الفصل السادس: سأرحل

61 40 45
                                    

في الصباح استيقظت ليليان مبكرا فهي لم تغف كثيرا بسبب تفكيرها الكثير وأيضا بسبب وجودها في مكان هي غير معتادة عليه, قامت ودخلت إلى المرحاض ثم توضأت وأدت فرضها ثم نظرت إلى وردة لكي تطمئن عليها فوجدتها ما زالت نائمة وكذلك والدتها فقررت أن تتركهما وتخرج إلى الكافيتيريا لكي تأخذ كوب قهوة وبعدها تذهب إلى جدها لكي تراه, وبالفعل خرجت وذهبت إلى الكافيتيريا وأخذت كوب قهوتها ثم ذهبت إلى مكتب جدها وطرقت الباب في هدوء فسمعت صوته يأذن لها بالدخول فدلفت وهي تقول في ابتسامة هادئة:

صباح الخير يا جدو.

قال لها زين في ابتسامة حنونة:

صباح النور يا قلب جدك تعالي أقعدي.

ذهبت ليليان وجلست أمامه وكادت أن تقول شيء ولكنها تراجعت عندما رأت شهاب يقف يتطلع إلى الخارج من النافذة وهو شارد تماما ويبدو على وجهه الحزن والإرهاق الشديد فتساءلت قائلة في قلق مغلف بالاستغراب وهي تشير على شهاب:

هو ماله عامل كدة ليه في حاجة حصلت ولا إيه؟

قال لها زين في ابتسامة ذات مغزى ولم يخف قلقها عليه:

إيه قلقانة عليه؟

توترت ليليان قليلا ولكنها استطاعت إخفاء ذلك سريعا وهي تقول له في تذمر:

يووووه بقى يا جدو ما تقول وخلاص هو لازم كل حاجة بسؤال؟

ضحك عليها زين ثم قال في هدوء:

ماشي يا لمضة هأعديها لك المرة دي, ثم أكمل متنهدا في أسى:

هو متضايق يا ستي علشان كان في طفلة عندها ثقب في القلب بس باباها كان رافض يعالجها لإنه كان بيكره البنات وكان نفسه هي تطلع ولد لإنها كانت الرابعة بين أخواتها وكلهم كانوا بنات فمامتها كانت بتهرب دايما بيها من وهي صغيرة علشان تعالجها من وراه بس طبعا الفلوس اللي معاها ما كانتش بتكفي وما كانش في دكتور راضي يعالجها لحد ما شهاب في مرة شافها وهي واقفة قصاد المستشفى بس مش عارفة تدخل لإنها مش معاها فلوس كفاية, فلما هو سألها وعرف حكايتها قرر يساعدها وكانوا بقى لهم سنين متابعين مع بعض من ورا أبو البنت دي لحد إمبارح كانت المفروض عمليتها لإنها كانت تمت خلاص السن المناسب بس للأسف الأم تأخرت على ما عرفت تيجي بيها وعلى ما جات كانت البنت حالتها ساءت جدا ومن الواضح إن أبوها كمان كان ضاربها هي ووالدتها فحاول على قد ما يقدر إنه ينقذها بس للأسف ما قدرش وماتت, ومن وقتها وهو زي ما أنتِ شايفاه كدة وما بينطقش بحرف.

قالت له ليليان في ذهول والدموع تتجمع في عينيها بغزارة:

إيه ده يا جدو هو في ناس كدة بجد, إزاي جاله قلب يعمل في بنته كدة لمجرد إنها مش ولد طيب إيه الفرق ما كلها نعمة من عند ربنا سواء ولد أو بنت.

على مَن سيقع الاختيار؟Where stories live. Discover now