(٧)

1.4K 67 17
                                    

تعالى صياح أحد الرجال وهو يقتحم غرفة الممرضين، وما إن رأته دلال حتى شحب وجهها تقدم والدها السكير صارخاً :
- أيتها الوقحة أين قضيتِ الليلة هاه....تريدين إلحاق العار بعائلتنا يا عديمة الشرف..

تطلعت الممرضات بدلال التي انسابت دموعها أمام والدها الذي اشتد صراخه عليها واتهاماته الباطلة لتهرع إحدى الممرضات لإعلام أحد المسئولين
-كفى " صرخت بها دلال وقد انسابت دموعها بقهرٍ وهتفت به : اكتفيت من كلماتك... ألم تطردني أنت من المنزل كالعادة لأجل عشيقتك !! الآن لتذكرت أن تسأل عن ابنتك..

-أترفعين صوتك يا فاجرة!! ظننتكِ ستمكثين بالمستشفى كعادتك لا أن تذهبي والله يعلمُ أين قضيتِ ليلتك !!"
زمجر والدها ورفع يده ليهوي بها عليها لكن كف أحدهم قامت باعتصار قبضته ليرفع الرجل عيناه الزائغتين ناحية هشام الذي حضر لتوه وقال بهدوء: -مشاكلك العائلية أيها السيد تحلها بمنزلك أنت هنا بمستشفى فتصرف على هذا الأساس "
زمجر الرجل بغضبٍ وهتف بحدة :
_لا تتدخل أنت ...أبٌ يربي ابنته.
شعرت دلال بألمٍ كبير بفؤادها من هذا الخزي الذي تعرضت له من والدها أمام هشام حينما أردف والدها بغباء : الله يعلم أين قضت تلك الفاجرة ليلتها "
تطلع حينها هشام بدلال بتفاجئ فأنكست رأسها أرضاً حتى قالت إليسا من خلفهما بحدة :
-لقد استضفتها بمنزلي أيها السيد، ابنتك لم تخطئ بشيء أنت من طردتها البارحة وقد سمعتك "

أفلت هشام قبضة الرجل الذي استدار ناحية إليسا وهو يتطلع بها باستهزاء:
-واللهِ شيءٌ جميل ! لا ينقصنا سوى شبيهاتك لتحدد أن ابنتي أخطأت أم لا"
صرخت به دلال برجاء : يكفي...يكفي أبي..أرجوك .
اشتدت شهقاتها الباكية لتتقدم منها إليسا بثبات وتقول لوالدها :
- اسمعني جيداً، أنا إلى الآن أحترم كونك رجلاً كبيراً بعمر أبي، دلال بالغةٌ وراشدة لا يحق لك إهانتها بهذا الشكلِ على الملأ .

_أيتها اللعينة !! نطقها والد دلال وهم بالاعتداء لفظيا من جديد على إليسا لكن هشام الذي ظهر فجأةً أمامه منعه من ذلك :
_هييي ما الذي تحاول فعله، هيا اخرج قبل أن نطلب الأمن"
تعالى زئير الرجل وهو يتوعد مهدداً حتى اجتره عنصرا الأمن خارجاً لتجلس دلال على الكرسي وتغطي وجهها باكيةً بقهر لتنحني تجاهها إليسا وهي تربت على كتفيها: لا تقلقي أنا معكِ ولن أتركك"

شكرا" قالتها دلال باكية وهي تحتضن اليسا التي ربتت على ظهرها مواسية قبل أن تقول بهدوء:
-ارتاحي الآن وسنرى ما علينا فعله"
- ان احتجت لأي شيء أنا بالخدمة .
قالها هشام بتعاطف لتومئ له دلال بخزي : شكرا دكتور...وآسفة لوضعك بهذا الموقف السخيف .
- لا عليك...استجمعي نفسك سريعاً وباشري العمل.
قالها بمهنية ثم غادر غرفة التمريض برفقة إليسا،
لم يكن يجدر بكِ التدخل بشجارٍ مع ذلك السِكير، كنتِ ستتعرضين للأذى"
- ولمَ تدخلت أنت !
- تسائلت وهي تحدجه بتلك النظرات التي تفتكان بضربات قلبه لتتهاوى وأجاب بهدوء:
- أنا رجل أستطيع مجابهته إن تطلب الأمر"
- الدفاع عن الظلم، لا يفرق بين رجلٍ وأنثى دكتور هشام.
- أنثى!.... وما أجملكِ من أنثى.
- !!"
هبط المصعد لطابق الطوارئ فسار بجانبها يلقيها بنظراتٍ عابثةٍ وهو يتمتم :
- أحبكِ جداً ....وأعرفُ أن الطريق إلى المستحيلِ طويلُ
-عفواً !!
تسائلت باستغراب ليبتسم قائلاً :
-أغني... هل ممنوعٌ أيضاً !
ضحكت وسبقته بخطواتها إلى المستودع لتحضر مسلتزماتها قائلة:
-غني...لا يمنعك أحد.
دلف ورائها وارتفع صوته مجدداً وهو يبحث كذلك عن الأدوات الطبية لتسمعه يدندن:
-أحبكِ جداً .....وبيني وبينك ريح ٌوبرقٌ وغيمٌ ورعدٌ وثلجٌ ونار..
تحاشت كلماته وهي ترتب قطع الشاش بالصندوق فأردف وقد وضع صندوقه كذلك ليعبئه :
-أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً ........ وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين .
تعالت ضحكاتها هذه المرة وهي تغتال كلماته: -بالحقيقة صوتك بشع، سيصيبني تلوثٌ سمعي ! .
شرد بضحكاتها واستند بكفيه على الطاولة مميلاً بجذعه ناحيته وأردف :
- وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني.
- هشام بعد اذنك!
لكنه أردف دون ان يلقي بالا لتوهج وجنتيها خجلاً:
-أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها سألتكِ بالله ..لا تتركيني.... لا تتركيني.. فما أكون أنا اذا لم تكوني ..
ارتبكت هذه المرة فعلياً من نظراته وكلماته فقالت بلعثمة وهي تتهرب من نظراته :
-هشام !! كف عن ذلك "
تبسم ابتسامةً لطيفة مجيباً بهدوء:
-أأكفُ عن الغناء !أم عن الغرقِ بعينيكِ "
انفرجت عيناها بصدمة من كلماته لتتمتم وهي تهرب منه : ما بك اليوم بحق الله !
فأردف وهو يحمل الصندوق ويلحق بها باسماً يكمل أغنيته :
-أرفض من نار حبك أن أستقيلا .....وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا....؟

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))Où les histoires vivent. Découvrez maintenant