الفصل الثاني: خبر غير سار

104 44 52
                                    

عرفت ليليان على الفور صاحب هذا الصوت فالتفتت ونظرت إليه في ترقب وتوجس من ردة فعله, أما شهاب فنظر إليه في برود ثم تحدث قائلا في نفس النبرة الساخرة التي تحدث بها هو سابقا:

مالهوش لزوم يا ابن عمي مش عاوزين نتعبك بردو.

قال له سيف في استعلاء:

أمممم لا ما هو أنا أكيد ما كنتش هآجي لك بنفسي يعني أصل أنا ورايا حاجات تانية أهم من الحاجات التافهة واللي ما لهاش لازمة دي, بس أكيد كنت هأبعت لك السواق الخاص بتاعي ما هو أنا بردو مش هاستخسره في ابن عمي يعني.

قال له شهاب في برود عكس ما بداخله:

لا فيك الخير يا سيف باشا بس برأيي توفر تعب سواقك الخاص أصلي ماليش أنا في جو السواقين ده وبأحب أعمل كل حاجة بنفسي.

كان سيف على وشك الرد ولكن سبقته ليليان وهي تقول في تساؤل موجهة حديثها إلى شهاب:

سيبكوا بقى من كل الكلام اللي مش ليه لازمة ده وخلونا في المهم, شهاب قول لي هو جدو زين جه معاك ولا لا؟

علم شهاب بمحاولة ليليان في تغيير مجرى النقاش لكي لا يحتد أكثر فقرر مجاراتها ورد عليها قائلا في ابتسامة تكاد لا ترى:

آه يا لوليتا جه بس راح على القصر بتاعه علشان يرتاح شوية وبعد كدة هأبقى أجيبه ونيجي لكوا.

كانت سترد ولكن سبقها سيف قائلا له في حدة:

أولا اسمها ليليان مش لوليتا, وبالنسبة لك أنت يا شهاب من الأفضل إنها تكون بشمهندسة ليليان وبس, ثانيا بقى وده الأهم جدي أنا بنفسي اللي هآجي آخده وقت ما هو يحب ما تتعبش نفسك أنت ووفر مجيتك دي لوقت اللزوم.

قال آخر كلامه في سخرية واستفزاز جعل من الواقف أمامه يشتعل غيظا وغضبا ولكنه لم يظهر ذلك له وإنما تجاهله تماما ووجه حديثه إلى ليليان قائلا في ابتسامة عذبة وهو يأخذ مفاتيح سيارته ويتجه إلى الخارج:

طيب يا لوليتا أنا دلوقتي مضطر أمشي علشان ورايا شوية حاجات كدة هأعملها بس ما تنسيش بقى الموضوع اللي كلمتك فيه ماشي؟

أماءت له ليليان بالإيجاب ثم قالت له في تحذير متناسية تماما أمر هذا الذي يقف بجانبها وهو يكاد أن يحرقها بعينيه من شدة غضبه:

شهاب خد بالك من نفسك وبلاش السواقة المجنونة بتاعتك دي تمام؟

ارتسمت ابتسامة حانية على وجه شهاب عندما شعر بخوفها الصادق عليه فأماء لها بالإيجاب وذهب.

ظلت ليليان تنظر في أثره في شرود حتى استفاقت على صوت سيف الغاضب وهو يقول:

إيه يا هانم اللي أنا شوفته ده ما كنت جيبت لكوا أتنين ليمون وشجرة أحسن, ولا ليه أجيب شجرة ما أنتوا كنتوا قاعدين في الجنينة وحواليكوا ورد وشجر وجو آخر رومانسية, والهانم سايباه عمال يدلعها عادي وعمال كمان يهزر ويضحك معاها زي ما هو عاوز وكإنه جوزها ولا أبوها ولا أخوها مش كدة, وقال ايه خد بالك من نفسك يا شهاب وبلاش سواقتك المجنونة دي ماشي؟

على مَن سيقع الاختيار؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن