(٥)

1.4K 71 20
                                    

اندفعت عسل كالبرق ناحية آدم الذي يستلقي على السرير ليريح جسده قبل مجيء نور  وصرخت به بطريقةٍ أفزعته: أندووومي"
- ألا لعنة الله على أندومي !! ألا تعرفين طرق الباب يا بنت ! إن حُرمتُ من الخلفة سيكون بسببك !

ابتسمت عسل بمكر وهي تقف أمامه وترمش بعينيها محتضنةً كتاب الرياضيات ليفهم ما ترمي إليه فيتبسم بتهكم :هيا ارمشي بهما كالمهابيل... ما أصلأً دروس الرياضيات لأختك المصون هي من أوقعتني بشباكها !
انطلقت ضحكاتٌ عاليةٌ منها وهو يعتدل على الفراش قائلاً برصانة:
- ومرةً أخرى لا تندفعي بهذا الشكل دون طرق الباب وخاصةً عندما أكون بمفردي لم تعودي صغيرة يا عسل"
زمت شفاهها وقالت بزهو : آه لم أعد صغيرة أصبحت عروساً و كالقمر، هل لديك عريسٌ مناسب ؟
رماها بالوسادة وصاح بغيظ :
- تأدبي يا فتاة عيبٌ هذا الحديث"

ضيقت عينيها مقتربةً منه وأردفت بصوت هامس : وغزلك لنور أمامي قبل زواجكما ألم يكن عيباً يا ابن خالتي أم حلالٌ عليكما وحرامٌ علي ؟! لا تظنني كنتُ صغيرةً حينها، أذكر كل تصرفاتك.
ثم اقتربت منه بوقاحة وهمست : وتلك القبلة التي قبلتها لها من وجنتها حينما وضعت لك الملح بالقهوة..
غمزته بتحد فانفرجت عيناه من حديث هذه المراهقة  وصرخ بحدة : واللهِ لأكسر عظامك أيتها الوقحة تعالي إلى هنا !

تعالت ضحكات عسل العابثة وهي ترميه بكتابها  و تهرول عبر درجات السلم وهبطت إلى الأسفل حتى ارتطمت بصدر مراد الذي أسندها بيده قبل أن تسقط :
- بسم الله انتبهي !
توقف آدم على أخر بضع درجاتٍ عندما رأى مراد ليهز رأسه مخاطباً إياها:
-عليكِ واحدة... لن أنسى يا عسل وحسابك لاحقاً "
تطلع به مراد وتسائل : ماذا فعلت هذه المرة

-لا شيء مهم لا تشغل بالك " ثم أردف مخاطباً عسل وهو يتقدم من مراد ويتأبط ذراعه: جهزي لنا فنجاني قهوة وأحضريها إلى الحديقة أيتها البنت الكبيرة، وأنت مراد بك تفضل أمامي لنتسلى قليلاً أشعر بالملل"
-هل من شيء؟
تسائل مراد ليهز آدم رأسه : استهرب مني كالعادة؟ اشتقت لجلساتنا سويا يا رجل "
هز مراد رأسه على مضض وتبع آدم  بصمت

*******

هبط الشاب من سيارته بتؤدةٍ وتقدم ناحية الجسد الملقى على الطريق لينحني تجاهها بابتسامةٍ طفيفة ويقوم بفحصها سريعاً وهتف مناديا طواقم الاسعاف اللذين اسرعوا ناحيتهما:
ناقلة بسرعة....هيا تحركوا "

انصاع الجميع لمطلبه ليقوم الرجل بخلع جاكيت بذلته وشمر عن أكمامه  الجرح الخفيف النازف بجانب جبهتها ليتنهد بعمق وهو ينحني تجاهها يتأمل وجهها بغموض
تأوهت نور وهي تحدق بهذا الرجل الذي يطالعها بنظرات مبهمة وكادت أن تعتدل فمنعها قائلاً برصانة: لا تتحركي...
حضرت النقالة فوقف مهندماًً ثيابه ليتساعدوا على رفعها وتوجه ورائهم يمشي الهوينة ناحية الإسعاف ليوقفه طبيبٌ من الكادر الطبي :
-شكراً انتهت مهمتك أيها السيد.

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))Where stories live. Discover now