|8| عيش بجبنة

5.2K 603 125
                                    

(وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)
لا تيأس من روح الله، أكْثِر من الأستغفار وطرقِ باب الله ، ولو عَصَيتُه فى اليوم ألف مرة فهو الغفور .....
صلوا على نبي الرحمة..💛✨
________________________

الفصل الثامن
_________

انتفض فجأةً من فوق فراشه يتنفس بعنف وهو يتصبب عرقاً وتُعاد جميع الأحداث في رأسه مما جعله يصرخ صرخةً مُدوية هزت أرجاء المكان حوله وقدأ بدأت دموعه بالهطول
"مامــــاااااا ، نـــــــدى"
تلقائياً كانا اول إثنان يأتيان بباله عندما احتاج للمساعده، والدته وشقيقته.. فمن غيرهما سيساعدانه ويُسندانه حتى ولو تخلى عنه الجميع ...
دخلت شقيته مسرعةً وعلى وجهها علامات الفزع لتُسرع تجاهه وبمجرد ما رآها وكأنه وجّد طوق النجاة خاصته ليندفع تجاهها محتضناً اياها بشدة وقد بدأت دموعه بالهبوط أكثر وأكثر لتربت على ظهره برفق حتى احست بدموعه تغرق قميصها لتهتف بقلق
"معاذ مالك ياحبيبي انت كويس؟ "
لم يجب عليها وأكمل بكاؤه الصامت فحاولت إبعاده وهي تكمل
"طب ارفع وشك وبصلي قولي مالك بس، معاذ متقلقنيش بالله عليك "
نفى برأسه عِدة مراتٍ وهو يزيد من احتضانه لها فقررت تركه يهدأ بينما هو لا يدري حتى الآن أن ما حدث هل هو حقيقة ! وهذا الذي لا يتمناه أبداً،ام تلك كانت مجرد أوهام سيئة احتلت رأسه جاعلةً اياه يعيش اسوء حُلمٍ في حياته،
بل هو كابوس..كابوس مخيف..
ابتعد عنها فجأةً وهو يتحدث بتلعثم ونبرة مُرتعشة
"ن.ندي آآ آدم ومحم.مد فين"
قطبت جبينها بتعجب مجيبةً إياه

"جابوك هنا امبارح بليل بعد ما نمت وانتوا برة "
نظر لها بتشتت ليدرك الآن أن كل ذلك لم يكُن سوا كابوس وان آدم ومحمد لم يحدث لهما شئ وهما بخير وفي احسن حال ، هذا ما اقنع به نفسه ليأخذ نفساً عميقاً ولكن لم يتمكن في إخراجه حينما شهق بصدمة فجأةً وهو يهتف
"وروح ! روح فين !!"
اجابته بهدوء
" متقلقش نيمتها امبارح معايا وصحت الصبح لعبت معاها واكلتها ونيمتها تاني"
تلك المرة اخذ نفساً عميقاً وهو يتنهد براحة بعدما اطمئن انا كل شيءٍ بخير فهزته هي برفقٍ هاتفةً
" مالك يامعاذ ايه اللي حصل عشان تقوم مفزوع كدا ؟"
نظر لها قليلاً ثم ابتسم بهدوء مجيباً إياها
"هحكيلك بس مش دلوقتي، عشان تعبان شويه وعايز انام"
اومأت ببسمة ثم تحركت إلى الاريكة الموجودة بغرفته وجلست عليها ونظرت له ليبتسم بإتساع وهو يتجه إليها ليتمدد على الاريكة واضعاً رأسه على قدمها لتأخذ يدها مسارها المُعتاد في خصلات شعره ويغمض هو عينيه براحة وسرعان ما انتظمت أنفاسه دلالةً على سقوطه في النوم لتتنهد شقيقته بتعب وهي تحرك يدها في خصلات شعره ورأسها مشوش بسبب تلك الهواجس والأفكار التي احتلت رأسها بمجرد ما رأت حالة شقيقها....
.
أما الإثنان الآخران فقد كانا يجلسان سوياً في آخر المقاعد بالفصل في صمت_ رغم أنهما لا يسمعان ما يقوله المعلم من الأساس_ بعدما تغّيب الاثنان الآخران اليوم ،
نظر محمد تجاه آدم لثوانٍ فوجده ينظر للفراغ وهو يستند برأسه على الجدار خلفه فأعاد نظره أمامه وتحدث
" تفتكر زين ومعاذ غايبين ليه؟؟"
" معرفش "
قالها بيأس ولم يتحرك من مكانه فرمقه محمد بنظرة سريعة ثم نظر أمامه مجدداً لينتبه لحديث المعلم والذي يتحدث عن إحدى المسائل الرياضية المُعقدة فلم يشعر بنفسه إلا وهو يردد بصوتٍ مسموع
" خمسة جذر اتنين "
استدار المعلم سريعاً ينظر له بأنبهار مردداً
"ممتاز يابني والله ، حليتها بسرعة كدا ازاي !"
نفى برأسه واندفع سريعاً
"لا محلتهاش، انا غشتها من الكتاب من ورا !"
قطب المعلم جبينه بأستفهام وهتف
"بس دي مش محلولة ورا !"
" مش قصدي على الإجابات اللي ورا قصدي أن حضرتك حاللها معانا قبل كدا الأسبوع اللي فات بأرقام مختلفة فأنا شوفت المسأله غيرت الارقام وضربتها على الآلة الحاسبة وبس"
نظر له آدم بطرف عينيه وهو يرفع حاجبيه بتعجب بينما ابتسم المعلم واستدار مكملاً مرةً أخرى حتى انتهى اليوم الدراسي وخرج الإثنان سوياً في صمت حتى قطع ذلك الصمت آدم الذي تحدث وهو ينظر أمامه

المُربع"مكتملة." Where stories live. Discover now