|3| ذنب

6.8K 667 60
                                    

[{واللّٰهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُونَ}]
إن التأخيرات في حياتك هي لحكمة بالغة، يعلمها اللّٰه وحده فقط سلّم أمرك للّٰه وثقّ به ولا تيأس

صلوا على نبي الرحمة ❤️✨
____________________________________

الفصل الثالث
___________

أنهى جملته لينظر له آدم بغموض وهو يتابع قسمات وجهه الحزينة بينما هتف محمد بمرح
"يعني في النهاية كل واحد أهله اللي محددين له يدخل ايه ومحدش ليه احلام اصلا"
" احلام ولا أصالة ههههه"
قالها معاذ وضحك بصخب ليمسك محمد الوسادة بجانبه ويلقيها عليه وهو يرمقه بغيظ فتنهد زين ثم حرك نظره تجاه معاذ وهتف
" معاذ هات كتاب الكيميا بتاعك كدا "
حك معاذ عنقه بإحراج وهو يحرك عينيه بعشوائية في أنحاء الغرفة ويهتف بتوتر

"احم، مش هنا "
رفع زين حاجبيه وهتف بتعجب
"مش هنا اومال فين؟؟"
اخفض رأسه وهتف بنبرة هامسة
"عملت بيه فانوس على السطح"
نظر له زين بملامح خالية ليضحك معاذ بتوتر فأكمل محمد
" قوم هات الفيزيا وداري على خيبتك"
مال معاذ عليه وهمس بتوتر
"مهو مش هنا برده، كنت بحط فيه ترمس وطعمية وأحياناً كنت بعمل طيارات"
نظر له محمد بجانب عينيه وهتف وهو يحاول كتم ضحكته
"بص على زين كدا شوف بيبصلك ازاي هتلاقيه بيجاهد عشان ميقومش يقتلك حالاً "
صمت زين لفترة وأخيراً تحدث من بين أسنانه

"الأحياء"
قام الآخر من مكانه وتحرك بضع خطوات للخلف وهو يهتف ببسمة متوترة
" ههه تعيش انت "
هتف محمد
"ايوه يعني فين الكتاب!!"
رفع معاذ طرف السجادة الموضوعة على الأرض ليجدوا انه يفترش الأرض بورق الكتاب لتنفلت ضحكات آدم ومحمد الذي يهتف بتقطع مابين ضحكاته
" دا استاذ محمود هيعملك كفتة بقى فارش الأرض بكتاب الأحياء!؟؟"
هتف الآخر بتذمر
" اعمل ايه يعني ما الأرض ساقعة، يرضيك يجيلي رطوبة!!! ها يرضيك "
قاطعه زين بغضب
"طب ما فيه زفت سجادة يابني آدم انت"
اكمل معاذ ببسمة
"مهو لما تحط ورق تحت السجادة هتقلل الرطوبة اكتر اسمع مني"
مسح زين على وجهه بنفاذ صبر فهو قد نجح في إثارة غضبه ولم يكد يتحدث مرة أخرى ليقاطعه معاذ وهو يهتف بتوتر
" قبل ما تكمل الكلمة كتاب الفرنساوي اديته الراجل بتاع الروبابيكيا "
هتف محمد بسرعة وهو يرفع أصبعه على فمه بدرامية
" متقولش العربي قزقزت عليه لب !! "
رفع الآخر يده يحك راسه بتفكير
"لا تصدق العربي كان فوق على السطح كنت واخده عشان الشمس"
ضرب محمد كفيه بيأس وهو يضحك بخفوت وآدم الذي يتابع ما يحدث باستمتاع بينما زين كان في حالة يرثى لها فهو على وشك الإنهيار أمام ذلك البارد الذي يتحدث بكل ثقة، فقد قدرته على التحمل ليصرخ فجأة بغضب وقد تشنجت عروقه
" انت متخلف يالا!!! انت في ثانوية عامممممةةة عارف يعني ايه ثانوووويةة عاممممة!"
صمت ليكمل كلامه بسخرية
"لا استنى اكيد مش عارف، مهو انت مش عارف اي حاجه في الدنيا دي غير اللعب والهزار والتليفون والكورة وكل الحاجات الهطلة دي لكن مستقبلك لا متعرفوش ولا عمرك فكرت فيه.. طب سيبك من مستقبلك عمرك فكرت فأهلك؟؟ فكرت قد ايه بيبذلوا أقصى جهدهم عشان يفرحوك وبيدفعولك فلوس كل الدروس اللي حضرتك مبتروحهاش وبيجيبولك الكتب اللي حضرتك برده مبهدلها وبكل بجاحة بتقولي الكتب ضاعت ازاي !! مشوفتش مامتك عملت ايه ساعت ما عرفت انك هتذاكر !! اهلك بيوفرولك كل حاجه تعوزها.. وانت !! انت حمار مبفتكرش غير في نفسك وسعادتك وبس ومش انت وبس"
حرك عينيه تجاه الاثنان الأخران ليهتف بغضب وهو يشير عليهم
"لا انتوا الاتنين كمان واحد بيروح ينام في الحصص ومش عارف المواد من بعضها والتاني نازل ضرب في المدرسة كلها بكل همجية وكمان مبيفتحش كتاب احمدوا ربنا ان اهلكم متفاهمين معاكم وسيبينكم براحتكم، فكروا فيهم شويه ياكش تحسوا بالنعمة اللي في أيدكم واللي مش هتحسوا بيها غير لما تضيع منكم وساعتها هتندموا"
صمت وهو يتنفس بعنف فحك معاذ عنقه بإحراج شديد هو يعلم بأنه مُخطأ لذلك قرر الإنسحاب بدلاً من المواجهة ليتحرك تجاه الباب وهو يهتف بإحراج
" طب انا هطلع اجيب الكتب بسرعة واجي "
هرول خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه ليحرك زين عينيه ينظر للفراغ وهو يلتقط أنفاسه بينما الاثنان الآخران يتبادلان الأنظار ليقطع ذلك الجو المشحون طرقات على باب الغرفة ليرفع محمد عينيه اولاً ويقوم بفتح الباب ليجد والدة معاذ فأرتسم على وجهه بسمة بسيطة وهو يفسح لها الطريق فدخلت هي ووضعت أمامهم صينية تحتوي على بعض الحلوى والمشروبات، واستدارت لمحمد أولاً تحدثه ببسمة
"ازيك يالا يامحمد يامعفن عامل ايه"
اجابها الآخر ببسمة عذبة
"الحمدلله ياقلب محمد، عملتي المكرونة؟؟ "
هتفت ببسمة
"اه في الفرن ، بتقولك أمك متتأخرش عشان جدك عامل أكل للشارع كله"
عقد حاجبيه بأستغراب وهتف
"أكل!؟؟ الشارع كله ؟؟؟ "
اومأت وهي تكمل
"كمان وموزع لحمة على الجيران كلهم"
ازدادت صدمته أكثر وهو يردد
" لحمة!! اغيب ساعة الاقي جدي دابح وموزع لحمة هو فيه ايه! "
حركت كتفيها بجهل مصطنع وسرعان ما حركت نظرها تجاههم وهي تهتف بعتاب
"اه صحيح مش ناويين تتوبوا بقى! "
نظر لها الثلاثة بدون فهم وبدأوا في تبادل النظرات المتعجبة ليهتف آدم بتعجب
"نتوب !؟ نتوب عن ايه !؟
اكملت هي بنفس النبرة المُعاتبة
"عن الذنب اللي عملتوه"
قاطعها آدم بصدمة
" ذنـــب !! "
اومأت وهي تكمل
" ايوه عملتوا ذنب وكبير اوي اوي كمان"
حرك آدم عينيه تجاه محمد بأستفهام ليحرك الآخر كتفيه بجهل بينما زين يتابع بصمت وهو يعقد حاجبيه فنظرت تجاهه وهتفت بنبرة حنونة
"وانت ياحبيبي شكلك برئ كدا مش وش ذنوب خالص ليه تعمل في نفسك كدا "
تحدث بتعجب وهو يعدل نظارته
" بس انا معملتش ذنوب!! "
" لا عملت، وعملت كتير اوي كمان عشان كدا ربنا بعتلك بلاء تكفر بيه ذنوبك"
اجابها بنفس النبرة المصدومة
"بلاء!!"
اومأت لتهتف بتلقائية
"اه معاذ"
نظر لها الثلاثة بغباء لتكمل
"مش انتوا اتصاحبتوا على معاذ ابني؟ دا لوحده بلاء كبير ربنا بلاكم بيه، عارفين معاذ دا تكفير ذنوب ليكم والله كل اللي اقدر اعمله اني ادعيلكم ربنا معاكم"
اخفض آدم رأسه يضحك بصمت ومحمد وزين كذالك فهتفت والدة معاذ ببسمة واسعة
" صحيح هو انتوا هتذاكروا فعلاً!؟"
اومأ زين بهدوء فنظرت له بتقييم هو يبدو هادئاً أكثر من اللازم وخلوقاً أيضاً ويبدو أنه من ذوي الطُموح وقد رأت له مستقبلاً باهراً ينتظره والأهم هي قد أحبته وهذا جعلها تتحدثت بتلقائية شديدة
" انت شكلك محترم ومؤدب ومتفوق كمان مش لايق مع شلة الإجرام دي"
ضحك زين بخفوت لتحرك نظرها تجاه آدم وتقيمه هو الآخر بمظهره المرتب وشكله الذي يميل إلى الأجانب قليلاً بدايةً من خصلات شعره الحريرية الكثيفة الساقطة على وجهه بعشوائية إلى عينيه الزرقاء فقد أحبته هو الآخر وشعرت براحة تتغلغلها تجاه ذلك الفتى ذو العقل الكبير من وجهه نظرها لتكمل ببسمة واسعة
"وانت شكلك ابن ناس ومحترم وعاقل مش لايق برده مع شلة الإجرام دي"
همس محمد بصوت لم يسمعه سوا والدة معاذ
"دا هو الإجرام بذات نفسه"
رمقته من أعلى لأسفل ليبتسم بتوتر ولكن سرعان ما سقطت بسمته عندما أكملت كلامها
"لكن انت ومعاذ عايزين الولعة والله"
دخل معاذ في تلك اللحظة ليجد آدم وزين يضحكان فضيق عينيه يرمق والدته بشك
"ماما انتي قولتيلهم ايه!؟"
قامت من مكانها وتحدثت ببراءة
" انا؟ انا مقولتش حاجة دا انا لسه داخله حالاً كنت بحط العصير وطالعه علطول حتى ملحقتش اعرف أسماءهم "
ضيق معاذ عينيه أكثر فهو يعلم والدته ويعلم انها بالتأكيد قد أخبرتهم بشيء عنه بينما تحركت والدته تجاه الباب وهتفت ببسمة بريئة قبل أن تخرج
"كملوا مذاكرة بقى انا خارجة "
استدار لهم معاذ فجأة بمجرد ما خرجت وهو يرمقهم جميعهم يشك بينما مال آدم على محمد وهمس بأستغراب
"مامة معاذ عارفاك ازاي؟ علي حد علمي اسمك محمد فريد مالك كأنك من أفراد البيت كدا ليه؟ "
اجابه الآخر بلامبالاة
"ملكة معاذ وماما صحاب جداً من واحنا صغيرين ويعتبر اتربينا سوا وطول النهار مش بيبطلوا كلام في التليفون وانا معاذ بناخد بالجزمة في النص"
"ايه دا انت ومعاذ اتربيتوا؟ "
تسائل آدم بصدمة مصطنعة فرمقه محمد باستنكار ليهتف زين وهو يرفع يده لمعاذ
"هات الكتاب كدا وريني"
أعطاه الكتاب _ الذي كان قد تآكل بالفعل بفعل الحرارة الشديدة بالأعلى _ ليتنهد زين بيأس شديد وهو يضع يده على راسه لا يعلم ماذا يفعل مع ذلك الغبي، عديم ..الإحساس !!
ولكن كعادته منذ عَلَمِ معاذ وهو لا يقدر على التحكم في أعصابه ليصرخ بغضب
"هتذاكر ازاي دلوقتي يابني آدم انت!"
جاءه صوت آدم في المقابل يجيبه بغضب
"ما تبطل صريخ انت شايفنا شغالين عندك!! "
سخر زين
"مهو انتوا اللي حمير مش بتفكروا اعمل ايه يعني!!"
هتف الآخر وهو يجز على أسنانه بغضب شديد
"كلمة كمان وهقوم اوريك الحمير بتعمل ايه"
جلس زين بغضب ليهتف معاذ بإحراج
" احم، انا مستعد اشتري الكتب كلها من تاني بس المهم تساعدني اذاكر "
هتف زين بسخرية لاذعة
"هتروح تقول لباباك ايه؟؟ عايز فلوس تانيه اشتري الكتب من تاني عشان بوظتهم!؟"
نكس الآخر رأسه وهتف بندم
" طب اعمل ايه طيب ساعدني "
صمت حل على الأجواء لفترة ليقطعه محمد الذي هتف وهو يهتف بتفكير
" ممكن تشتغل بنفسك وتجيب فلوس الكتب بتاعتك"
تحدث آدم تلك المرة بنبرة تحمل القليل من السخرية

المُربع"مكتملة." Where stories live. Discover now