الفصل الثالث: مشاعر جديدة ومحيرة

69 42 36
                                    

التفت الجميع إلى مصدر الصوت فوجدوه هو يقف بهيبته ووقاره المعتاد يحدق بهم بنظرات غضب واستهجان مما يقولون, ظلوا يحدقون به في صدمة وذهول غير مدركين ماذا يجب عليهم أن يقولوا أو يفعلوا, أما جميلتنا فهي لم تعر ذلك الجو المشحون من حولها أي أهمية وإنما قامت تركض إليه كالأطفال وتحتضنه وهي تقول في سعادة طفلة عاد والدها من سفره للتو بعد غياب طويل:

جدو زيييييييييين وحشتني أووووووووووووووووووووييييييييييييي.

تحولت نظرات زين الغاضبة المستهجنة إلى نظرات دافئة حنونة وهو يضمها قائلا لها في حنان:

وأنتِ كمان وحشتيني أوي يا قلب جدك.

أكمل قائلا لها في مشاكسة وهو يقرص إحدى وجنتيها في خفة:

بس كبرتي وبقيتي قمر يا بت يا لولي وبأفكر أجوزك إيه رأيك؟

ضحكت ليليان في رقة ثم قالت له في مرح بعد أن ابتعدت عن أحضانه:

جواز إيه وبتاع إيه بس يا جدو هو أنا ناقصة وجع دماغ, وبعدين إيه ده يا زيني أنت عاوز تفرط في مراتك وتديها لحد تاني, لا بجد ما كانش العشم أنا كدة خامصتك ومش هأصالحك تاني خااااااالص.

ضحك زين على حفيدته المشاكسة التي لطالما ذكرته بزوجته الحبيبة رحمها الله, فليليان كانت تشبه جدتها قلبا وقالبا حتى أن مَن رآهما معا كان يجزم بأنها ابنتها وليست حفيدتها لشبههما الشديد ببعض وإيضا لتعلق ليليان الشديد بها فليليان كانت لا تتركها إلا عند الضرورة حتى أنها عند موتها تأثرت كثيرا ودخلت في حالة اكتئاب مكثت على أثرها في المشفى لمدة ليست بالقصيرة, توقف زين عن الضحك ثم قال مجاريا إياها في الحديث:

وهو أنا أقدر بردو على إنك تخامصيني يا قلب زينك ده أنتِ الحب كله بس نعمل إيه بقى آدي الله وآدي حكمته.

قالها في نبرة متأثرة جعل من الواقفة أمامه تضحك في مرح فكاد أن يكمل لولا رؤيته لصاحب العينين المتوهجتين كالنيران من شدة الغيرة والغضب, حول نظراته إلى جانبه الإيمن ليجد ذاك الذي يقبد على يديه في قوة حتى إبيضت مفاصله من شدة الضغط, لم يعر أيا منهما اهتماما وإنما نظر إلى ليليان التي توقفت عن الضحك عندما لاحظت نظرات سيف الغاضبة المصوبة تجاهها وقال لها في هدوء:

إيه يا لولي في حاجة, مالك بتبصي على الواد ده ليه كدة هو ضايقك ولا حاجة؟

نفت برأسها فأكمل هو قائلا في توبيخ وهو ينظر إلى سيف:

طيب ما بدل ما حضرتك قربت تاكل البت بعينيك كدة قوم سلم عليا ولا أنا كنت بايت عندك من إمبارح وأنا ما أعرفش.

تقدم سيف منه وهو يقول له في ابتسامة:

لا يا جدي والله ما قصدت بس أنت اللي إتلهيت مع القردة بتاعتنا ونسيت الكل.

على مَن سيقع الاختيار؟Where stories live. Discover now