(١٨)

1K 62 7
                                    

الذكريات ماهي إلا مجموعة صورٍ مخلدةٍ في ذاكرتنا تغفو في سلامٍ حتى يحين موعد انبعاثها من جديد، تُطلق صرخة إحيائها مجدداً من همسةٍ ...من لمسةٍ وموقفٍ ومكان... ومن صورةٍ أحياناً !

كان رجم محتويات هذا الصندوق لا يرحم... كجمراتٍ من لهيب  البراكين تتقاذف حممها  لترجمها دون رحمة، تتلوى روحها مع كلِ صورةٍ تقلبها بكفها وتشهدها عينيها على من تظن أنه خان العهد والثقة في يومٍ من الأيام ! وتلك الزهور الجورية الجافة قصةٌ أخرى!! خاتمٌ منقوشٌ عليه بإتقان...( آدم و بيسان)

امتلأت الأرضية والسرير بتلك الصور التي جمعت آدم وبيسان والرسائل المصورة كإثباتٍ للجريمة... تلك الفتاةُ التي كان لها الأثرُ في تغيير الكثيرِ بعد هذه اللحظة فبعضُ الأخطاءِ لا تغتفر إن كنا لا نعرفُ أصل الحكايةؤ كانت نور تشكُ بأنها تعرف هذه الفتاة فهي مألوفةٌ لديها، لكن ما لم تكن على درايةٍ به تلك العلاقة الوثيقة التي تبدو أنها تربط زوجها بها لم تنتبه على أنها ماضٍ بعيد، ملابسُ خليعةٌ كإحدى راقصاتِ الملاهي الليلية تتزينُ بها تلك الفتاةُ بأغلب الصور،
وحتماً أغلبُ الصور ملتقطةٌ في مثل هذه الأماكن، ناهيك عن أنها ملتقطةٌ من هاتفٍ خليوي لكن تم طباعتها مؤخراً، طيلة ساعةٍ كاملةٍ كانت نور تتأمل تلك الكوارث المطبوعة  بدموعٍ تتساقط لتحرق مكان سقوطها كأسيدٍ يكوي الروح دون رحمة، أخبرته سابقاً أنها ستغفر كل شيٍ إلأ الخيانة...والآن أثبت لها وبالدليل أن ذلك الحب عبر تلك السنوات ضاع بعد أن مزق فؤادها...

طيلة الوقت كان أمير واقفاً خلف الباب الموارب يراقبها بصمت بعيونٍ التهبت كذلك لذكرى شقيقته المتوفاة لم يعرف هو أصل الحكاية وقدمها لنور بطريقةٍ خاطئة بتشجيعٍ من والده... تقدم بهدوءٍ ناحيتها ثم ركع على ركبتيه أمامها لم تنتبه له حتى أسند كفه على ركبتها وبالأخرى رفع ذقنها ليتطلع بعينيها الحمراوتين طبع الجرحُ أثراً عميقاً بتلك العينين البلوريتين وغرق  بهما ليزداد ألم صدره وهمس : شقيقتي بيسان...كانت صديقته بالجامعة وهذه الصور تثبت أنهما كانا على علاقةٍ وطيدة مكالماتهما المتكررة الرسائل على مدى سنوات, هذا الخاتم، الزهور....جمعتها لكِ مع أوجاعِ روحي ووضعتها بهذا الصندوق.

-أتسائلُ أنا، إن كان بينهما علاقة حب لمَ تزوجَ منكِ، ما الذي جرى؟!
ثم أردف بعد فترة صمت" انتحرت بسببه...بعد زواجكما مباشرة.

تنبهت لكلمته الأخيرة فشهقت وقد اتسعت عينيها بصدمةٍ أعجزتها عن الرد، من استلم الرد بالنيابة عن فمها هما عينيها اللتين لم تتوقفا عن ذرف الدموعِ لحظةً واحدة،  أردف أمير بذات القهر الذي حبسه لسنوات:
- قفزت من على الشرفة أمامي وهي تردد أن أدم تركها وتزوجَ منكِ...بليلة استمتاع الجميع بحفلة زواجكما كانت شقيقتي مخضبةً بدمائها وشهرُ العسلِ الذي أغرقكِ فيه كان على حساب روح شقيقتي الوحيدة .

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن