|29|بداية جديدة✓

4.1K 580 67
                                    

مرت أيام وربما شهور فلم يعر اي منهم اي اهتمام للوقت، وخاصةً معاذ الذي تغيرت حياته كلياً عن ما سبق.

يستيقظ كل صباح في الخامسة صباحاً بعد صلاة الفجر يصليه بخشوعٍ تام ويجلس يقرأ القرآن وبعض الأذكار حتى تشرُق الشمس،

يقوم بعدها ليري ثروت وايلينا اذا كان هناك أحد يحتاج للمساعدة ومن ثم يذهب لغرفة محمد ومعه الطعام ليطعمه بنفسه واوقات اخري تفعل والدته ذلك ويجلس معه يثرثر في أي شئ أو يحاول التخفيف عنه ومساعدته اذا ما كان يحتاج شيئاً.

يذهب بعدها لغرفة زين يطمأن عليه دون الدخول واذا كانت والدته تحتج شيئاً أم لا فهي أصبحت مقيمة جوار ابنها تبكي ليلاً ونهاراً ندماً عليه وقد شحب وجهها أما والده فيأتي القليل.

يذهب للمسجد ليصلي الظهر وجميع الصلوات بأوقاتها به ثم ينتهي به المطاف بغرفة آدم يحكي له عن ما يحدث وعن أحوال الجميع وعراكات ثروت ووليد المستمرة على والدته وأحياناً يجلس ليقرأ له بعض الآيات القرآنية، وفي الليل يحضر إحدى الكتب التي أتي بها من مكتبة آدم ليقرأها له وينتهي به اليوم ممداً بمكانه وبيده الكتاب إما أن يذهب لينام بغرفة محمد.

« صاح الجميع مهللين، فنظرتْ إلى أمها وقالت :
-مارأيكِ في انضمام فردٍ جديد إلى العائلة؟
ضحكت امها دون أن تقول شيئاً، فقالت ليلي وهي تنظر إلىَّ :
-لن تجد عائلة أكثر جنوناً وتهوراً من عائلتنا، وأظن أن تلك العدوى قد انتقلت إليك مؤخراً، مرحباً بك بيننا.
صاح الجميع من جديد مباركين ومهللين قبل أن يُشغل يونس الموسيقي عبر جهاز التحكم عن بعد، لتتراقص أجسادنا بفرحةٍ حد الثمالة، كنَّا نستحقها بكل تأكيد.. النهاية»

أخذ نفساً عميقاً بعد ان أنهى سرده للكتاب الذي كان يقرأه، ثم ابتسم يتفقد الكتاب قائلاً :

«لا بس حلوة رواية فتاة الياقة الزرقاء دي احلى من رواية أرض زيكولا كمان، هتجوز ليلي.. بلاها أسيل»

ترك الكتابة على المكتب جواره ثم زفر بتعب وقام ليقف جواره بحزن، صدره ملئ بالجروح العميقة واللواصق الطبية وهناك العديد من المحاليل واكياس الدم مُعلقة له، جهاز التنفس الموضوع فوق أنفه وفمه ليساعده على التنفس وقدماه المكسورتان ورأسه الملفوف بكامله بلاصق طبي أبيض.

يفكر لو لم يكن آدم ذو جسدٍ قوي وحدث له كل ذلك من أذى، ماذا لو يمكن كذالك؟؟ ماذا لو كانت تلك الحادثة قد انهت على حياته؟ هل كان سيتحمل خسارة أخ ثاني له؟

هز معاذ رأسه بنفي يبعد كل تلك الأفكار عن رأسه ثم ما لبِث أن خرج من الغرفة فقد تأخر الوقت وعليه الذهاب للنوم، خرج من الغرفة فتقابل مع وليد الذي يجلس على أحد المقاعد أمام الغرفة ويبدو أنه في انتظاره فذهب وجلس جانبه فتنهد وليد وبدأ حديثه قائلاً :

المُربع"مكتملة." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن