الفصل الرابع

272 65 27
                                    

حينما نظرتُ حولي أدركت بأني غدوتُ بعيدةً جداً عن الشركة وعن سيارتي، إذ كنت أقف على جسر آرمي حيث تقع تحته بحيرة آرمينيا وعلى ضفتيها غابة قيسار.

كان جسر آرمي عبارة عن طريق سريعٍ فلا سيارة تقف به وما من مارة تمشي عليه خاصةً في هذا الجوِّ الممطرِ البارد.

كنت الشخص الوحيد الذي كان يمشي على جانب الجسر بينما كانت الأمطار تغرقني بمياهها أكثر، دون أن أملك أدنى فكرة عمّا عليَّ فعله أو كيف سأصل إلى منزلي.

في هذا الوقت، كان ليام مازال يجلس على مكتبي يتأمّل بصمتٍ معطفي الذي تركته على الأريكة.

انتفض فجأةً من مكانه وتناول هاتفه ومعطفي بسرعة ثمَّ خرج من المكتب وما إن وصل مدخل الشركة حتى لاحظ وجود سيارتي بالخارج، التفت إلى مساعده الذي كان يحمل له مظلته قائلاً باستغراب:
-ألم تغادر السيدة سيل بعد؟!
-أجل سيدي، ولكنّها تركت خلفها سيارتها بالإضافة لمحفظتها وهاتفها، كما أننا لا نملك أيَّ فكرة عن مكانها الحالي.

أخرج ليام هاتفه من جيبه بسرعة ليجري مكالمة هاتفية، رُنَّ الهاتف لعدة ثواني ثمِّ أجاب الطرف الآخر:
-أهلاً سيد ويرث، كيف أستطيع أن أخدمك؟
-حسناً، سيد مارتي...هناك أمرٌ أريدك أن تقوم به.

كانت الشمس قد غابت منذ فترة ولكنني لم ألحظ ذلك إذ كنتُ غارقةً بأفكاري.

نظرت إلى يميني حيث تقع البحيرة إذ يفصل بيني وبينها سورٌ قليل الارتفاع كُتِبَ عليه بعض الجمل التحفيزية علّها تمنع اليائسين من الانتحار إذ لطالما كان جسر آرمي موقع مثاليٌّ لمحاولة الموت.

"لا تيّأس"
"إبقَ متفائلاً"
"كلَّ شيءٍ سيكون على مايرام"
"الحياة جميلة"
بدت تلك الجمل مستفزّة لسبب ما...

فجأةً، شعرت بأنّ أحدٌ ما يراقبني.

التفتُ بسرعة فوجدت سيارةً سوداء تقف على الجهة الأخرى من الجسر، لم يكن وقوفها في هذا المكان مخالفاً فقط بل كان خطراً أيضاً إذ قد تصطدم بأيّ مركبة مسرعة في أيّةِ لحظة.

تملّكني الخوف فأسرعت بالمشي وحينما التفت مجدداً بدا وكأنَّ تلك السيارة كانت تلاحقني.

'يا إلهي، هل أثّر عليَّ الإرهاق لهذه الدرجة؟ هل بدأتُ أتوهم الآن؟ أعني؛ مالذي قد تريده مني تلك السيارة بالمقام الأول؟'

توقفتُ فجأة، لم التفت، توقفت فحسب.

بقيتُ على هذه الحال لعدة دقائق، ثمَّ استدرتُ مجدداً بشكلٍ مفاجئ لأتفقد تلك السيارة ولكنني لم أجد شيئاً،  سخرتُ من نفسي وأكملتُ المسير لكنّني سمعتُ صوتاً فالتفتُ من جديد لأجد السيارة قد أصبحت خلفي.

................

رأيكم يهمُني. 💛

تصويت 

تعليق

رأي

انتقاد

سوف يعني لي الكثير.

دعمكم لي هو حافزي لإكمال هذه الرواية.

❤️❤️❤️

*سيتم تنزيل فصل جديد كُلّ أحد*

الوريثة الوحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن