الفصل الخامس: سوء فهم وعتاب

69 38 43
                                    

أعين كثيرة توجهت نحو سليم في نظرات مختلفة منها الذاهل والبارد والساخر والمتألم, لم يقدر أحد على النطق بأي حرف فالجميع وإن اختلفت نظراتهم في تلك اللحظة إلا أنهم اتفقوا جميعا على الصدمة والذهول التام فلن يتوقع أحد ما قاله سليم لمعرفتهم بمقدار حبه لوردة وغيرته الشديدة عليها منذ الصغر.

لم يقطع هذا الصمت القاتل إلا صوت ارتطام قوي بالأرض جعل الجميع يستفيقون مما هم به ويلتفتون سريعا لمصدر الصوت ليجدوا وردة ملقاة على الأرض فاقدة للوعي ووجهها شاحب بشدة والدماء تخرج من أنفها في غزارة شديدة, هرع الجميع إليها في فزع وقلق حقيقي بما فيهم سليم الذي اتجه إليها سريعا وكاد أن يحملها ولكن أوقفه قول سيف الحاد وهو يحملها ويتجه بها إلى الخارج:

مش عاوز أي حد يقرب من أختي ولا عاوز أي حد يجي ورانا وخصوصا أنت يا سيادة المقدم مفهوم؟

لم يكترث أحد لما قاله سيف وهرولوا مسرعين ليلحقوا به.

استقل عمر سيارته ومعه فاطمة التي كانت تبكي في قوة خوفا على طفلتها الرقيقة التي لن تتحمل شيء كهذا لحبها الشديد إلى سليم وتعلقها به منذ الصغر.

بينما استقل سليم سيارته وقادها في أقصى سرعة ليلحق بسيف.

أما سيف فهو كان يقود بيدي مرتجفة وذكريات الماضي تمر أمام عينيه في سرعة شديدة فرغما عنه فقد السيطرة على السيارة ولم يلحظ تلك السيارة القادمة نحوه فكاد أن يصطدم بها لولا صرخة ليليان الفزعة التي أفاقته سريعا وجعلته يتحرك في الاتجاه المعاكس في اللحظة الأخيرة, توقف سيف بالسيارة على جانب الطريق ثم التفت إلى ليليان الجالسة في الخلف ومعها وردة وهو يقول لها في قلق شديد:

أنتو كويسين حد فيكم جرا لها حاجة؟

أمسكت ليليان بيده المرتجفة والباردة بشدة وربتت عليها في خفة وهي تقول له في هدوء محاولة طمأنته:

مش تخاف يا سيف إحنا كويسين ومش حصل لنا حاجة, بس ممكن بقى تيجي تقعد جانب وردة وتسيبني أنا أسوق لإنك عارف وأنا عارفة إنك مش هتقدر؟

كاد سيف أن يعترض ولكن سبقته ليليان وهي تقول له في حزم:

سيف مش وقت دلوقتي اللي ينفع واللي ما ينفعش, وردة دلوقتي في خطر وإحنا لازم نلحقها ومش عاوزين الخطر يبقى اتنين ماشي؟

أومأ لها سيف بالإيجاب ثم فتح باب السيارة ونزل واتجه إلى الخلف وفعلت ليليان المثل وجلست في مقعد السائق وقادت السيارة إلى المشفى.

أما عمر وسليم فهما لم يلحظا شيء مما حدث لأنهما كانا بعيدين نسبيا عن سيارة سيف.

----------.

وصل الجميع إلى المشفى وعند دلوفهم صرخ سيف في الممرضات قائلا:

هااااااتوا دكتوووووور بسررررررعة أنتوا هتقفوا تتفرجوا علينا ولا إيييييييييييه.

على مَن سيقع الاختيار؟Where stories live. Discover now