الفصل الأول: عودة

170 47 55
                                    

استيقظت تلك الجميلة على صوت هاتفها فتأففت وقررت تجاهله إلا أن رنينه المستمر أزعجها فأخذته وردت قائلة في ضيق دون النظر لاسم المتصل:

نعم.

رد عليها الطرف الآخر قائلا في استنكار:

نعم، هو إيه اللي نعم ده بقى إن شاء الله, والله أنا اللي أعرفه يا ست ليليان هانم إن الناس بتصحى الصبح تقول صباح الخير مش نعم.

عرفت ليليان صاحب هذا الصوت على الفور وكيف لها ألا تعرفه وهو ابن عمها وصديقها المفضل والوحيد, ابتسمت ليليان في اتساع وكادت أن تجيبه في مرح ولكنها تراجعت وقالت لنفسها في خبث:

مممم مش هيجرى حاجة يعني لو استفزيتك شوية يا سيفو.

صمتت برهة ثم حدثته قائلة في استفزاز:

خلصت, والمفروض بقى إني أقول إيه بعد المحاضرة المملة اللي حضرتك أديتها لي دي بقى إن شاء الله, ثم إنك مش جايب جديد يعني ما أنا عارفة إن كل الناس بترد تقول كدة بس أنا بقى مش من الناس دول ويلا بقى أخلص وقول عاوز ايه علشان أعرف أتنيل أكمل نوم.

تنهد سيف تنهيدة ضيق ثم قال لها في برود على غير العادة فهو دائما يشاكسها ويقوم بإغاظتها عندما تحاول استفزازه أو شيء من هذا القبيل:

ليليان بجد مش ناقصة هي استفزازك على الصبح ويلا قومي إلبسي علشان آجي آخدك ونروح لهم في النادي علشان كلهم مستنيننا هناك.

تعجبت ليليان كثيرا من نبرته تلك والتي لا يتحدث بها إلا إذا كان به شيء فتساءلت قائلة في اهتمام:

سيف مالك في إيه مش عادتك إنك ترد كدة يعني!

تنهد سيف مرة أخرى في نفاذ صبر ثم أجابها قائلا في جمود:

ما فيش يا ليليان ويلا بقى قومي أجهزي علشان أنا كلها نص ساعة وأكون عندك.

عرفت ليليان إن لا مجال للكلام الآن وإنها لا بد من أن تحدثه وهو أمامها ليتسنى لها معرفة ما به وليس بالحديث في الهاتف فقررت تأجيل الأمر حتى يلتقيا وقالت له في هدوء:

حاضر هأقوم أجهز على ما تيجي ومش تخاف مش هأتأخر.

قال سيف.

تمام يلا سلام.

قالت ليليان:

سلام.

ثم أغلقت الخط وقامت لتتجهز.

------.

في النادي كانت تجلس جميع العائلة في انتظار سيف وليليان فقالت فاطمة في تساؤل موجهة حديثها إلى زوجها عمر:
عمر أنت كلمت سيف علشان يروح يجيب ليليان ولا لا؟

قال لها عمر في هدوء:

آه يا فاطمة كلمته وقال لي إن كلها ساعة ويبقوا هنا.

على مَن سيقع الاختيار؟Where stories live. Discover now