الفصل الحادي عشر: مفاجأة غير سارة بالمرة

42 4 9
                                    

دخلا كل من سيف وليليان إلى النادي ثم اتجها إلى الطاولة المعتادة للعائلة ثم حيا الجميع وجلسا بجانب بعضهما ثم قال سيف هامسا لليليان في تفاجؤ عندما لاحظ أنها بدلت ثوبها بالفعل:

إيه ده يا لؤلؤة أنتِ غيرتيه بجد؟

همست ليليان في غرور لا يليق بسواها وهي تطالعه باستفزاز فهي فهمت من نظراته عما يتحدث:

ما تفكرش إني هأرد عليك برقة مثلا وأقول لك آه يا سيفي غيرته علشانك ودلع البنات الفاضي ده لا خالص، كل ما في الموضوع إن في واحدة غبية كانت ماشية بتتكلم في التليفون ومش مركزة فخبطتني فالنيسكافيه اللي كان في إيدي اتدلق على الفستان فروحت غيرته وجيت لإنه كان اتبهدل جامد ومش رضي يطلع بالمية.

همس سيف في غيظ وهو يحرك رأسه بمعنى لا فائدة ولكنه رغما عنه ارتسمت على وجهه ابتسامة عذبة على تلك المستفزة المغرورة والتي تفعل هذا فقط لكي تستفزه وهو لن ينكر أنها نجحت في ذلك بالفعل:

بردو مافيش فايدة أنتِ بردو مصرة؟

أومأت ليليان بالإيجاب ثم همست مبتسمة في استفزاز:

أعمل إيه بقى يا سيفو حظك إني بأعشق استفزازك.

همس سيف مبتسما في حب:

وأنا يا ستي قابل أي حاجة من لؤلؤتي حتى لو كانت إيه.

كانت ليليان سترد ولكن قاطعها عمر وهو يقول في غيظ موجهه حديثه لكليهما:

ما جرى إيه بقى يا بت أنتِ وهو أنتوا جايين تقعدوا معانا علشان تقعدوا تتهامسوا؟

قال سيف في استفزاز:

بابا من الأفضل يا حبيبي بلاش الغيرة الزايدة دي لإنها أصلا ليا ومسؤوليتي أنا من ساعة ما اتولدت، وده غير طبعا الحاجة المفروغ منها وهي إنها ضيفة في بيتك ومصيرها في الآخر بيت جوزها واللي هو أنا فما تتعبش نفسك ووفر.

كبت كل من الفتاتين وفاطمة ضحكاتهما بصعوبة على ما قاله سيف والذي جعل عمر يطالعه في حنق وغيرة على فتاتيه فهو الآن يعلن ملكيته الواضحة لإحدى فتاتيه وهو بالطبع لا يعجبه هذا:

طب إبقى قابلني يا ابن الراوي لو خليت حد فيكوا أنت أو البارد التاني ده يشم ضفر واحدة من بناتي وإبقوا وروني بقى هتعملوا إيه وهتتجوزوهم إزاي.

كان سيف على وشك الرد ولكن سبقه صوت هادئ رزين يقول في ثبات:

وهو البارد التاني كان عمل لك إيه بس يا بشمهندس هو أنت شوفته بقى لك قد أسبوع؟

قال عمر ساخرا من دون أن ينظر إليه:

لا من الناحية دي اتطمن لإنه عمل قبل ما يمشي مش لسة هيعمل.

لم يتحدث سليم أو يعارض فربما يكون والده محق ولكن هذا عمله وهو مضطر ماذا يفعل.

طالع ما حوله من الوجوه وللحظة شعر بأنه غير مرحب به على الإطلاق على غير العادة، فلم يكن هذا استقبالهم له يوما بعد عودته من إحدى مأمورياته، فدوما ما كانا والده وأخيه يبتسمان له في فخر لكونهما يثقان تمام الثقة أنه أدى عمله على أكمل وجه ثم يذهبان ويضمانه من دون أن يتساءلا إن كان هذا صحيح أم لا فثقتهما وفخرهما به كانا يفوقان كل شيء، ودوما ما كانت والدته تركض إليه ثم تضمه متفحصة إياه في خوف وحنان وبعدها تبكي محتضنة إياه بقوة أكبر تلك المرة بعد ما تتأكد بأنه سالم ولم يصبه مكروه وتظل تحمد الله وتشكره كثيرا على إرجاعه لها بخير، أما أخته المستفزة وفتاته المختلفة كما يقول لها دائما كانت تحتضنه وهي تضربه بقوة مخبرة إياه كم هو مستفز لاختياره لذلك العمل المرعب والمقلق للجميع ومن ثم تدفن وجهها في صدره وهي تبكي وتهمس له في ارتجاف وخفوت بأنها كم كانت قلقة عليه وكم اشتاقت له ولمشاكساتهم المعتادة ولكن بالطبع لم يلحظ هذا أحد لأنها بالطبع لا تحب أن يراها أحد هاكذا ولأنها أيضا بعد هذا تبتعد عن أحضانه سريعا بعد إزالة عبراتها ثم تضربه مرة أخرى وهي تخبره أنه مستفز وبارد وتتركه وترحل.

على مَن سيقع الاختيار؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن