البارت 38

4.6K 115 38
                                    

بارت 38

من بعد رجوعها من بيت جدها وهي جالسة تسمع لجواد والكلام حول رجوعها لجراح!
ناظرته بهدوء و نطقت : يبه انت عاجبك حياتنا ؟!
عاجبك الذل الي نتعرض له ؟!
وكله حتى الناس ما تأكل وجوهكم وتقول بناتهم طلقوهم عيال عمهم!!!
تراعي كلام الناس وحنا بستين داهية؟!
طول الوقت تقول بناتي وحالتك كذا ترخصنا للي يسوى والي ما يسوى!
مريم ما ادري كيف تحبها وتعزها لكن موقفك جدا سلبي معها !
وكأني اشوف الوليد لما تخلى عن الجازي وشهد على عقد الزواج !
يبه كون سند لنا لا تكسرنا وتخذلنا مثل الباقي!!
ناظر مريم كيف تذبل لازم انت الي تقويها وتزرع داخلها الثقة انه الحياة ما تتوقف على اشخاص!
لا تخلينا كرة الشاطر يشوتنا !
انت المفروض لما طلبوا نرجع المفروض وقفت بوجههم وما سمحت لهم يطلبون هالطلب يعني لعبة ساعة ارجعوا وساعة لا!
قول لهم بناتي ما اسمح لاحد يدوس كرامتهم... وما يرجعون الا بشروط!
كيف تطلب مني ارجع بعد ما فضحوني اني سحرتهم!
قاطعها بقلة حيلة: كيف اوقف بوجههم وكل الادلة ضدك يا رونق !
ناظرته بخيبة...وبملامح مخذوله نطقت:-يعني انت للحين مكذبني؟!!
رد بتبرير: ما اكذبك بس ما معي دليل
قاطعته بخيبة : لو كنت تثق فيني ما احتجت لدليل البراءة الثقة وحدها تكفي!! ماابغاك توقف معي بوجههم دامك تشوفني مذنبة انا رح اخذ حقي بيدي ..لكن الاقل كون مع مريم الي طمست شخصيتها وجاء راكان من بعدك واعدم شخصيتها !
وبالنسبة لموضوع جراح خبره إنه كل شيء انتهى بيننا !
متى ما انعدمت الثقة بين الزوجين انهدمت الحياة الزوجية !
**
**
**
**
متمدد على الكنبة بتعب يحس كل جسده مكسر !
ناظر امه الي تكلمه: يعني وش رايك تروح ترتجيها حتى ترجع لك !
يا جراح افتح عقلك لو لمرة وحده كيف
قاطعها بتعب: يا يمه الموضوع هذا فرغنا منه وما له داعي كل شوي نفتحه ..عمي ابو جواد قال رح ترجع
وقفت بغضب: وش تبغى فيها ؟!
اشرت على سعاد الي دخلت الصالة والقهر يشع من عيونها: شوف اختك وش ذنبها يوم طلقها نايف ؟!
وفوق هذا سحب نفسه وسافر ويقول لو ما بقى غيرها ما ارجعها لذمته!
جراح بضجر من السالفة: يا يمه كأنك ما تعرفين نايف يبغى الفكة من ابنتك وجاءته الفرصه من ذهب طلقها وهرب حتى ما يضغط عليه احد ويرجعها!
سعاد فتحت عيونها على وسعها: صدق ما تستحي على وجهك!
وتقول هالكلام بوجهي
ام راكان بنهر: جراح وش هالكلام !
بدل ما تواسي اختك الي تطلقت بسببك انت واخوك !
من باكر تروح وتطلقها مثل ما طلقوا سعاد
ر د ببرود: هذا راكان يطلق مريم مثل ما طلقواسعاد
قاطعته بانفعال: تبغى يخرب بيت اخوك علشان حضرتك ما تطلق هالمشعوذة الي متزوجها !
غمض عيونه وقرر ما يرد لانه هالسالفة ما تنتهي!
تنهد وطيف رونق امام عيونه ...كلها براءه معقول تعمل كذا ؟!!!
عقله ما هو مستوعب هالشيء ابدا ....معنده ترجع له ..يبغى يرجعها وبعدها يتفاهم معها على سالفة السحر ..بس كيف يرجعها ما يعرف !
**
*•
**
الجازي برفض قاطع: انا ما ابغى ارحل وانتقل لمكان بعيد
قاطعها: اقولك طلع لي شغل ممتاز
قاطعته بقهر: قول هذه حجة حتى ننتقل والا بالاصل هذه اوامر بلقيس!،
يا جواد ما يصير هالكلام !
رفع حاجب وما عجبه كلامها: انا رح انتقل خلال هاليومين بس اضبط اموري..ما تبغين بكيفك اجلسي هنا ...انا رح اخذ عيالي واطلع ....شوفي المكان كيف مزدحم وضيق ....
ردت بهدوء: رجع بناتك لازواجهم ويروح الزحام !
جواد ترى ما هو كذا تنحل المشاكل ...تحمل بناتك وتهج !-
تبغى تنقل لبيت ثاني بهذه المنطقة ما عندي مشكلة اما خارج المنطقة
قاطعتها رونق وهي تجلس:بس حنا عندنا مشكلة بهذه المنطقة!
والحل الانسب نغادر
قاطعتها بقهر: انت ما تفكرين الا بمصلحتك !
اذا ناسيةترى رح ننتقل لبيت بالاجرةوحنا يا دوب الراتب
ردت ببرود: اذا هذه مشكلتك ترى انا موظفه ورح اساهم بالمصروف ومريم راكان غصب عنه يرسل نفقة لبناته
قاطعتها بقهر وهي تشوفها تخطط على كيفها: ترى الامور مو بهذه الطريقة تنحل تبغين تهربين من جراح ترى هذا يسمونه جبن !
وقفي بوجهه واطلبي الطلاق بالمحكمة يفصلون بينكم بس ما اسمح لك تتمادين وتشردينا كذا !
جواد بحده تكلم : خلاص!
ترى السالفة بالنسبة لي منتهية ويكون بعلمك ترى انت عرفت بسالفة الرحيل قبلها ..انا خططت واتخذت قراري وما انتظر احد يعلمني!
وين ما تكون مصلحةبناتي اكون فيها!
وناظر الجازي بتحذير: اذا احد عرف بالمنطقة الي رح ننتقل لها ما رح يصير خير ..اي احد يسأل تقولين المكان هنا مزدحم ونبغى بيت اوسع وغير كذاما تعرفين !
اتفقنا!
ناظرته ووجهها منتفخ من القهر: نشوف اخر هالسالفة!
وغادرت المكان !
رونق تنهدت وناظرته بهدوء: اذا هالرحيل رح يعملك مشاكل ما له
قاطعها بثقه: ما تخافين !
هذا المفروض يصير...اكبر غلط يوم زوجتها لراكان !،
وانت لجراح
قاطعته بدفاع: ترى جراح ما هو بالسوء انسان رائع لكن وضعوا كل الادلة بيده واي انسان يصدق ...هذا انت صدقت فيني بدون ما تشوف اي دليل!
اعطاها نظرة قوية: اقول انكتمي ...انا اتوقع هو الي عملك سحر ما هو انت !
ابتسمت على انفعال ابوها وتحس فعلا انه يغار من جراح !
كتمت مشاعرها والشوق إلي ذبحها لجراح لكن هذه المرة ما رح تتنازل حتى ترجع كرامتها وتضع لهم حد بالاتهامات والافتراءات!
....
...
...
....
جلست على الكنبة متفاجئة: انتقلوا!
فياض بهدوء: انتقلوا ورفع قضية طلاق على راكان وجراح يبغى يطلق بناته!
وخالك ابو جواد جن جنونه من تصرفات جواد !
حست بالضيق وهي تحس جواد للمرة الثانية ينتصر عليها ويأخذالبنات ....ما تنكر انها وبكل اسف فشلت باحتواء بناتها وما قدرت تكون لهم ام ...معقول البعد يترك هالفجوة الكبيرة بينهم ...نطقت بضيق: وراكان وجراح وش رد فعلهم ؟!-
راكان شاف السالفة تحدي واليوم رايح للشوفه الشرعية ويقول ما احد يلوي ذراعي!
اما جراح يقول زياد الصمت يغلفه وما نطق بشيء ...لكن الهم والكدر واضح عليه وكأنه مفارق روحه!
الجازي ناظرته بتساؤل: غريبه موقف جراح بالرغم من تصرف رونق لكنه متمسك فيها !
رد بجواب افحمها : لأنه يحبها ويعتبرها جزء من حياته تعالي شوفي الاب او الام حتى لو غلطوا عيالهم ما يتخلوا عنهم أبدا ...ناظري جواد بالرغم من قسوته المعروفه وعناده وعصبيته الا إنه ما ترك رونق وواقف معها لأنه بكل بساطة الاب والام الحقيقين ما يتخلوا عن عيالهم وما يتحملون الحياة بدونهم !
بهتت ملامحها من كلامه ونطقت: يعني انا ما كنت لهم ام حقيقية؟
فياض بهدوء: تدرين مشكلتك بعدك على أطياف الماضي وتنتظرين التوأم وهم بعمر الاشهر !
وخاصة رونق للحين تنتظرين ترجع لك الطفلة الرضيعة ...عقلك ما هو متصور انه هذه ابنتك ...تحاولين تظهرين انك تقبلتيها ولكن من الداخل انت رافضيتها .....وخاصة مع تصرفاتها الغريبة شيء بداخلك يرفض تصديق إنها ابنتك !
شوفي كيف تعلقت بقدر وكأنها ابنتك بعكس رونق!
قاطعته بضيق : لا ترش على ملح على الجرح يا فياض ..انا نفسي ما أعرف وش ابغى !!!
ما انكر قصرت مع رونق لكني كنت مقيدة لأنه مشاكلها كانت معك وأنا وما اعرف مع مين اوقف!
وهي ما اعطتني فرصة.... ما سمعت الكلام وقتها الي قالته
قاطعها ببرود: على فكرة رونق ما تكلمت عليك بشيء
قاطعته بعدم استيعاب:كيف !
تنهد ورد بهدوء: وقتها ابوك وامك طلبوا منها تطلع من حياتك وما تخربها وتبعد عنك....رونق ما تكلمت عليك اهلك كذبوا عليك حتى ترجعين لعقلك وتحفظي بيتك الي ما بقى شيء على دماره !
اعتلتهاالصدمة وما قدرت تنطق حرف واحد ....رونق الي ظلمتها وقست عليها بدون ذنب ..ووقفت مع الكل ضدها ...مرت بأيام وحيدة وغريبة ومنبوذه من كل الي حولها وهي ساعدت بهذا الشيء!
اكثر وحده عاشت شعور النبذ والغربة كيف ما حست برونق!!!
كيف ما انتبهت لعيونها اللامعة الي تخفي خلفها هموم وانكسارات!
عضت على شفتها بندم وقهر من تصرف امها وأبوها!
**
**
**
ناظرتها وهي متغطية ما هو باين منها شيء وتبكي بصوت مرتفع !
الجازي تحاول معها: يا ابنتي ما يصير تعملين كذا بنفسك !
شوفي بناتك الي ما تسألين عنهم !
هو الخسران ما هو انت!
تكتفت وهي تناظر هالمشهد ....تكره هالضعف في اغلب البنات .....
التفتت للخلف لما دخل جواد ...تقدم من مريم ورفع الغطاء عنها وبحزم تكلم : مريم ترى زودتيها
ناظرت ابوها وهي مستمرة بالبكاء : يعني تشوفها سهلة متطلقة وعندي 6 بنات انا ما غلطت حتى تكون هذه جزاتي!
هذه هي رونق عجبت بتصرفاتها وسحرت ولدهم وما طلقوها وانا الي تطلقت الي ما عملت شيء!
كل مشاكلنا منها ليتك ما رجعتي ليتك كنت البنت الي انحرقت بالسيارة واندفنت وارتحنا منك !
قاطعها جواد بعصبية: خلاص انكتمي
رونق بهدوء ظاهري: اتركها تقول الي تبغى ..طول عمرها غبيه وسلبيه والكل يمشيها على رأيه بس أنا الي يصير لها لسان وتتطاول بالكلام علي ....لا تحطي سبب طلاقك برقبتي ترى كنت في بيت ابوي زعلانه لانه يبغى ولد وبعدها جاءت سالفة السحر
مريم قاطعتها بقهر: انكتمي الله يأخذك ...ما ألوم الكل يوم يكرهونك لانك شيطان بهيئة انسان!
الجازي توزع نظرها بينهم مريم تبكي ومنفعلة بزيادة ..ورونق واقفة متكتفه تناظر بهدوء يمكن لاول مرة تكسر خاطرها رونق !
نزلت نظرها ورجعت تقارن بينهم تحس هالفترة الشبه بينهم كبير وخاصة بعد ما نحفت مريم وصار وجهها شاحب ...صعب تفرق بينهم !
جواد تكلم بقوة: مريم لاخر مرة اقولك حاسبي على كلامك
مريم بقهر: وانت للحين تدافع عنها ....من متى هالمحبة ...دوبك ذيك المرة قلت الله يأخذها ويريحني منها من لما شفتها ما شفت الراحة ....وتقول مضطر تسايرها حتى ما تنزل رأسك بالأرض اكثر من كذا
قطعت كلامها لما استقرت يد جواد على خدها !
التفت على رونق يشوف رد فعلها على الكلام !
تحس خنجر يطعن فيها بقوة من هالكلام ..ليه تكرها كل هالكره ؟!!
وبكل مرة تحاول تجرحها بالكلام!،
يوجعها موقف جواد كذا!
لذي الدرجة يكرهها ويتكلم قدامهم عليها ...ما تغصبه يحبها لكن على الاقل ما يتكلم قدام الناس بمشاعره تجاهها بهذه الطريقة !
الجازي ما حبت كلام مريم بهذه الطريقة: ترى تكذب عليك
رونق نظرة الخيبة المتكررة ما قدرت تخفيها ...لكن نطقت بهدوء : ما طلبت محبة احد منكم !
وعلاقتي بأبوي شيء ما يخصك ...لا تجلسين ترمين اتهامات على غيرك حتى تخرجي بمظهر المظلوم!
وكلامك مردود عليك ...وحسبي الله نعم الوكيل !
تركتهم وخرجت من الغرفة وبداخلها وجع مب قادرة تكتمه ...حست بشيء حضن رجلها ...نزلت نظرها للكائن الصغير كانت ابنة مريم ... نزلت على مستواها مسحت على رأسها بعد ما قبلتها : وش تبغين يا بطة!
قدر بضحكه : تظن انك أمها !
ابتسمت رونق لقدر والدموع معلقه بعيونها: وانت تميزي بيني وبين خالتك مريم !
قدر توسعت ابتسامتها: خالتي مريم هادية انت صوتك احس فيه نبرة عصبيه واحيانا تكونون نفس الصوت
واما الشكل افرق بينكم لانه بطنك يا ماما باين شوي ..اما خالتي ما لها بطن!-
التفتت للخلف لما وقف جواد خلفها وتكلم : ترى السالفة الي قالتها مريم قديمه وقت المشاكل الي بيني وبينك وانت كنت على اطلاع بهذا الكلام !
بس هي متضايقة وترمي كلام بدون وعي!،
ردت بدون ما تناظره وهي تمسح على شعر ابنة مريم : تبرر حتى ما ادعي على مريم !
وقفت وابتسمت بآلم : ما عادت تفرق ادمنت هالكلام !
وغادرت لغرفتها
قدر بلقافه: وش صاير!
رد بانفعال: نايف انقلع ورمى عندي ابنته الملقوفه !
شيء للكبار انت وش يخصك!-
ناظرته ولوت بوزها وركضت باتجاه غرفة امها !
ابتسم على حركتها وكأنه طيف الجازي يمر من أمامه ...سبحان الي خلقهم الشبه بينهم واضح!
**
**
*
أم راكان بعتاب: انت كيف تطلق مريم!
رد بغضب: علشان اعلمها كيف تكسر كلمتي وتمشي خلف ابوها ... وحتى يرفعون قضية طلاق يفكر لو رفع قضية يلوي ذراعي...وكأنه ما يعرفني إني اطلق وما احد يجرجرني بالمحاكم!
واشوف كيف جواد رح يتصرف الحين!
ام راكان بقهر: يعني مريم المؤدبة والخلوقة تتطلق وذيك الحرباية للحين على ذمة ولدي!
زياد مب عاجبه تصرفات إخوانه !
ام لؤي ناظرت جراح كالعادة جالس جسد والعقل بمكان ثاني!
نطقت باستفسار: وانت مب ناوي تطلقها؟!!!
رفع نظره لها وقبل ما يرد تابعت كلامها: يقولون سالفة الرحيل كله من تحت رأس رونق والا ام عبدالله ومريم ما يبغون وبالغصب اخذهم معها!
ام راكان هزت رأسها بأسف: هذه البنت ما أحد قادر لها حتى جواد صار خلفها مثل الخروف الله يستر يمكن سحرته!
وانت خليك مثل الحريم تنوح عليها !
ما ادري من لما عرفتها وانت عقلك طاير!
وقف وغادر بدون تعليق على هالموضوع الي ما ينتهي!
توجه للخارج وجلس في الحديقة وبداخله نار مشتعلة من رونق ...تصرفاتها طق منها ......فوق غلطها ترفض ترجع له وتهج من المكان!
شد على قبضة يده بقوة وحلف بنفسه الا يخنق أنفاسها بيده حتى تتعلم كيف تغدره بهذه الطريقة!
يحس نفسه ضايع بدونها ....حبها تربع داخل قلبه ....كذا تتركه وتجحده....ما قصر معها أبدا!!
التفت لما تكلم زياد من خلفه: البنت ييجي مكانها الف وحده!
ويكون بعلمك ترى رونق تحبك وتبغاك تركض خلفها ...لو كنت مكانك اتركها واطلقها حتى تتعلم درس وتحسب لك الف حساب !
ولما تشوفها تعدلت وقتها ارجعها لذمتك ...صدقني اذا طلقتها هي بنفسها رح تركض خلفك وتعض اصابعها ندم !
اتوقع عملت بسالفة السحر من حبها لك ...بس أنا لو مكانك ما دخلتها بيتي دقيقة رح ادوس على قلبي واتخذ قرار صحيح ...صدقني هذه الاشكال كيف يطمئن قلبك لها وش يضمن لك ما ترجع بسحر اقوى!!
أنا ما أتدخل بحياتك وانت حر بقرارتك لكن أنا اكبر منك ولي نظره بالحياة ....انصحك من محبتي لك !
صدقني من البداية قلنا لك ما تنسابك وما هي من ثوبنا وللحين اكرر نفس الكلام !
وهذا قرارك!
**
**
**
**
في نهاية الاسبوع ...رايحه جايه بالصالة متوترة ...نطق فياض بنرفزة من حركتها: انت وبعدين معك !
الجازي بضيق : كيف استقبلها ؟! كيف احط يدي بيدها وانا من قبل خذلتها وقسيت عليها ؟!!!
فياض بهدوء: ترى هالرونق عليها تصرفات غريبة ....بس دامها رح تزورك فهذا يعني انها ما هي حاقدة عليك
تنهدت وناظرت وسيم الي دخل ويضحك مع بنات مريم
حست بالصدمة ألجمتها لما دخلت مريم لوحدها !
ناظرت فياض الي اكتفى بالصمت وما علق بحرف واحد!
بعد السلام نطقت الجازي بتردد : رونق وينها
تكلمت مريم بهدوء : عندها دوام !
فياض بانتقاد: لوحدها هناك؟!
ردت : ابوي معها حنا رجعنا مع عبود!
الجازي حست من لهجتها الوضع ما هو تمام: كيف الحياة هناك ؟!
ردت مريم بحنق: تقرف!
يعني نعيش بمكان ما نعرف احد ولا نشوف احد وكله علشان ترضى ست رونق ...حضرتها طالعه داخله على كيفها وحنا مندفسات بالبيت!،
يعني انا مو فاهمة ليه هالرحيل ؟!!
تنقلع وين ما بغت بس لا تحشرنا معها !
الجازي بانتقاد: وليه تتكلمين على اختك كذا!
ردت بقهر: لأني اكرهها !
شوفيها عايشه حياتها وانا الي تدمرت!
انا طول عمري مطيعة وهاديه وهذه نهايتي وهي طول وقتها حاطه المر بحلق الكل
فياض رفع حاجب بمقاطعة: وكأنك تحسدينها ؟!
ردت ومن الداخل رح تنفجر: ما احسدها
فياض بمنطقية: دامك ما تبغين الطلاق ليه رفعت قضية الطلاق ؟!
ولا تنسين مشكلتك مع راكان كانت قبل سالفة رونق !
المفروض ما رفعت قضية طلاق بهذه السرعة
ردت بنبرة مغلوب على امرها : أبوي يبغى كذا
مط شفته : جواد متسرع بأغلب قرارته .. وليه ما طلبت منه يتريث بهذا القرار ...بتسرعك خرب كل شيء ...لأنه راكان اصلا ما كان ناوي يتزوج عليك كل هدفه حتى يبعد رونق عن جراح بطريقة ما ادري وش هي !
لكن جاءته سالفة السحر على طبق من ذهب !
بس انت بتسرعك دمرت كل شيء!
بهتت ملامحها بعد سماع كلام فياض ....غمضت عيونها بقهر من الغباء الي هي فيه دمرت حياتها والسبب رونق ...يا كرهها لرونق ...مستحيل حياتها تستقر وترجع لوضعها الطبيعي دام رونق موجوده ...لازم تنفيها من حياتها بس كيف ما تدري !
**
*
**
**
زفرت بملل بهذا المستشفى ..مستشفى خاص والمراجعين فيه اعداد قليلة ....
اليوم راحوا لزيارة أهلهم ....حمدت ربها إنه عندها دوام لأنه بكل بساطه ما في احد يحبها حتى تزوره!
مطت شفتها بضيق وطيف جراح ما يغادر عقلها ....مب قادرة تنساها !
رن جوالها ...فتحت الخط وردت بهدوء:هلا يبه! ..لا بقى 10 دقائق وينتهي الدوام ....ليه .؟! .....إن شاء الله!
قفلت الخط زفرت بضيق من جدها الي يتدخل بأمور ما تخصه ...لزم على ابوها يروح له !
كملت دوامها ورجعت للبيت وكان جواد بانتظارها : عجلي يا رونق حتى ما يتأخر الوقت!
ناظرت قدر جالسه تحضر فيلم كرتوني ومندمجه فيه : وقدر جهزت أغراضها
قاطعها بعجلة: ايه ايه تحركي!
ناظرته وما هي مرتاحة لذي الزيارة !
**
**
**
ابو جواد يكلم الجازي: انت المفروض من البداية خبرتيني
هزت كتوفها بقلة حيلة!
مريم: يا جدي اقنعه ما نرجع طقت قلوبنا هناك !
ابو جواد هز راسه بتوعد :يصير خير !
عبدالله تكلم بهدوء : بالعكس اشوف مكانكم هناك افضل !
خلاص طلقك وليه تجلسين هنا تتابعين ظله ؟!
ام جواد أعطته نظره: وش هالكلام يا عبود ؟!
هز رأسه بتأكيد :وأنا صادق دامه باعك عيشي حياتك من جديد وابوي دبر لها وظيفة بمدرسة قريبه من مكان البيت بس حضرتها مصممة تدفن نفسها!
شوفي رونق رغم كل شيء عايشه حياتها وما دفنت نفسها تبكي على جراح وبالرغم انها هي الغلطانة والمفروض هي تركض خلفه حتى يرضى ومع ذلك اعطتهم طاااااف ولا سألت عن أحد!
مريم بكره : كل مشاكلنا بسببها!
الجازي ناظرتها: كل شيء مقدر ومكتوب!
ابو جواد : هذه البنت
سكت لما دخل جواد وخلفه رونق وقدر...بعد السلام جلسوا ...وعم الصمت للحظات....
التفت ابو جواد على جواد وبنبره آمرة: انت وش مهبب بدون علمي؟!!
كيف ترفع قضية طلاق
قاطعه جواد بهدوء: يا يبه اتوقع تكلمنا بهذه السالفة...وقلت لك الي يذل ابنتي ويكسرها ستين داهية خلفه...ما نبغاه ولا نبغى شوفته!
ابو جواد بغضب: ما هو بكيفك !
هذا القرار فيه تشاور والبنت لها رأي ما هو على كيفك !
اسمعني زين ....تبغى تسكن هناك الله معك لكن عيالك وزوجتك هنا !
والا قسم بالله ما أرضى عليك طول حياتي
جواد باعتراض: بس
قاطعه بغضب: ولا كلمة انتهينا
جواد ناظر زوجته وعياله وعلامة الرضا على ملامحهم ما يبغون ذاك البيت ...سرعان ما استقر نظره على رونق الي نطقت بهدوء: أنا مع ابوي وين ما جلس آجلس معه وما أتركه!
ابتسم جواد على كلامها بالرغم من غضب ابوه وما اهتمت وعبرت عن رأيها ....سرعان ما انمحت ابتسامته لما نطق ابوه بغضب: انت انكتمي ولا كلمة !
فوق سواد وجهك وتتكلمين !
ترى قلبي للحين مليان عليك ....احترمت رغبة جواد وما تدخلت اشوف نهاية المهزله لكن اشوف انك تماديت كثير يا حضرةالدكتورة !
وبتهديد صريح: لآخر مرة انبهك ولا تجبريني الوي ذراعك وناظر قدر !
الحين تحملين نفسك وتنقلعين على زوجك ينتظر مني اتصال حتى تطلعين له
قاطعته بقوة وهي توقف على حيلها: ما احد يقدر يلوي ذراعي بقدر...تظن الدنيا سايبة وما في قانون يوقفكم عند حدكم ؟؟؟!
ابو جواد فتح عيونه باستنكار وهو يؤشر على رونق: تسمع ياجواد !
سامع ابنتك جالسه تهدد فيني!
والله ما استبعدها عنك اشتكيت على ابوك من قبل
ام جواد زفرت بضيق: يا جماعة
قاطعها ابو جواد وهو يمسك بالجوال: الحين اتصل بجراح
قاطعته بقهر من تدخله: ما هو على كيفكم!
عبود بنرفزة وقف ورفع يده بتهديد: تكلمي زين مع جدي احسن ما أكسر رأسك
رونق ناظرته بقرف: انت اخر واحد تتكلم ...مالك علاقة بحياتي ...انكتم أفضل لك
ام جواد بانتقاد: تراكم من نفس العمر ما في بينكم احترام كذا المتعلمين يتصرفوا !
مريم بقهر من رونق: عبود كله ذوق بس المشكلة بالشخص الي ما يحترم كبير ولا صغير!
رونق ناظرتها بتقييم وبعدها نطقت: اطلعي ناظري من جناح نايف تراه مقابل بيت راكان وتذكري حبيب القلب او ارجعي له وبسك بكاء ليل ونهار مثل المراهقات ...اه صح هو طلقك!
اممم شوفي جدي يأخذ جاهة لراكان علشان يرجعك
ابو جواد بغضب: انت ما تستحين على وجهك
هزت رأسها بتأكيد: ايه انا ما استحي على وجهي!
جواد جالس يناظر بصمت .....كتم أعصابه ونطق : رونق خذي قدر واطلعي للجناح!
ابو جواد بغضب: هذا الي قدرت عليه اقولك خليها تطلع لزوجها
جواد بانفعال: ومين قال لك إني ابغى ارجعها لجراح!
لو يموت ما شاف ظفر منها !
خلاص انتهينا بناتي عندي
ابو جواد بغضب: انت تبغى تجلطني يا جواد!
مب ناقصنا كلام !
جواد خفف نبرته: يا يبه اتركني اعمل الشيء الي ابغاه ترى انا أبوهم
ام جواد هزت رأسها بتأكيد: وأنا أقول اترك جواد يتصرف .... ترى راكان ما احترمنا ابدا يوم قرر يتزوج عليها بدون ذنب ولا كأنها ابنة عمه ورمى بناته لا سأل عن مريم ولا عن البنات
جواد : بالضبط هذا الي ابغى اوصل له
قاطعه على مضض ابوه: نشوف آخر قراراتك وين رح تودينا!
تنهدت رونق براحة بعد انسحاب جدها ....مو مستعدة للقاء جراح الحين !
*
***
**
**
جالسة جنب جدها والحيرة مسيطره عليها: ما اعرف كيف نوصل لها
وليد مط شفته بقلة حيلة : وكأنها ملح وذاب سألت عنها وحاولت أوصل لها بس فشلت .وما احد يعرفها الا انها ام خلف يعني اسمها ما هو معروف!
ناظرته بإحباط : يعني انقطع الخيط الي يوصلنا للحقيقة !
وليد بمواساة: صدقيني يا ابنتي مهما طال الزمن الحق رح يظهر
قاطعته بمرارة: متى ؟!!!!
ما اقول الا حسبي الله على الي تبلى علي!
تدري احيانا افكر ما احد يستحق اظهرله اني بريئة لأنه بكل بساطة لو كانوا يحبوني ويثقون فيني ما صدقوا هالكلام ... اصلا
سكتت ما في كلام يعبر عن الوجع الي بداخلها ما لقت شخص واحد وقف بوجه الكل وقال كل هالكلام كذب!
رونق ارقى من إنها تعمل كذا!
وليد تنهد بضيق وهو يشوف بعيونها حزن عميق بالرغم انها تحاول تظهر انه كل شيء تمام !
وزعت حنين الضيافة ....جلست مقابل لهم وناظرت ساعتها : غريبة الجازي تأخرت!
ناظرتها رونق بعيونها اللامعة ..... ورفض الجازي المتكرر لها يؤلمها ..اخر مرةلما كانت بالمستشفى خبرتها إنها تنتظرها في بيت وليد حتى تجلس معها ...وقتها ما جاءت وما تعرف وش عذرها!!
مطت شفتها بحزن أصلا اذا موجوده الجازي ما تدري عنها!!
واليوم ارسلت لها رسالة انها تنتظرها في بيت وليد وما جاءت !
كأنها تقول بصريح العبارة ما ابغاك!
وليد يكلم حنين: شوفيها!
حنين اتصلت على الجازي وبعد عدة رنات ردت: الو ...وينك تأخرت ؟!....ليه؟! .....يعني وش تفرق؟! ...طيب بعدين ......مع السلامه!
عيونها معلقة على حنين بعدما قفلت الجوال ....هي سمعت بعض الكلام إلي فهمته فياض رفض!
حنين بترقيع: تقول صديق فياض جاء يزوره بعد ما يطلع رح
قاطعتهارونق بهدوء : ما له داعي ...انا تأخرت وقدر نايمه !
وليد بهدوء:خليك يا ابنتي وانا رح اوصلك لباب البيت!
وبتذكر سأل: جراح وش عرفه وقتها انك عند ام خلف؟!!!!
رفعت حاجب لسؤال مهم: ما اعرف تفاجأت فيه بوجهي عند الباب ومعه راكان!
وليد:لازم نعرف مين الي خبر جراح!!
اتصلي فيه
قاطعته بغصه: رقمه مفصول اتوقع غير رقمه!
وليد هز رأسه بتفهم: خلاص انا رح ابحث في هذه السالفة يمكن تكون الخيط لحل القضية ....بس لزوم تعرفين مين استخدم جوالك!
ردت بحيرة:ما احد يمسك جوالي
فتحت عيونها وهي تنطق: قدر كثير يكون معها
حنين بصدمه: معقول!
وليد باهتمام: لازم تعرفين من قدر مين مسك جوالك لما كان معها .....إذا عرفنا رح يسهل علينا كثير
بغت ترد لكن سكتت وهي تشوف فياض داخل وخلفه الجازي!
حنين ابتسمت: يالكذوب !
ضحك فياض: حبينا نعملها مفاجأة !
وقفت رونق بوجه أمها لأنها نوت تتغير وتكون بارة بامها وأبوها مهما عملوا لهم حق عليها!
سلمت الجازي عليها سلام دافئ: كيفك ؟ وش اخبارك!
هزت رأسها بهدوء: الحمد لله ...اخبارك ؟!
ردت الجازي: بخير ربي يحفظك!
فياض اقترب من رونق: والا ما تبغين تسلمين علي!
ناظرته بهدوء وما علقت ....اكتفت بمد يدها للسلام !
فياض شد على يدها بقوة : عساك بخير!
هزت رأسها وهي تسحب يدها: تمام!
جلست بهدوء وهي تناظر حنين تكلم الجازي وتسالها عن عيالها!
فياض ناظر رونق: بعده الحطب ما طاح من رأسك يا ام قدر؟
ردت بهدوء: ولا رح يطيح!
ضحك بخفه: إذا حالفة يمين ما تدخلين بيتنا هذه بسيطة ادفعي كفارة
قاطعه وليد: اتركها على راحتها!
**
**
**
**
اليوم راجعين لبيتهم ..مر وجودها هنا على خير ...تجنبت جدها ابو جوادوالتزمت الجناح افضل لها !
طلعت بعد ما جهزت أغراضها ...ناظرت مريم الغاضبة من ابنتها:وش فيك عليها؟!
مريم واعصابها غاضبه من بعد طلاقها : شوفي كيف كبت الموية على ملابسي
رونق بهدوء: ابوي ينتظر تحت تراه مستعجل عنده شغل ...الجو حار رح تنشف يلا امشي!
مريم بنرفزة: خلاص انزلي وانا الحقكم...اففففف!
رفعت حاجب رونق من ردها: انتبهي لا يطق لك عرق!
نزلت من الجناح ...استغربت جواد ما هو موجود !
سألت باستغراب: وين
قاطعها عبود: ابوي مستعجل طلع وراحت امي معه واخواني ..يلا عجلوا!
ابو جواد اقترب منهم وبحرص: انتبه يا عبود على الطريق !
عبود ابتسم: تحسسني يا جدي إني بالإبتدائي !
وناظر اخواته: يلا خلصوني!
سلم على جده وركب السيارة وحرك بسرعة ....ما قدرت تمنع عيونها تناظر لجهة بيت جراح لعلها تلمحه ...نزلت نظرها بخيبة بعد ما تعدوا بيتهم !
بنفس الوقت كان طالع من غرفته سمع امه تتكلم بالجوال ...وتقول رونق هنا !!
قالوا انها ما جاءت !!!
رونق هنا وهو ما يدري!
كيف عمه قال له اذا جاءت رح يتصل فيه حتى يتفاهمون ويجلسون مع بعض!
جن جنونه لما كملت امه كلامها وهي تقول : راكان قال الحين راجعين
ما سمع باقي الكلام وطلع يركض لعله يلحقهم ....وقف بقهروهو يلمح سيارة عبدالله اخر الشارع واختفت عن نظره!
ضرب الارض برجله بقوة بقهر من رونق ....لذي الدرجة تكرهه وما تبغاه!!!
ما قصر معها بشيء ليه كذا تجازيه!
معقول كان طول الفترة الماضية مخدوع فيها !
لذي الدرجة كان على عيونه غشاوة وما يشوف اغلاطها !
قلبه اوجعه لفراقها ...بس ما رح يسمح لها تمسح بكرامته الارض هي الي غلطت وهي إلي المفروض ترجع وتعتذر له!!!!!
رح يحط على قلبه حجر ويكمل حياته ...ناظر ساعته معه وقته يمداه قبل السفر يروح ينهي كل شيء دام تبغى الفراق ....سرعان ما غير رأيه ما يقدر يقوم بهذه الخطوة قلبه ما يطاوعه يقطع الحبل الي بينهم!
رح يهجرها ويتركها دامها تبغى كذا!
**
**
**
** بالطريق مستعجل عنده صفقه عمل ولا بالاحلام اذا زبطت معه رح يصير وضعه فوق الريح ..ناظر الجازي بابتسامة: إذا تمت هالصفقة رح اشتري بيت ويكون بمكان بعيد عن السكان مكان هادي حتى البنات يأخذون راحتهم !
ضحك بخفه:خاصة مريم صايرة عصبيه
الجازي بضيق: لا تلومها تقلب حالها يوجع القلب !
تنهد بضيق : والله ما بغيت توصل لهذه الدرجة لكن راكان هو الي
قاطعته بلوم: المفروض ما رفعت قضية الطلاق بهذه السرعة
رد بتبرير : ما توقعت يكون بهذه النذالة ترى دوبني قبل ما نطلع تشاجرت معه!-
ناظرته بضيق: وش صار؟!
رد بقهر: رجع يتشرط علي يقول اذا طلق جراح رونق رح يرجع مريم لذمته قهرني وكأننا ميتين عليه حتى نرجعه!
قلت له ومين قالك اني رح ارجع مريم لك؟
ورونق قريب رح اطلقها من جراح واخلص من هالعلقة!
بناتي رح يعيشون عندي معززات ومكرمات!
وعيالهم مثل عيالي وما رح ينقصهم شيء بإذن الله ..
الجازي هزت رأسها بهدوء : ان شاء الله
جواد بابتسامة : ناظري ذيك الأرض حاطها في بالي حتى اشتريها وابني بيت عليها ما هي بعيده عن اهلنا
ناظرتها الجازي بإعجاب: مكانها حلووو وسرعان ما صرخت اااااااه
جواااااااااد
لحظات قلبت موازين الحياة ليضج المكان بصرخاتهم وصوت الاصطدام ...لحظات وعم الصمت المكان انعدمت الحياة بالمكان.....بعد ما كان يعج بالأحلام.....دوبه كان يرسم أحلام وردية لحياته .... هذه حال الدنيا نرسم احلام بلمح بصر تقلب كل الموازين !
**
*
**
رونق وهي مسترخيه وتردد اذكار الصباح ...وسرعة عبود مو مرتاحة لها بس اذا تكلمت جكر رح يزيد السرعة ...وقدر تتشاجر مع بنات خالتها!
مريم بضجر:خلاااص وبعدين !
ورجعت تهز بحضنها طفلتها!
عبود عقد حواجبه وهو يشوف اسم عمه بدر يتصل فيه....فتح الخط ووضعه على مكبر الصوت وعيونه على الطريق: هلا عمي
بدر بصوت مخنوق: وين صرت!
عبود بتوجس: ليه ؟!
بدر : ارجع اخواتك للبيت والحقنا على مستشفى «...» ابوك صار عليهم حادث
فتح عيونه بصدمه: وش تقول؟!
قول لي هم بخير ؟!!!!
عمي جاوبني!
بدر بصوت فيه اهتزاز ...وهو يسمع بكاء مريم على اهلها: انت تعال
رونق ألجمتها الصدمة من هالخبر دوبه طلع وكان مستعجل ما كان فيه شيء .....ناظرت مريم الي تبكي وتتكلم بصوت مرتفع: قول انهم بخير!
عبود من صدمة الخبر ...وقع الجوال من يده ....يحس نفسه مغيب عن الواقع ما هو مستوعب هالخبر ...
نزل نفسه يطول الجوال لزوم يحكي مع جده ويتأكد..وقبل ما يمسك الجوال...نهض نفسه على صرخات اخواته ..حاول يسيطر على السيارة بعد ما انحرفت عن الطريق ...لكن ان فات الفوت ما ينفع الصوووووت!
**
**
**
* ام جواد جالسه بالانتظار وتبكي بصمت ...عائلة كاملة تدمرت وما احد طمئنهم للحين !
الجازي واقفه تبكي وفياض ماسكها من كتوفها ساندها .....ام راكان جالسه تبكي على حفيداتها !
ام احمد مقابل لها تبكي على ابنتها وأحفادها!
يا الله وش هالخبر المفجع !!!،
لحظات كانوا بخير ..كيف انقلب الحال!
يا رب لطفك بنا !
ابو جواد جالس ويحس روحه رح تطلع بأي لحظة ....غلاة الابن البكر ما احد يوصل لها ...ما يحتمل فكرة فقدان جواد ...ليهمس ببكاء: جوااااد
أخوه عبدالله : وحد الله يا اخوي ..إن شاء الله يقوم بالسلامة!
رد بصوت مخنوق: ما سمعت يقولون حالته حرجه!!
لا اله الا الله....يا رب
وش أقول له اذا صحي وسألني عن عبووووود؟!!!!
يا رب عفوك!
دخل الطوارئ نايف بعد ما سمع هالخبر المفزع : وين قدر ...ابنتي وين ؟!
اقترب من بدر وهزه: وين قدر!
بدر باختناق مب قادر يتكلم : ما ادري شوف هناك!
تكلم وريقه ناشف: جواد كيف وضعه!
هز رأسه بأسف: ما في جديد !
زفر بضيق وتوجه يبحث عن قدر لعل وعسى يطمئن عليها!
••
••
••
••
فتحت عيونها وتنفست براحه حلم مزعج جدا!
بغت تقوم لكن سرعان ما تألمت ...ناظرت يدها مب قادرة
تحركها!
دخلت الممرضة وبحرص نطقت: لا تتحركين
رونق وهي عابسه ملامحها: انا
ردت الممرضة بمهنية: نقلوك هنا حادث سيارة ...بس الحمد لله وضعك تمام
حست الدنيا اطبقت على صدرها ..ما كان حلم : كم لي هنا؟!
الممرضة: يمكن ساعتين
قاطعتها بفزع وهي تتذكر قدر: ابنتي كانت معي!
الممرضة منعتها من الحركة:، لا تتحركين لأنك نزفت والجنين وضعه ما هو مستقر!
رونق برفض ودموعها بدأت تنزل: اقولك ابنتي كانت معي!
واخواني وابوي وش صار عليه!
نزلت عن السرير بدون ما تهتم لكلام الممرضة لفت الشالة على وجهها وطلعت بدون وعي تبحث عن قطعة من كبدها !
سألت عن قدر وخبروها إنها بالعناية ..توجهت لمكانها وما هي مستوعبة فكرة فقدانها !
وقفت عند الغرفة وما سمحوا لها بالدخول ..ما انتبهت على نايف الموجود والضيق واضح عليه!
وضعت رأسها على الزجاج وسمحت لدموعها للنزول بهدوء!
نايف وصدره ضايق ...ناظر قدر بعد ما خبروه للحين وضعها ما هو مستقر ...قرر يروح يشوف الباقيين وش صار عليهم!
ناظر رونق وهي معطيته ظهرها ..الوحيدة الي واقفه وضعها تمام والباقي ما احد يدري وش حالهم!
مط شفته وغادر بهدوء !

روايه بسمه مدفونه في خيالي Where stories live. Discover now