(٩)

1.1K 68 9
                                    

ارتبكت من كلماته قائلةً بلعثمة: يجب..أن ..الإسعاف، سأذهب إليه" وأفلتت كفها بسرعةٍ عنه وهرولت تهبط درجات السلم، أرجع بظهره مجدداً مستنداً على الحائط يراقبها بعينيه تهرب كما العادة كالسندريلا من أميرها ! لكن السندريلا خاصته لاتريد أن  تتجاوز مشهد ساعة منتصف الليل فهي في هروبٍ دائم ! لمح دلال تتقدم عبر الرواق وهي تحمل فنجان قهوتها تشرب منه فضج عقله المشوش وجسده المنهك يطلبها  وكأنه ظفر بالجائزة الكبرى وهب كالأسد عبر تلك الدرجات بثلاث قفزات حتى جمدت دلال برعبٍ حينما خرج أمامها كالجني منتشلاً الكوب بخفةٍ من بين يديها قائلاً قبل أن يتجرع منه وكأنه لم يتذوق القهوة بحياته :
-  دائماً ما تظهرين بالوقت المناسب دلالي، أعدي لنفسكِ كوباً آخر"
ومشى يشربه  باشتياق المغترب ليتوقف قلبها عن ضخ الدماء وما زالت أذنيها تعيدان كلمته(( دلالي...دلالي )) تبسمت ببلاهة وهي تجيبه : - بالهناء دكتور" هزت رأسها وقد استفاقت من حلمٍ جميل على دفعةٍ خفيفةٍ من إحدى الممرضات : ما بكِ تنحي قليلاً أحمل صندوقاً كبيراً ! استدارت ناحية زميلتها وابتعدت عن الباب الذي تقف قبالته وأكملت طريقها ..

                                                                                        ******** 
رفع أمير  ساقيه على المكتب يستريح بعد إجرائه عمليةٍ جراحيةٍ  لأحد المرضى على الرغم من غطرسته إلا أنه يقدس مهنته كطبيب  وبات يقدس هذه المهمة التي أُوكلت له من والده لأنها عرفته على صاحبة أجمل عيونٍ رآها في حياته طرقت الباب  ولم يستجب لشروده، فدفعته ودلفت إلى الداخل وتسمرت بمكانها وهي تراه مسترخياً بجلسته رأسه لأعلى  مغمضاً عينيه وما يزال يسند قدميه فوق الطاولة، يبدو مسالماً وهو يغلق عينيه وملامح وجهه مرتاحة جدا على عكس خبث نظراته ولونهما المربك حين يحدق فيها ! جلت حنجرتها لتصدر صوت حمحمةٍ خفيفة وتقدمت أكثر لتضع الملف على الطاولة ففتح ستار أهدابه كاشفاً عن بحر عينيه القاتمتين ليتطلع بها وقد شُتت تفكيره لوهلةٍ وهو لايصدق كونها واقعاً أمامه وقد كان مغمضاً عينيه ليسترجع سحر عينيها، جسدها، صوتها وهي تهدده،  أنزل قدميه على الأرض كالمنوم مغناطيسياً فقالت بهدوء: أحتاج توقيعك على هذا "
رفع إحدى حاجبيه وتناول الورقة يقرأها ثم تطلع بها وهو يمزقها ويرميها على المكتب قائلاً : مع الرفض "
اعتصرت قبضتي يديها بانفعال فهتفت فيه. بنزق: ما مشكلتك معي!
نهض عن مقعده وتمشى ناحيتها ويديه بجيبي معطفه الطبي: ومن أخبركِ بأن مشكلتي معك ؟ 
ثبتت نظراتها عليه : إذن مع من مشكلتك؟ 
طرق برؤوس أصابعه على الطاولة الخشبية مجيباً : أتعرفين دكتورة... أحياناً نكون بالمكان الخاطئ بالتوقيت الخاطئ مع الشخص الخاطئ...لكن هذه هي مفارقة القدر "
ركزت عينيها تحاول استشفاف مايرمي إليه لتهز رأسها بكبرياء : لم أفهم تكلم بوضوح"

تبسم قائلاً بلهجة الذئاب التي تبغضها : اذهبي لعملك وتعلمي المواجهة بدلاً من الهروب !
لسعتها كلمته الآمرة التي تحتوي إغواءاً من نوعٍ غريب مرعب..  لتستدير مغادرة فقال مجدداً : بلغي تحياتي لآدم"
توقفت لبرهة ثم غادرت المكتب.
                                                                     ********

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang