(٢٥)

1K 60 22
                                    

بعد انتهاءه من معاينةِ أحد المرضى عقم يديه مجدداً وغسلهما وتنحى جانبياً ولم تكد اليسا تخلع القفازين الطبيين وتنهي غسل يديها امتدت يده ليلتقط كفها وبحركة مباغتة قام بلف قطعة خيطٍ من خيوط العمليات حول اصبعها وقصها على مقاس الاصبع تساءلت اليسا باستغراب :
- هل لي أن أعرف ما الذي تفعله حاليا!! .
تطلع ناحيتها باسما ثم غمزها وللى مغادراً فصفقت اليسا بكفيها وتمتمت باستغراب :
-جن الولد !! .
غادر هشام المستشفى مستقلا سيارته وهو يدندن وانطلق فيها بينما ذهبت اليسا لتستريح قليلاً قبل أن تغادر .
انتهى ساهر أخيراً من إجراءات بيع المعمل وتم إيداع المبلغ كاملاً في حسابه  وقد أيقن أن شقيقته لو رفعت قضية للإرث سيخسر مبلغاً محترماً من ثمن المعمل فاضطر آسفاً للاستسلام أخيراً والرضى بما يملك ولربما سيعود فيما بعد هو وزوجته فعلى الأقل سيكون هنالك منزلٌ يتسعه وعائلته ! لذلك لملم أشياءه وودع اليسا بوجه جامدٍ ثم ولى مغادراً بذريعة أنه تأخر عن زوجته وأولاده مع كمٍ لا بأسَ به من التهديداتِ والوعيد بأنه يراقبها ويراقب تصرفاتها ! 

- بعون الله يا أخي" نطقتها اليسا بعينين دامعتين وهي تراقب ذهاب ساهر، سقط القناع وانكشفت الحقائق  بعد مجيئه لكم كان نسخةً عن والدها بتفكيره وطمعه!
قبل انتصاف الليل بقليل صعدت نحو الحمام وتوضأت ثم توجهت لغرفتها  صلت صلاة العشاء وجلست على السجادة وهي تذرف دموعها، على الرغم  أن علاقتها كانت سيئةً بساهر إلا أنها أحست بمن يؤنس وحدتها...وها قد عادت وحيدةً مجدداً وشعرت بأن هذه الجدران عادت للانطباق عليها مجدداً، رن هاتفها باسم هشام فنهضت لتجيب بعد أن مسحت دموعها وأجابته محاولةً ألا تظهر له شيئاً لكن بحة صوتها الباكية لا تخفى عليه سألها بقلق: أأنتِ بخير ! صمتت قليلاً وأجابته بعد برهة: سافر ساهر "
- إذن!! هل كلُ شيءٍ بخير يا اليسا ؟ 
- نعم لا تشغل بالك" 
أبعد طبق المعكرونة بعد أن كان قد جلس ليتناوله ثم نهض وارتد على الأريكة متسائلاً :
-تشعرين بالوحدة أليس كذلك ؟!
- حسناً اعترف لك ...أشعرُ بالوحدة" نظر الى ساعته التي قد تجاوزت منتصف الليل ثم نهض وتناول حاسوبه المحمول وقال باسماً : 
- حالياً سأضطر لتبديد وحدتك بالطريقة الحديثة
- وكيف ستبددها يا ترى هل ستبقى تحادثني عبر الهاتف طيلة الليل !

قهقه مجيباً : بل سأرسلُ لكِ الآن اسم فيلمٍ وسنشاهده سوياً "
- يا لبالك الرائق ! 
- هل لديكِ اقتراح أفضل !! 
صمتت قليلاً ثم هزت رأسها باستسلام فهي فعلاً بهذا الوقت تحتاج ما يسليها قليلاً اجابته بالنفي فقال باندفاع...أرسلت لكِ الاسم  لنشاهده سوياً فهو فيلمٌ كوميدي جميلٌ جدا!
وفعلا شغلت اليسا الفيلم من حاسوبها و بدآ بمتابعته بذات الوقت وكلٌ منهما في منزله "

*************

انتهت أيام العزاء وتتابعت الأيام و كلمات والده الراحل تطرق ذاكرته( والدتك واخوتك بأمانتك) لكم كان هذا الحملُ ثقيلٌ وغالٍ جداً على فهد حتى شعر بأنه شاخ فجأةً، صحيحٌ أنه كان فعلياً من يعتني بهم ووالده مقيمٌ منذ سنواتٍ بالسعودية لكنه شعر هذه اللحظة بالمسئولية ..
  قام فهد خلال اليوم بالاتصال بعسل لكنها لم تجبه فقد كانت تدرسُ بالحديقةِ في حينها فترك لها رسالةً بأن تحادثه بأي وقت ..وحين أدركت اتصاله ورسالته كان الوقتُ متأخراً فعلاً،  استلقت على سريرها وأرسلت رسالة مقتضبة: أأنت مستيقظ! 

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu