41

1K 13 0
                                    


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)

الجــــزء الحــــادي والأربعــــون

يا سالب القلب مني عندما رمقا
لم يبق حبك لي صبرا ولا رمقا
لا تسأل اليوم عما كابدت كبدي
ليت الفراق وليت الحب ما خلقا
ما باختياري ذقت الحب ثانية
وإنما جارت الأقدار فاتفقا
وكنت في كلفي الداعي إلى تلفي
مثل الفراش أحب النار فاحترقا
يا من تجلى إلى سري فصيرني
دكا وهز فؤادي عندما صعقا
انظر إلي فإن النفس قد تلفت
رفقا علي الروح إن الروح قد زهقا


لـ أبو البقاء الرندي


امسكت بمقبض باب الحمام من الداخل لتحافظ على تماسكها ما ان شعرت بدوار فظيع برأسها ..

ضغطت بأصابعها جانبي رأسها بقوة واخذت عدة انفاس عميقة حتى تزيح عنها هذا الشعور وتتمكن من الوقوف بثبات ..

يجب عليها ان تقف .. وان تستجمع قوتها كي تواجهه .....

تواجهه ..... "هو فقط" ......

رباه وكأن قواي قد اُستنفدت بعد ان اجريت عملية ضخ عجيبة لـ كتل من الثلوج في روحي بينما كنت جالسة بجواره في السيارة

ارتجفت شفتيها ألماً وهي تتذكر رؤيته بعد ايام طويلة عليها وعلى قلبها الملتاع .. تتذكر وجهه الوسيم الذي كان اجمد من الصنديد واقسى من الصوان بدرجات لا تعد ولا تحصى ..!!!

لم يعطها حتى التفاتة واحدة .. بل لم ينطق سوى بـ "وعليكم السلام" والتي خرجت رداً على سلامها هي ....

لا ..

ذلك الوسيم القاسي لم يتوقف عند "وعليكم السلام" فقط ......!!

تذكرت كيف هتف بنبرة غليظة جافة تُرجف القلب من قسوتها:
الدريول ميوب حق لوازم البيت هب حق مشاويرج .. مشاويرج انا ملزوم ابها .. مابا السالفة تنعاد ..

رفعت عيناها بانكسار نحوه ورأت جانب وجهه الصارم المقتضب بـ حزن ....

أهذا كل ما ترغب بقوله/فعله ..!!!

أن تأمر وتضع المطالب من غير ان تكلف على نفسك وتسألني عن حالي وتواجهني لحل ما بيننا من خلاف ..!!!

أرجعت عيناها الى يداها المنكمشتان في حضنها .. وهمست: ان شاء الله .. مع انيه ماعرف كيف كنت بسير بيت هلك بليا دريول وانت مختفي حتى ما ترد عليه يوم اتصلبك ..

رد بهتف بذات نبرته الغليظة الجافة: في هالحالة تصكين الدعنه وما تظهرين إلين ما اتصلبج انا ..

الصبر ..

الصبر يالله ......

لم أتلقَ منذ نعومة أظفاري تعامل نزق/متسلط/مهين كهذا ....... وكأنني "حشرة حقيرة" ..!!!

الصبر يا ملهم الصبر .......

اخذت نفساً بثت فيه قوة كافية ...... وهتفت بنبرة هادئة: ان شاء الله بومييد ..

لم يكن رضوخها جبناً .. لا .. بل لتجنب حدوث اي عراكات جديدة .. ولتسمح لنفسها بأخذ خطوة فعالة كي تحل خلافهم القديم ..

وها هي الى الآن تشعر بالتعب الشديد وتمسك بكل بؤس بمقبض باب الحمام كي لا تسقط ......

رشت على وجهها بعض المياه .. ثم خرجت من الحمام وهي لا تتوقع وجوده .....

فـ هو لم يدخل الى المنزل من الاساس ما ان دخلت هي إليه بعد ان اوصلها ..


اقتربت من النافذة وصوت شبيه بصوت تلاطم المياه يصل لمسامعها بوضوح ..

خفق قلبها بوجد/لوعة شوق وعيناها تلتمعان مع لمعان جسده الرجولي العريض الصلب بمياه بركة السباحة .. كان يشق عرض البركة وطوله بحركات ماهرة مبهرة رشيقة وكأنه القرش في عرض المحيط ..

رباه .. كم اشتاقت إليه ..... تريد دفئه المُسكر أيها الناس حد الوجع ....

تريد سلطانها الذي حكمت عليه "هي" جوراً سنين طويلة .....

أتراها لها الحق في المطالبة "الآن" بشخص امرغت أنفه بجبروت متعمد/بلحظة كبرياء مجروح ..!!

أتراها لها الحق في المطالبة برجل احبته وابعدته بقسوة/ظلم بينما هو احبها واشترى قربها بالمقابل ..!!

أخ ........ يالحرقة روحي ......

احتقنت عيناها بدموع تأبى السقوط وحنجرتها ترتجف بإسم لم تظن في يوم ان صاحبته ستطعنها من الخلف بأقسى الطرق وأكثرها وحشية .......

عـ ــ ـوشـ ـ ـه ..!!!

ما الذي ارتكبته بحقي يا امرأة ..!!

بأي كلمة يمكن لي وصف ما ارتكبته بحقي وحق قلبي ..!!

لمَ بحق الله فعلتي هذا بي ..!!

ألم تجدِ في هذه الدنيا سواي ..!!

أكنتِ حقاً بهذا الخبث/الشيطنة دوماً ولم افقه لهذا ...!!

أكنتِ العظمة التي وُضعت في حنجرتي ايام حبي الفتي بينما كنت أنا التي وضعت ذات العظمة في حنجرة شقيقي الغالي وبين دواخل عائلتي بأكلمها ...!!

كم مرة عليك نعت ذاتك بالساذجة والمغفلة والغبية يا شما ..!!

كــــــــــــم ......!!

رفعت رأسها للأعلى واخذت شهيقاً مختنقاً واخذ لسانها يحولق بضعف تام ..

نظرت للأسفل مرة أخرى ..... نحو جسده الذي يطفو الآن باستكانة فوق المياه .. وقررت على الفور انها لن تستطيع تأجيل مواجهته اكثر من ذلك ....

لبست روباً ساتراً فوق قميص نومها الرقيق .. وتركت غطاء رأسها لأن بركة السباحة متصل بشكل مباشر بالمطبخ الداخلي ومن غير الضروري ان تمر عبر باحة المنزل ..... ولحسن حظها ان غرفة السائق بقرب البوابة الخارجية اي انها تستطيع تتصرف بأريحية من هذه الناحية ..


ابتسمت بانتصار عندما لمحته اخيراً .. تنشط الادرينالين في دماغها وهرولت بسرعة كي تمسكه ..

وبينما هي تهرول .. لم ترى جذع الشجرة الممدود امامها .. وضرب جبهتها بقوة مؤلمة ..

صرخت بوجع قبل ان يترنح جسدها الغض مهدداً اياها بالسقوط ..

اخذت النجوم تتراقص امام عيناها وألم جبهتها يتوهج .. ويزداد .. وتكاد تشعر ان النار تشتعل فيها بحق .. ولكن شعور اللهيب تصارع مع شعور آخر ..

شعور ربكة .. زلزلة روح .. ارتعادة نبضات .. شعور رافق جسد صلب انقذها من السقوط الكامل على الارض .. ولمسات دافئة على ظهرها وخصرها ارسلت القشعريرة في كامل جسدها ..

وهمسٌ غاضب مشتعل يغزو مسامعها:
انتي ما بترتاحين إلين ما تنزفين اليه على كرسي .....

ابتعدت والذعر قد تملكها بوحشية .. صاحت بذعرها واضطراب روحها الهستيري:
ا ا ا انتتتت منووووه .....!!!!

تأوهت بتوجع شديد واضعةً يدها على جبهتها .. لتتسمر بـ خوف وهي تتحسس انتفاخة كبيرة فيها و"دماء" ..

سمعت زمجرة تخرج من الرجل "الذي لم تتبين ملامحه لها بسبب الظلام الحالك حولها" قبل ان يضع ذراعيه على ظهرها وتحت ركبتيها ويحملها موبخاً اياها بقسوة نضحت من جنباتها قلقاً حقيقياً: يلعن بليييييس .. بتخبلين بي انتي صدقيني ..

صرخت بحدة اتسمت بالهلع التام: نزززززلني انت منوووووووه ..!!!!

اخذت تدفع صدره بيديها الصغيرتين والدموع بدأت تتجمع في مقلتيها: ياربيييييه .. نزززلني اقووولك ما تفهمممم اننننت ..!!!
نزززززلني .....

بعد ثانيتين فقط .. سقطت دموعها بينما فمها يتسمع على مصراعيه بذهول ما ان خرجا من بين الاشجار الكثيفة وسقط ضوء انارة المنزل على وجهه ....

شعرت بقلبها يترنح ويسقط في قاع معدتها من الارتجاف ....

هذا ....... هذا حمممـ.......

وقبل ان ينطق عقلها بإسمه .. سمعته يهتف من بين اسنانه: صخي واصله لخشميه والله .. ادعي الله بس ما يستويبج شي وانا عدني ما تهنيت بج ...

احتقن وجهها باحمرار قاني ولثم السكوت فاهها رغماً عن انفها ..... فهي وان رغبت بالنطق بحرف واحد فلن تستطيع ...

ليس وكمية الخجل/الذهول/الاضطراب/الارتجاف يقيمون احتلال رسمي في جسدها "المحمول بهذه الطريقة بين يدي رجل لأول مرة في حياتها" ......!!

وضعها على كرسي خشبي للأطفال موضوع بجانب بعض المراجيح والالعاب .. ثم جثى على ركبة واحدة وقرب وجهه من وجهها حتى شعرت بأن عطره الرجولي التصق بجسدها ولن يغادره ابداً ....

امسك ذقنها محركاً وجهها بـ قلق مرتبك .... ثم قال بحزم وهو يعقد حاجبيه وينظر للدماء التي تنزل من جبهتها:
خلج مكانج بييج الحينه ..

ابتعد عنها وتحرك باتجاه سيارته المركونة قرب مرآب سيارات المنزل بينما تشعر بجسدها يرتعد بلا اي تحكم منها ..

حتى عقلها الذي اخبرها بضرورة الهرب الآن عجز عن ايصال الدماء لـ اطرافها واخباره بضرورة التحرك ..!!

ظلت على هذه الحالة المتجمدة حتى لمحته يقترب منها من جديد ..

وقفت بارتعاش متوتر ما ان غدا امامها تماماً لكنها أنّت بـ تمنع جزع ما ان امسك بحزم رقيق كتفيها وأرغمها على الجلوس بمكانها ..

سمعته يهمس بنبرة ثابتة مسيطرة: هدي اعصابج ميره ما بسويبج شي ..

مسحت دموعها بكفها المرتجف وهمست بانفعال خرج بـ طفولية عفوية: مـ مـ ماا فيه شي .. ا بـ بـ ابا احدددر ....

امسك وجهها برقة مما زاد من ارتعاش جسدها من لمسته وحركه حتى غدا امام وجهه تماماً .. وهمس بهدوء مثير لم يعكس انفعالات جوفه المتيم/معارك خفقاته العاشقة: عقب ما انظف يرحج ..

قالت بتعثر وصدرها يعلو ويهبط بـ وجل: مـ مـ مـ ....

اسكتها وهو يمرر القطنة المطهرة على الجرح: اششششششش

تأوهت بشدة قبل ان ان تمسك يده وتهمس بـ عجز عاطفي/فكري/جسدي يكاد يسبب لها الاغماء .. فـ هذا الرجل افقدها قوتها بكل انواعها بسبب قربه الرجولي من جسدها العذري: أحححح .. خـ خلاصصص ....

كانت تلك الـ "احححح" كفيلة بشن هجوم فتاك داخل عرين رجولته الاسدية القابعة فيه ..!!!

شتم نفسه في قرارة نفسه بـ قسوة لأن رغبة وحشية تطرق كل عتبات روحه لـ الامساك بـ جسدها الطري وتقريبه منه حتى تتخالط جزيئات انفاسهما ببعضها البعض ولثم كل مكامن الفتنة فيها بينما هو واقف بعجز بين كل ذلك ومشاعره المحمومة تدفعه لما لا يرغب عقله بالاندفاع نحوه الآن ..!!!

ازدرد ريق ملتهب بصعوبة واستمر بتنظيف جرحها وتضميده بانفعال "مسيطر عليه بقوة باسلة" ..!!

بعد لحظات كان يلصق جبهتها بلاصق الجروح بنعومة بينما اخذت عيناه تتأملان وجهها ويتأكد من خلوه من اي اصابات اخرى
حبس عيناها بين نظراته المتلألئة بمشاعر غريبة/غامضة بالنسبة لها .. وهمس باهتمام:
تحسين بويع ..!! ..... صداع او دوخة ..!!!

انفاسها الثقيلة لم تترك لها المجال للإجابة بسرعة بينما شعر حمد ان صمتها دليل توجعها من امر ما ..

امسك ذقنها بقلق هامساً بنبرة اجشة "تلين صلابة الصخر بنعومته": ميره ارمسج ردي عليه .. تحسين بويع ..؟!

هزت ميرة رأسها بـ لا ..... ووقفت بتعثر وهي تهمس بنبرة مرتعشة: مـ مـ مشكور ..

ابتعدت عنه ونظرتها غائمة اثر احاسيس وانفعالات لم تذق من قبل طعم كـ طعمها .. لكن يده الحازمة امسكتها ومنعتها من الابتعاد اكثر .. ونداءه اربك خفقاتها "التي لا تنقصها ربكة من الاساس": ميره ..

لا .. لا .. ارجوكما يا ساقاي لا تخوناني الآن .. ارجوكما ..!!!!

همست بنبرة مبحوحة تفجرت خجلاً/ارتباكاً/انفعالاً: هـ هـ هلاا ....

تحرك حتى غدا امامها بينما اخذت عيناه تمشطان محياها الجميل وشامتها بـ لوعة عاشق سرمدية .. ثم همس بنبرة اجشة محمومة:
ما تبين تسلمين على ريلج ..؟!

وقبل ان تنطق بـ كلمة كانت تُجر الى احضانه وساعديه تحاصران جسدها المنتفض من كل ناحية ..

للحظات شعرت ان عقارب الساعة تعطلت وتوقف الزمن .. للحظات شعرت ان الدنيا حولها انقلبت رأساً على عقب وغدت في دنيا غير دنياها ..

للتو فقط بدأت تتعرف على خفقاتها التي جهلت دهاليزها ثمانية عشرة سنة .. منذ ان كانت في احشاء امها ..

للتو فقط شعرت ان لـ دقاتها صوت .. وهيمنة .. وقوة على قلبها الصغير ...!!

ضاعت انفاسها تحت سيطرة ساعداه اللذان ألصقاها اكثر بـ صدره الصلب .. بينما سرت قشعريرة عنيفة "مُسكرة" من اذنها حتى اعصاب رأسها وهي تسمع همسه القريب من رأسها:
يالله .. ثره حضنج جنة يا الفواد .....

خجلها .. وذهولها الكاسح من حركته الجريئة .. جعلاها أسيرة اضطراب لا يضاهيه اضطراب .. ابعدت صدره بضعف وهي تهمس بخفوت يقطر حياءاً/خوفاً: آ آ بـ بـ بسيرر ..

امسك بزنديها وقربها منه اكثر هاتفاً من بين نظراته الجائعة الغائمة بـ سُحب "توقه العنيف": لا .. تمي ما شبعت منج حبيبي ..

يا إلهي ..... "حبييييييبي" ....!!

ما الذي يتفوه به هذا الرجل بحق الله ...!!!

اقسم بأني اكاد اسقط ارضاً من شدة اعياء قلبي المنهك من دقاته المجنونة .......

حاولت المعارضة لكن نظراته .. ولمساته .. وهيمنته الرجولية لم تعطها القوة لذلك .. امسك بيد واحدة رأسها قبل ان يشتم بـ شوق قاتل رائحة شعرها التي تعكس بحلاوته وعذوبة شذاه صاحبته الصغيرة المذهلة ..

لم تعرف كم من الوقت مر وهي بين احضانه ترتعش بينما هو يستنشق عبيرها على مهل/تروي "مخيف بالنسبة لها" ..

نطقت اخيراً ببحة مرتجفة مرتبكة مذعورة: حـ حـ حمد ..

تنهد بخشونة حارقة متهدجة خرجت من اسفل قاع في حنجرته .... وقال بعقل غائب الوعي تماماً وهو يمد كلماته بشكل انسى ميرة ما رغبت بقوله:

ياا عيووون وقلللب وروووح حمممد ..

ويح قلبك يا ميرة ......

هذا الانسان لن يترككِ الا بعد ان تداهمكِ حمى قاتلة من كلماته الملتهبة/الجريئة ......

هتفت من بين انفاسها الثقيلة الهاربة: د د د دخيلك .. خـ خـ خلني ا ا اسـ اسير ..

تنهد هذه المرة بخفوت ملؤه الهيام ... وابعدها برقة وهو يشعر بالغيظ من نفسه لأنه فقد سيطرته على نفسه وعلى مشاعره وبث في روح محبوبته الذعر/الاضطراب ....

امسك وجهها بكلتا يديه وبدأ يمسد برقة بشرتها بإبهاميه معتذراً بنعومة عبقة لا تليق الا بـ "شخصه":
آسف لو روعتج حبيبي .... ها والله من شوق قلبيه لج ولقربج ..

رباه ... الرجل يتفوه بكلمات لم اسمعها حتى بالأفلام والروايات الغرامية .. رباه ما الذي يحدث معي بالضبط ..!!

اعطاها ابتسامة قاتلة وهو يلمح الضياع/الحيرة/الخجل في عيناها الجميلتان .. وهتف فجأة بـ اهتمام عذب بشيء اثار صواعق الدهشة فيها: شو ايدج الحينه ..!!! ..... عدها تعورج ..!!

ازدادت ابتسامته اتساعاً عندما رآها تنظر ليدها تارة وإليه تارة اخرى بعدم فهم ..

هتف موضحاً كلامه بخبث:
لا ما شاء الله شكلها ما عليها كلام .. عاده اللي شاف شقى اندبغتي عليها هاك اليوم ما ايقول جيه ..

وبدأ يقلد صوتها بشكل مضحك: راشيلدا تعالي شليني والله ماروم اوقف .. آآه ايددديه ..

شهقت بعنف صادم وخرجت تعابير ميرة الحقيقية فوق سطح وجهها: انت اللي كنت واقف عداااااليه هاك اليوووم ..!!!

ضحك ببحة رجولية مميزة وهتف باستمتاع ماكر هو يتتبع تعابيرها الحقيقية والتي يراها لأول مرة: هيه بس انا المسكين غديت عمج احمد بقدرة قادر ..

عضت شفتها السفلى ووجهها يتلون بإحمرار الحرج .... ثم همست بعفوية: يالفضيييحه ..

اقترب من وجهها ولمعان العبث/الخبث تغزوان ناظريه هامساً بنبرة ساحرة: يا سعد عينك يا حمد .. ما تنرام شفت اللي تهتويه مرتين وهاي الثالثه ..

انزلت عيناها وابتسامة خجلة طغت على محياها بعد ان فهمت مقصده .. فـ المرة الاولى كانت في غرفة مهرة ..

وفكرت في لحظة بلهاء ...... "تهتويه" ....!!!!

أهو يحبها حقاً وبسبب تلك الصدفة التي جمعت بينهما في غرفة مهرة ام ان غزله مجرد كلمات عابرة من رجل لـ خطيبته ...!!!!

جفلت بـ ذعر عندما سمعت صياح آتٍ من حديقة المنزل التي بالجانب الآخر من المنزل: ميرووووووووووه ..
ميروووووووووه وين وديييتي كااااااااااسبر ..!!!!

وضعت كفها على فمها وقالت بـ جزع عاصف: حصيييص ..

لم تنتظر رده وانما هرعت مبتعدةً عنه بسرعة حتى اقتربت من الاشجار الذي اختبأ بينها الببغاء والذي الى الآن لم تتمكن من الامساك به ..

ثم استدارت إليه بوجه محتقن من الخجل راجيةً اياه بنبرة تقطر انوثة طفولية: رد مكان ما ييت .. اخاف حصيص تشووفك ..

رفع كلتا حاجبيه بتعجب ساخر .. وقال بتفكه: وين ارد وولدنا عندكم ..!!!

علمت ميرة بعد جملته الاخيرة سبب قدومه .. فـ هو قد آتى لأخذ عبيد ابن شقيقه ويبدو انه رآها عندما خرج من سيارته لأخذه ..

مررت لسانها بين شفتيها بتوتر .. وهتفت بذات نبرة رجائها: اوكي اترياه في موترك انا بطرشلك اياه ..

: ميروووووووووووووووه ..

قفزت بمكانها بـ ذعر اشد وقالت لـ حمد الذي يرمقها بنظرات عبثة كانت ستصيبها بصواعق الارتباك/الخجل لولا ذعرها العارم من اختها: حمممممد دخيييييلك رووووح ....

رفع جانب فمه بـ بسمة جذابة مستمتعة واقترب منها غير آبهاً لرجائها ..

انزل رأسه وهو يرفع وجهها إليه وقبل ان تفكر ميرة بـ الخطوة القادمة التي ستصدر منه .. كان قد وضع شفتيه على بشرتها ..

تماماً على شامتها القابعة بكل جمال رباني تحت شفتيها ..!!!

قبّلها بطريقة اعادت الارتعاش العاصف الى جسدها .. قبّلها وانفه يأخذ نفساً قوياً مرتفعَ الصوت ..

وعندما ابتعد اخيراً .. رمق شامتها بنظرة كسولة متخدرة هامساً بمشاعر لاظية: ما يستوي ما تعطيني شي ايصبرني إلين يوم العرس ...... صح ..؟!

قبّلها بخفة مرة أخرى على شامتها وولاها ظهره بعد ان اعطاها اجمل ابتسامة رأتها على محيا رجل ..

وذهب .......!!

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىWhere stories live. Discover now