الى حمدان "خلي بالك منيهم كويس دول ضيوف عندينا"، يبتسم حمدان في طيبه ثم يقول "متخافِش چانبك" انظر الى حمدان وأنا أضع يدي على كتفه "ملوش لزمه انا هتمشي حاولين البيت انا وفريده نص ساعه وهنرجع" يتدخل الكبير مقاطعا "اسمع الكلام يا مدثر يا ولدي وخده معاك"، اسلم أمري لله واستسلم لرغبة الكبير ثم اخرج انا وفريده التي كانت في قمة السعادة.
************************
داخل منزل بكر
"اهو مدثر خرج يا تري بقي هيبقي ايه رد فعله لما يشوف صافيه اخته كمان ساعتين هنا"
قالها طارق وهو ينظر الى الكبير "هو انتوا بعتوا تجيبوا صافيه اخت مدثر من مصر" قالها وليد قبل ان تخرج سعاد عن صمتها وقائلة "ايه الحكايه يا عبد الحميد الواد مدثر ده شكله وراه حدوته واعره"، يهز الكبير رأسه ويقول:
"هحيلك كل حاجه بس اعملولنا الشاي الاول"
**************************
بين الحقول

مُدثرWhere stories live. Discover now