|6| كلمني شكرًا

5.7K 572 46
                                    

[{فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ}]
لا تحزن ! وإن رحلت الدنيا كلها عنك قُلْ لكل ما تفقده يكفيني الله ! 💗

صلوا على نبي الرحمة❤️✨
________________________________

الفصل السادس
_____________

في مكان آخر خاصةً ذلك المنزل البسيط الموجود بتلك الحارة البسيطة والذي يسكنه عائلة محبوبة وذلك لأنها أيضاً شديدة البساطة والهدوء ، وبذكرنا للهدوء فذلك كان حال محمد الذي يجلس على الاريكة مُمسكاً بكتابه لا يفهم اي شيء مما هو موجود ولكنه فقط يجلس وكمان يقال دوماً _بلا هدف_
تحركت عينيه من على الكتاب الممل تراقب والدته والتي كانت تتحدث في الهاتف وهي تهتف بتأثر
" ربنا يقويكي على ما بلاكي يا حبيبتي "
رفع حاجبيه بأستغراب وهتف
" بتكلمي مين يا ماما ! "
نظرت له بتحذير حتى لا يتحدث فصمت وهو يتابعها تكمل
"هما كدا عيال عايزة الحرق والله الجيل دا كله كدا جيل بايظ بصحيح، طب والله تعالى شوفي المنيل محمد نايم طول النهار ولا حتى بيتحرك من مكانه وانا اللي بخدمه واجبله الاكل، متقوليش انا الخدامة اللي جابهاله ابوه الله يرحمه "
دور عينيه بملل ليقاطعهم صوت طرقات عنيفة على الباب ليلقي محمد الكتاب أرضاً ويقوم من مكانه وهو يتحرك بكسل شديد إلى الباب حتى فَتَحه لتتسع عينيه من الصدمة عند رؤيته للطارق ليُتمتِم بِتلعثم
" سسيف "
لم تدُم صدمته كثيراً فقد امسكه الاخر من تلابيب ملابسه ورفعه للأعلى وهو يزمجر
" بقى انا مترتبتش ياض !! "
نفى برأسه سريعاً بخوف وهو يجيبه

"مين اللي قال كدا؟ دا حتى مفيش حد متربي في العيله غير سيف ،دا الأدب والأخلاق كلهم سيف"
ضيق الاخر عينيه وهو يَهتف
" وهو خالد بيكذب عليا ؟؟"
"خااالد ! ااااه قولي بقى أن الموضوع فيه خالد مهو كان لازم اتوقع برده ، بص يااسطا خلينا مُتفقين انك اجمد حد في العيله اصلاً واي حد يقول غير كدا فلاح ، خلصانين يا زميلي؟ "

نظر له سيف بتقييم من أعلى لأسفل ثم تركه ليسقط الاخر أرضاً بعنف وهو يحك رأسه بألم ليُلقي له الاخر نظرة اخيره مُستنكرة ويهبط للأسفل مرة أخرى ، فقام محمد من مكانه بصعوبة ودخل وما إن أغلق الباب واستدار حتى وجد الباب يطرق مرة أخرى ليزفر بملل شديد ويستدير ويفتحه مرة أخرى ليفاجأ بلكمة تلتحم في وجهه ليسقط أرضاً يُمسك وجهه بألم ومِن ثُم تحاملَ على نفسِه ورفع رأسه قليلاً ليضحك بِسُخرية وهو يهتف
"سلييييييم ازيك ياراجل ، خالد قالك ايه انت كمان؟ "
أجابه الاخر بحدة طفيفة
"وراني الشات بتاعكم على الواتس وانت بتقول انك بتحب ليللي وعايز تتجوزها، بتحب اختي وعايز تتجوزها يالا ا!!!! "
رفع الاخر حاجبيه بتعجب وهو يجيبه
"حبك برص انت وخالد، انا مبحبش حد انا بكرهكوا كلكوا ، وبعدين وجواز ايه؟ دا انا أمي لسه بتنيمني لحد دلوقتي عشان بخاف انام لوحدي ، قال جواز قال "
القى عليه الاخر نظرة نارية وتحرك من مكانه للأسفل هو الآخر فأطلق تنهيدة طويلة وهو يحاول القيام من على الأرض ويتمتم
" آدي أخرت اللي يقوم من مكانه، طب والله ماكون فاتح لحد تاني ويا انا يا العيلة المفترية دي"
قام من مكانه اخيراً ليطل برأسه خارج الباب وهو يصرخ بصوت عالي
"خالد ياابن عمي سعيد لو شوفتك صدفة في البيت هولع في خلقتك العرة اللي شبه وشك، ياعرررررررة"
أنهى كلامه ليصعدع صوت ضحكات رجولية من الشقة التي أمامهم وكأنه كان ينتظر تلك الكلمات ليزفر بغضب ومن ثم يدخل ويغلق الباب بِعُنف شديد ويتجه تجاه الاريكة ويجلس عليها مرة أخرى ليجد والدته قد أنهت المكالمة ليتحدث بحنق
" كنتي بتكلمي طنط ناهد ولا مين؟ "
اومأت والدته فأكمل
" وكنتي بتسخنيها على معاذ؟"
"ايوه حبساه في أوضة الحيوانات، عقبالك"
قالتها وقامت من مكانها فتابعها بعينيه وهو يتنهد بحنق شديد فوجدها تتجه للشّرفة وهي تحمل الملابس المُبتلة حتى غابت عن عينيه فنظر للكتاب مرة أخرى ليعيد إلقائه من جديد ويتسطح على الأريكة وهو يُمسك وجهه ليأتي له صوت والدته من الخارج وهي تتحدث مع أحدي الجَارات ويستمع لحديث السيدة الأخرى
" والله يا ايمان البت هاجر بنتي فاشلة في الحساب ومش فاهمة كلمة واحدة "
أجابتها ايمان بعفوية شديدة
" الواد محمد ممتاز في الحساب خليه يذاكرلها استنى هدخل اقوله "
التقطت أذنه تلك الجملة ليرفع رأسه للأعلى وهو يردد ببكاء مصطنع
"ليه ياربي مكتوب عليا الذل في الحياة دي"
دخلت والدته وهي تبتسم ببراءة وتحدثه
" الست ام هاجر بقالها ساعة بتتحايل عليا عشان اخليك تذاكر حساب لهاجر، ومن حيل ما اتحايلت عليا يا حبة عيني ففي الاخر اضطريت اقولها هسأل محمد "
سخر الاخر
" يعني مش انتي اللي قولتيلها هاتي هاجر يذاكرلها؟ تؤ تؤ هي اللي قالتلك واتحايلت عليكي، مش كدا؟ وبعدين رياضة ايه اللي انا ممتاز فيها دي!!!! دا انا ساقط فيها ٥ مرات "
" يا واد انا عارفاه انك معجب بالبت هاجر وعايز تجوزها"
فتح محمد عينيه بصدمة وانتفض من مكانه وهو يصرخ
" ينهار اسود، هي مين دي اللي معجب بيها يا ماما هو من شوية ليللي ودلوقتي هاجر!! انتوا عايزين تدبسوني في أي حد وخلاص ولا ايه!!وبعدين دي عيلة! ، دي في أولى اعدادي يعني قد عيالي يا ماما!!! "
" قد عيالك مين يا واد!!!، دا هو فرق ٦ سنين يعني حلو وبعدين دي عليها صنية بطاطس تاكل صوابعك وراها "
" هتجوز البت عشان عليها صنية بطاطس!!! ليه ياماما كنت كلب !! "
" انت فعلا كلب "
قالتها بهدوء شديد فسقط فكه لتخرج ضحكات رحمة التي كانت على وشك دخول غرفتها فأكمل محمد بهدوء
" اللي في آخر الشارع مش كدا؟ "
سألته والدته باستغراب
" هو ايه اللي في آخر الشارع "
" الجامع اللي لقتيني عليه في آخر الشارع صح"
قالها بهدوء شديد لتميك والدته الوسادة بجانبها وتلقيها عليه لتلتحم بوجهه مرة أخرى ليصرخ بعد أن فقد أعصابه
"هو انا وشي دا مزعلكم في حاجة! كل ما حد يشوفني يقوم لازقني في وشي ايه ياجدعااان!!!! "
لم تجب عليها وإنما اكتفت بإلقاء نظرة مُستنكرة له لتقوم من مكانها وتتجه إلى المطبخ فأكمل كلامه صارخاً
" طب على فكرة بقى اسمها رياضة مش حساب هه "
.
[اليوم التالي الساعة العاشرة صباحاً]
[في الفصل]
صدح صوت المعلم يردد
" آدم ثروت "
رفع رأسه من على المقعد وقام بكسل وهو يجيبه بملامح خالية
" نعم يا مستر"
" قولي تركيب الخلية ايه "
لم يتردد في إجابته وإنما أجاب بكل ذرة ثقة يمتلكها
" الخلية بتتكون من النحلة الملكة وباقي العشيرة"
صُدم المعلم في البداية ولكن لم تدم صدمته طويلاً فقد اعتاد على ذلك من ثلاثتهم فأكتفي بنظراته النارية وهو يتحدث بغيظ شديد
" اقسم بالله حرام اللي دخلكم ثانوية بمخكم دا، ربنا يتولاكم برحمته أن شاء الله، أو ياخدكم أيهما أقرب "
رفع آدم حاجبيه بدهشة وهتف
"هو ليه فيه جمع في الدعوة؟"
اجابه المعلم ببسمة سمِجة
" ما انا اقصدك انت ومحمد فريد ومعاذ الديب يا حبيبي "
رفع محمد يده وهو مازال يضع رأسه على المقعد وهتف
" متشكرين يا مستر"
" حبيبي تسلم دا واجبي "
كاد يستدير ليكمل ولكنه صمت قليلاً يطالعهم بدهشة
" صحيح هو فين معاذ؟؟ انا دلوقتي اخدت بالي الفصل هادي ليه "
تحدث إحدى الطلاب
"وزين نبيل كمان غايب يا مستر "
" زين غايب؟؟ لا الموضوع فيه حاجة زين عمره ماغاب"
صدح صوت جرس انتهاء الحصة في المكان ليزفر المعلم بملل ومن ثم يقوم بلملمة أشياءه ويخرج ليتبعه باقي الطلبة وكالعادة آدم ومحمد في الخلف حتى خرج الجميع لينظر آدم لمحمد ويهتف بدهشة
" غريبة، الاتنين غايبين ليه؟؟"
ضحك محمد وهو يجيبه
"معاذ محبوس مع سيد"
" سيد مين؟ "
" سيد قشطة،، متدخلنيش في تفاصيل "
نظر له آدم بأستنكار من أعلى لاسفل فضحك محمد وهو يسأله
" طب وزين غايب ليه؟"
حرك آدم كتفيه بتعجب وهو يهتف
"مش عارف، طب جرب تتصل عليه كدا "
نظر له محمد بحاجب مرفوع وسأله
" انت بتشتمني؟؟ "
"انا لمستك يابني آدم انت؟؟ "
اجابه آدم باندفاع ليهتف الاخر
"ما انت بتقولي اتصل عليه ! ، دا انا مشحنتش رصيد من يوم ما جبت التليفون ! دا انا كل يوم بتذلل للمعفن خالد يديني تليفونه لما أعوز اتصل على حد "
" خلاص خلاص أخرس انا هتصل عليه "
اخرج آدم هاتفه وجاء برقم زين اولاً وقام بمهاتفته ولكنه لم يحصل على أي رد فأعاد الكَرة لِخمس مرات ولكنه لم يُجب عليه فأغلق هاتفه وأعاد نظره لمحمد وهو يهتف بتعجب كبير يظهر على ملامحه
" هو زين ماله مبيردش ليه ! "
حرك الاخر كتفيه بجهل وأكمل
" طب جرب اتصل معاذ شوفه هييجي أمته "
اومأ آدم بهدوء وقام بمهاتفة معاذ الذي سارع في الرد وهو يهتف
"اخيراً اتصلت ياأخي مش شايفني عمال ابعتلك كلمني شكراً من الصبح"
"ايه كلمني شكراً دي!"
رددها آدم بتعجب ليضحك معاذ وهو يجيبه
" دي طريقة بيستخدمها المفلسين اللي زيي كدا عشان يخلوا الطرف الآخر اللي معاه رصيد يتصل عليهم"
"انت كمان مبتشحنش! اه ياشلة معفنة"
ضحك معاذ اولاً وتبعه ضحكات محمد الذي اقترب من الهاتف وهو يردد
" ايه ياسطا بقى معاذ ياسر الديب بنفسه محبوس!! ومع مين؟ مع سيد"
ضحك معاذ وهو يجيبه
"متعرفش انت سيد دا عظيم ازاي! وبعدين هو أنا اه صحيح محبوس في أوضة الحيوانات بس thanks god محبوس مع بابا وندى وسيد "
كاد محمد أن يتحدث ولكن بدلاً من ذلك علق عينيه على تلك الفتاة التي تقوم بتخريب إحدى النوافذ الخلفية للمدرسة فركض محمد تجاهها ونظر تجاهها وهو يصيح بخبث
"آآدم أجرى نادي للمدير قوله سعيدة بتبوظ الممتلكات العامة في المدرسة "
استدارت تلك الفتاة سريعاً تنظر له لتجده يبتسم بخبث لتحرك عينيها تجاه آدم الذي يقف بهدوء ويمسك هاتفه وعلى وجهه بسمة بسيطة بعيداً عنهم بمسافة صغيرة لتعيد نظرها إلى محمد مرة أخرى وقد نجحت في تحويل نظراتها إلى أخرى بريئة تحثه فيها على عدم إخبار احد بشيء ليكمل محمد
"مش قادر أصدق ازاي تقدري تخربي في المدرسة الجميلة بتاعتنا، جالك قلب ياظالمة !! "
صمت قليلاً ثم اكمل كلامه وهو ينوي التحرك
"لا لا مش قادر استنى لازم اقول للمدير ضميري يا آنسه ضميري، ضميرييي ثم ضميرييي ثم ضميرييي"
اوقفته الأخرى بسرعه وهي تصرخ
"محمد لأاااااااااااااااااا "
استدار لها مرة أخرى ونظر لها من أعلى لأسفل بأستنكار وهو يردد بغرور
" اسمي محمد بيه فريد باشا "
رمقته بضيق لتحرك نظرها تجاه آدم لتجد بسمته تتسع تدريجياً ليقاطعها محمد
" ودا مسموش آدم اسمه البيج بوص بتاعنا"
خرج صوت معاذ المَرِح من الهاتف بعد أن قام آدم بتفعيل مُكبر الصَوت
"وانا وانا اسمي معاذ الحلو ياحلو "
ضحك محمد وهو ينظر لسعيدة مرة أخرى ويردد
"اسمعي الكلام بقى وحسك عينك اسمعك بتقولي اسماءنا من غير ألقاب تاني ، عشان مقولش للمدير وانتي عرفاني فتان ومعفن "
رمقته بأستنكار ثم استدارت تتحرك ليصيح محمد مرة اخري
"رايحة فين ياختي!! احنا لسه مخلصناش !!"
استدارت له مرة أخرى وهتفت بضجر
"عايز ايه !"
رفع الاخر يده يحك رأسه وهو يفكر حتى ابتسم ابتسامة شيطانية وهو ينظر لها ويهتف
" عايز واحد شاورما "
" نعععععععممممم! "
قالتها بصوتٍ عالٍ ليبتسم الاخر وهو يلعب في أصابعه بغرور
" زي ما قولتلك عاوز واحد شاورما "
" عند أمك "
قالتها بملامح خالية ومن ثم تحركت بعيداً عنهم بينما وقف هو ينظر في أثرها لثوانٍ وهو يحاول استيعاب ماحدث لتنفلت ضحكات آدم ومعاذ، ليستدير محمد لهم وهو يهتف بتعجب
"البت دي عنيفة اوي !"
خرج صوت معاذ مردداً وهو يضحك
"بتحط نفسك في مواااقف بااااااااايخة "
حرك محمد عينيه بملل ليخرج صوت آدم الهادئ محدثاً معاذ
"انت يازفت هتيجي النهارده لعمتي!"
أجابه الاخر بثقة أو بالأصح بإصرار
"ايوه هاجي أن شاء الله حتى لو وصل بيا اني من الشباك، هنط"

المُربع"مكتملة." Where stories live. Discover now