(29)

979 61 31
                                    

رفعت نظراتها تجاهه مجيبة بحدة : ما شاءالله ومن التي ستخاف!! لا يوجد ما أحكيه لك، ولا أحدَ يتلاعبُ بي أتراني طفلة!"
رفع حاجبيه دهشةً منها وأحتدت نبره صوته كذلك : إذن سأخبر مراد ولنرى ما رأيه بالموضوع ...أيتها الكبيرة الواعية !"
نهض بحزم وسار على الرمال فشهقت بعفوية وركضدت ورائه تناديه : كرووومي! "
توقف لتتأبط ذراعه وتقول بخفة :
-أتهددني بإخبار مراد....عيب واللهِ عيب!

كاد أن يضربها بخفة لكن ما خلصها من براثنه الكرة التي ضربت دماغه فاستدار ناحية آدم الذي صاح به من بعيد: التقطها وتعال"
فدفعته ناحية آدم وهرولت للداخل فزم كريم شفاهه ثم تسللت ابتسامةٌ لثغره وهو يتمتم:
-واللهِ كبرتِ يا عسل، سنرى نهاية هذا الأمر!!

**********

تسللت نسائم الفجر المحملة بندى البحر والشباب ما تزال تصدع أصواتهم وهم يلعبون بالكرة على الشاطئ، استمعت دلال لأذان الفجر فنهضت من على السرير و هبطت درجات السلم ودلفت إلى الحمام لتتوضأ وأدت فرضها بإحدى الغرف التي علمت بأنها فارغة، انتهت وجلست قليلاً على السجادة وما زال فكرها مضطرباً ومشوشاً، تخافُ الإقدام على هذه الخطوة وتخاف أن يكون مراد جسراً لتنسى من خلاله مشاعرها تجاه هشام، رفعت أهدابها تستجدي الله سبحانه أن يبث الطمأنينة بصدرها، تنهدت ونهضت وطوت السجادة ثم خرجت قليلاً لتستنشق عبير البحر، خرجت وجلست على المقعد بالتراس الواسع بعدما أعدت لنفسها كوباً من القهوة كان الهواءُ نقياً جداً ونسيمات الربيع الباردة تلاعبت من حولها تلاعبت من حولها، تعالت ضحكاتهم من بعيد فاستدارت بتلقائية ولا إرادياً جذبها صوته وهو يمزحُ مع آدم، كان طبيعياً جداً اليوم،  يرتدي قميصاً قطنياً وسروالاً يصل حد الركبة، تجلى لها بهذه الأثناء إنساناً بسيطاً جداً، لاحت على شفاهها ابتسامةً ناعمة ثم أشاحت بوجهها عنه وراقبت امتداد الأمواج وانحسارها عن الرمال ..
توقف لاهثا بمكانه حين رآها فحيته بابتسامة هادئة ردها بعفوية ومرح.
****
بعد عدة أيامٍ وهشام بمكتبه يقوم بمراجعة ملف أحد المرضى يتصل به رقمٌ دوليٌ غريب ويعرفُ بعد لحظاتٍ أنه ساهر بعدما عرفه على نفسه كاد هشام أن يرد مُرحباً لولا أن ساهر قد اندفعت كلماته كسيل الرصاص :
- وكيف تسمح لنفسك بأن تتقدم لخطبتها دون مشورتي ! من أعطاك الحق، ألا تعرفُ العادات والأصول يا ابن الأصول؟
كان كلامُ ساهر قاسياً جداً حاول هشام امتصاص غضبه لكنه لم يقدر على اسكاته بل تابع ساهر كلماته الجارحة وهو يصيح :
-وكيف تتجرأ على التفكير فيها...ومرتبك طوال الشهر لا يكفي ثمن حذاءٍ من أحذيتها أيها الطبيب المغمور، كيفَ ستعيلها؟ ما امكانياتك المادية التي ستقدمها ألم تفكر بذلك! أم أنك خططت لكلِ شيء؟!
اختلجت قسمات وجهه وأجاب بتحفظ: اسمعني ساهر أنا حتى اللحظة أحترم الصلة التي تربطني بك، دعنا لا نتجاوز حدود اللباقة وهذا لأجل اليسا فقط"
- وتهددني أيضاً يا عديم الشرف ؟! " ارتفع صوت ساهر عاليا وبهذه الأثناء اندفعت اليسا من الباب كون ساهر قد اتصل بها قبل دقائق فبثته الخبر فطلب منها ساهر أن تمليه رقم هشام فاملته إياه مرغمة "
تنبهت على ملامح هشام المحتقنة وربتت على ساعده ليتنبه على وجودها فأجاب باقتضاب : -عديمُ الشرف هو من يهدد شقيقته الوحيدة علانيةً ويسرقُ أموالها، نصيحتي لك لا تقطع حبل المودة وراجع حساباتك جيداً "

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))Where stories live. Discover now