(28)

966 67 25
                                    

ومساء الليلة التالية وكما قررت الفتيات أو الساحرات الثلاث كما سمتهن عبير وبعد التجهيزات  كان هشام يتأبط ذراع اليسا وهما يدخلان إلى الشاليه ويلقيان السلام على الجميع حيث جهزت الفتيات احتفالاً بسيطاً بمناسبة خطوبتهما وقمن بدعوة بعض المعارف و الأصدقاء من الكادر الطبي بينما توقف مراد بإحدى الزوايا يكتم ضحكاته ساخراً وهو يحدث  كريم:
-سأحضرُ لتوي حفل خطوبة زوجتي السابقة!
لكزه كريم على كتفه ضاحكاً ثم تأبط ذراعه: هيا للخارج قليلاً.
بعد أن غمز لجمانة لتومئ له وتغادر...
وبالجهة المقابلة تأبطت جمانة ذراع دلال بعدما ارتدت فستاناً طويلاً بلون الليلك يتسعُ لينسدلُ بانسيابيةٍ على جسدها ومن فوقه حجابٌ ذا لونٍ أبيض أبرز جمالها، أصرت نور على أن تضع لها لمساتها السحرية من تبرجٍ خفيف ليبان جمالها طبيعياً مع القليلِ من الكحل فبدت متألقةً جداً هذه الليلة.

- إلى أين تسحبينني هكذا يا جمانة! سألتها دلال وتلك الأخيرة تتأبط ذراعها لتقول : اصبري باللهِ عليكِ لقد آلمني رأسي بهذه الأجواء الصاخبة لنجلس قليلاً أمام البحر"

- حسناً كما تشائين, تمشت الفتاتان قليلاً حتى وصلتا للمكان المطلوب' حيثُ كان كريم يجلسُ برفقة مراد بداخل أحد المصاطب التي صممت كالأكواخ فكان سقفها من القش والإضاءة الناعمة تضفي للمكان سحراً لا مثيل له، تصنعت جمانة المفاجئة وسألت : أأنتما هنا ؟
جمدت ملامح مراد وهو يتأمل دلال  فلم يرها من قبل في الحفلة ولا ينكرُ كريم أنها جذابة بملامحها الهادئة الرائقة أزاح بصره عنها ، فعلاً هذه الدلال ستكون كالبلسم الشافي لمراد قال يحادثُ جمانة : أأنتِ بخير حبيبتي تبدين مرهقة اجلسي قليلاً " أيدته جمانة بلعبته وقالت : تعبةٌ جداً ظننتُ أنني عندما اشتم هواءاً نقياً سأرتاح لكني ما زلتُ متعبة اوصلني إلى الشاليه عن اذنكما "
بهتت ملامح دلال وهي تتطلع بجمانة التي تأبطت ذراع كريم وغادرت برفقته ببساطة  بينما تسمرت دلال بمكانها اعتدل مراد قائلاً بلباقة : -تفضلي بالجلوس"

تطلعت فيه لثوانٍ قبل أن تصعد تلك الدرجات القليلة وتجلس على الكرسي وصارت تنظر باتجاه البحر، لم يستطع ولو للحظةٍ أن يحيد بنظراته عنها كُل شيءٍ فيها  بدا فاتنا الليلة، عادت كلمات كريم التي قالها له أثناء جلوسهما تطرق ذاكرته :حان الوقتُ لتفتح قلبك يا صاحبي، صارحني  أتعجبك؟ 
- عفواً ...عمن تتحدث؟
- دلال.
رق قلبه وابتسم وهو شارد بالبحر :
-  تعجبني... تعجبني جداً يا ابن العم
- تقدم بشكلٍ رسمي إذن ولا داع للمماطلة " تطلع مراد ناحية البحر وهو شاردٌ بكلمات كريم، عبثت تلك الكلمات بعقله ..وما زالت تعبث حتى وهي أمامه الآن ( أراكما فعلاً مناسبين لبعضكما صارحها بمشاعرك كفاكَ تضييعاً للوقت ) 
.طال صمت دلال كذلك فقد كانت أفكارها كهذه الأمواج تتلاطم وهي تشعر بنظراته تخترقانها وهو يتذكر كلمات كريم، شعرت بالخجل وبذات الوقت تُريدُ من ينسيها ولو قليلاً وحدتها وكآبتها التي ما تزالُ مصرةً على الخروج منها فهشام لن يكون لها أبداً وتفكيرها فيه بعد زواج اليسا منه ستكونُ خيانةً لصداقةٍ قوية...تطلعت أخيراً بمراد وتساءلت: 
- آسفةٌ لهذا السؤال لكن.....أراكَ مُنزعجاً الليلة هل بسبب زواج إليسا من دكتور هشام.
هز رأسه رافضاً وضحك فسألته مجدداً:
-من أحببت منهما بصدق؟
فهم ما تقصده فور نطقها لتلك الكلمات فأجاب ببساطة : كلتاهما .
كمن يحب شيئين متناقضين، وطبعين مختلفين !
نطقها بمرارةٍ ساخرة ثم أردف وهو ينهض:
وهذه اللحظة أرغبُ فقط بإرجاع التوازن لحياتي بعيداً عنهما، هل نتمشى قليلاً ؟

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))Where stories live. Discover now