الفصل السابع

204 55 15
                                    

لم تكن سيارات الشرطة الموجودة فقط بل كان هناك سيارةُ إسعافٍ أيضاً اهتمَّ ممرضيها بمعالجة جروحي فقاموا بتطهيرهم ثمّ تضميدهم بعناية.

أخبرتني الممرضة أنّ جرح قدمي ليس بعميق ولكن جرح رأسي كان بحاجةٍ إلى عمليةٍ صغيرة إذ قاموا بتخييط الجرح فوراً.

في هذه الأثناء، انتشرت رجال الشرطة في أنحاء الغابة لملاحقة ذاك الرجل بينما كان السيد مارتي يقف بعيداً عني يتحدّث مع أحد رجال الشرطة.

كان الشرطيّ طويل القامةِ، ذو شعرٍ رماديّ اللون وعينان سوداتان، في الثلاثين من عمره، بدا مألوفاً لسببٍ ما، كما أنّه كان الضابط المسؤول عن التحقيق.

كان السيد مارتي يلقي بين الحين والآخر بناظريّه عليّ وهو يتحدث وما إن انتهى من حديثه، ربّت الضابط على كتفه بلطف ثم أشار له إلى إحدى سيارات الشرطة ليذهب ويستريح فيها.

توجّه الضابط بعد ذلك إليّ ملقياً التحية وما أن اقترب مني حتى تعرّفت عليه فوراً:
-مرحبا، سيدة إيامي.
-سيد ميلاد؟!
-يا إلهي، تبدين متفاجئة، ألم تتعرفي عليَّ فوراً؟

ضحكتُ بخجل:
-كلا، لم أفعل..إعذرني أرجوك.
-متى كانت المرة الآخيرة التي التقينا بها؟ منذ تلك الحادثة..على ما أعتقد؟

جفلتُ للحظة، ازداد وجهي شحوباً وبدأت يداي ترتعشان من جديد، أشحت بناظريّ عنه ثمّ سألته بأدب:
-إذاً، ماالذي حدث بالضبط؟ أعني، هو لم يطلب أيّة فدية، أليس كذلك؟

تنهّد السيد ميلاد ثمّ أجابني:
-وهذا تماماً المحيّر بالأمر! ما من فديةٍ قد طلبت، ذاك الشخص أراد إيذائك فحسب.

نظرتُ إليه من جديد:
-لكن، لماذا؟!

صمت السيد ميلاد قليلاً، نظر إلى السيد مارتي الجالس في سيارة الشرطة ثمّ قال لي بهدوء:
-لقد تمّ خداع السيد مارتي..تلك الرسالة كانت خدعة، لقد كانت عائلته بخير طوال الوقت.

مدَّ يده إلى جيبه فأخرج هاتف السيد مارتي ثمّ ناولني إيّاه متسائلاً:
-أتملكين أدنى فكرة إلى من يعود هذا الرقم؟

تأمّلتُ الرقم للحظات ثمَّ ألقيت بنظرة على محتوى الرسالة التي بعثها هذا الرقم للسيد مارتي فأجبته بسرعة:
-كلا، هذه المرة الأولى التي أرى فيها هذا الرقم، ولكن..أليست هذه..

قاطعني السيد ميلاد بينما ألقى نظرة على محتوى الرسالة:
-أجل، لقد كانت هذه الرسالة التي أنقذت حياتك، سيدة إيامي.

.........................

تعليق أو تصويت  ❤️😊

سيعني لي الكثير 😍🥰

دعمكم لي هو حافزي لإكمال هذه الرواية 😇

*سيتم تنزيل الفصل الثامن الأحد القادم*

الوريثة الوحيدةWhere stories live. Discover now