،
إذَا جاءَني مِنْهَا الكِتَابُ بِعَيْنِهِ
خلوت ببيتي حيث كنت من الأرض
فَأبْكِي لِنَفْسِي رَحْمَة ً مِنْ جَفَائِهَا
ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإني لأهواها مسيئاً ومحسناً
وأقْضِي على نَفْسِي لها بِالَّذِي تَقْضِي
فحتى متى روح الرضا لا ينالني
وحتى متى أيام سخطك لا تمضي
لـ قيس بن الملوّح
،
المنزل اصبح فارغاً تماماً .... ولم يبقَ سواهما .... بعد ان أمر الجميع ان يخرجوا منه .... عداه وابا مرشد
قال بنظرةٍ غدت معتمة اشد من ذي قبل: ما عرفتني ...؟!
ببرود شديد ............. ببرود غريب اثار استغرابه في الوقت الذي يجب عليه ان يتخذ هو وضعية البرود !
اقر أبا مرشد ببساطة شديدة: حارب
رغم ازدياد توجس حارب الا انه حافظ على جمود تقاطيع وجهه السمراء الشبيهة بـ والده تماماً واخذ بخفة ينزع الشمع المتقن الصنع عن ندبته ووجنتاه وجسر انفه وقال: هيه نعم حارب .......
سأل مردفاً ما ان لمح بريق المعرفة بعينا الأخير: متى عرفت اني حارب ..؟!
ابتسم أبا مرشد بثلجية ليقول: مب من بعيد شكيت فيك من هاك اليوم اللي معاون غلام خان شافك وتخبرنا عنك عقبها ما عطيت للسالفة أهمية بس يوم شفتك في العرس ولاحظت شقد الشبه بينك وبين لاكي شكي زاد وقلت خل انبش منيه ولا مناك هب خسران شي واكتشفت عقب ما طرشت ناس يسألون ورا عايلة جانجوس ان لاكي اساساً ميت من فترة .........
ضيّق حارب نظرته بصورة مبهمة وهو يقول: وشحقه ما قلت لـ ديرفس ..؟
: واطوّف عليه شوفة مسرحية هزلية تصير جدامي ههههههههههههههه لا طبعاً
اشعل سيجارته قبل ان يأخذ نفساً قوياً منها ويخرجها من فمه ويقول بينما هو يدور حول حارب بشكل مستفز:
وانت تسعى لـ شي يا ولد محمد خل غيرك يمشي جدامك عسب ان طاح تتفادى انت طيحتك ......
ميّل حارب رأسه ليقول ببسمة لم تتجاوز حدود عيناه: يعني طول هالوقت كنت متخذ ديرفس الشخص اللي يمشي جدامك واللي على أساسه بتروم تتفادى طيحاتك ....
: امممممم تقدر تقول جيه ديرفس غبي وادريبه مظروب في مخه ويتعاطى ادوية نفسية قلت شحقه ما استغله نفيد ونستفيد افيده بكوني احسسه انه كبير وشخص ما يفشل ابد واستفيد كوني ازيد من فلوسي وسيطرتي وعلاقاتي ومعارفي حول العالم ....
قست نظرة حارب بأن قال بعدها: بس انتهى كل ها ... وطحت بين ايدنا
: انت تتحرا اني ياي وانا جاهل بالمداهمة اللي بتستوي ...؟!
عقد حارب حاجباه ببرود ولم يظهر ابداً صدمته مما يسمعه
أبا مرشد بشيطنة ساخرة: مسكين يا حارب .. مسكين .... ثرك لين الحينه ما تعرف بو مرشد ....
حارب: ليش ييت يوم انك تعرف ان نحن بنزخك !!!
: خل اصحح معلوماتك ... بومرشد ما يزخونه
اشر الى احدى النوافذ المطلة على الخارج وهو يردف: ييت عسب ما اشكك ديرفس فيّه صحيح كنت اعرف بالمداهمة بس احتمال عدم حدوثها وارد ....
ابتسم بقسوة ليضيف اكثر: تصرفات سلطان وخططه محد يقدر التنبأ لها ما بغيت اجازف عقب كل التعب والجهد اللي عانيته ما بغيت اجازف بالفلوس او بالأسلحة ديرفس صح مينون بس تصدر منه أفعال ما تتوقعها تباه يكوّش على البيزات كلها وانا اطلع من كل شي ايد ورا وايد جدام كان لازم اتأكد بنفسي ان الفلوس اللي بتتحول من جماعة غلام خان لين حساب ديرفس بيرجع اكثر من الربع لحسابي طبعاً اكثر من الربع ليش ظنك ببساطة لان لبّس البارحة فليمون والمصري قضية إرهابية ما بيظهرون منها ابد مؤبد يعني عقب ما عرف انهم كانوا يلعبون عليه ورا ظهره ويسوون صفقات بعيد عن عينه فـ نصيب الاثنين توزّع علينا نحن الثلاثة انا وآندي وهو عقب ها تباني اخلي كل شي وابتعد لا حبيبي دخول الحمام مش زي خروقو ...
وضع حارب يداه داخل جيوبه ليقول: بس المداهمة حصلت ....... وزخيناك
لم يكد ينتهي من جملته .... حتى احس ببرودة معدن على عنقه .................... فوهة سلاح !
حرك أبا مرشد عيناه بنزق ليقول: ما كان له داعي كل هالتأخير عتيبي ..
قال ساخراً وهو ينفض عن كتفه العارية الاتربة ووساخة المنزل العالقة به: عيبتني سالفتك وياني فضول اعرفها كلها قبل لا ادخل رسمياً للمسرحية بعدين شو هالمكان الخايس الضيّج بغيت اختنق وانا ادش البيت من السطح .....
حارب بحاجب مرفوع ومن غير ان يلتفت: عتيبي ..؟!
اتسعت ابتسامة عتيبي على نحو اخرق ليقول: شحالك حارب ..؟
حرّك حارب رأسه لينظر للشاب الذي يقاربه بالسن بطرف عيناه يقول بعدها بنظرة صقيعية: انت عتيبي ..؟!
: لا ابوه ههههههههههههههههههههههههههههه
أبا مرشد بحدة: عتيبي لا تستخف دم .... ظهرني من هنيه بسرعة ....
قال عتيبي لـ حارب بنظرة تزيّفت بالاسف والخيبة: آسف حارب عطاني فلوس ما حلمت ابها في يوم ما قدرت اردهن
أبا مرشد بانفعال: عتيبي يلااااا مابا حد من قوم سلطان يشوفك عقبها تصرف مع ها اجتله وادفنه في الصحرا .....
حرّك عيناه بضجر حقيقي وقال: متى عتيبي بيفتك من الروتين اليومي زين زين يلا جدامي حارب حبيبي كيب سايلنت ماباك تموت الحينه
كان يجب على حارب "بديهياً" ان يطيع ما يقوله عتيبي هو لا يعرفه ويجهل ما يتقنه لذا كان من الأولى اولاً ان لا يتصرف بحماقة ويتسرع كي لا يعود الامر عكسياً عليه .........
ما ان اصبح الثلاثة امام سلطان ورجاله .......... حتى انتفض الجميع بصدمة وهلع ..............
كيف دخل هذا الرجل المنزل من غير علمهم !!!!!!
تقدّم سلطان صائحاً بذهول متوتر: حاااااااارب
حارب بهدوء تام: ما عليك سلطان ما عليك انا اروم اتصرف ...........
صاح خلفان قرب سلطان بقسوة ووجود شقيقه هنا وفي هذا الوقت قد جلب له "الهلع الخالص" فـ عتيبي لن ينام الليلة من غير قتيل هذه سنته في الحياة: عتيبي خله
حرّك عتيبي رأسه يميناً ويساراً هاتفاً ببلاهة متعمدة: منو يناديني ......... ما اشوفه .............
صرخ خلفان بغضب مجنون: غافااااااااان
صرخ حارب فجأة صرخةً شقت قلوب كل من يكن له المحبة والمودة ما ان اطلق عتيبي رصاصةً على رجله اليمنى
تحولت تقاطيع وجه عتيبي من البلاهة والسخرية الى شيء لا يمت للإنسانية بصلة وقال بصوت كـ فحيح الثعبان خافت مرعب مثير للقشعريرة: اسمي عتيبي عتيبي يا خلفان
رفع خلفان يداه بتوتر شديد هاتفاً بسرعة: عتيبي عتيبي لا تتخبل زود انت شو مصلحتك أصلا مع بومرشد خبرني .........
ببساطة شديدة رد وهو ينظر لـ حارب الذي يعض شفته السفلية بوجع شديد وعيناه غدتا كـ الياقوت الأحمر اثر غضبه الناري المحتبس: فلوس
صرخ خلفان بانفعال حاد مستنكر: تبا فلووووس فلوووووووس فلوس وابوك عوض بن خلفان بكامل عقلك انننننننننت !!!!!
قال رافعاً حاجباً ببرود بالغ: ابويه سلمان ......
غمغم خلفان بخفوت وملامحه غدت محتقنة من الانفعال والقهر والغضب: خبل خبل سلطان شو السوات الحينه ......!!!
إبراهيم: ربيعنا وراه بالسنايبر ماله .......... نعطيه الإشارة
خلفان: لاااااا
سلطان بحزم شديد: لا إبراهيم اصبر
تنحنح بخشونة ليقول منادياً بصرامة: عتيبي ......
اخذ يدير وجهه ببلاهته المستفزة قبل ان يقول: ماشوف اللي اطوالهم تتعدى المستوى الطبيعي
كرر سلطان بصبر شديد صبر لأجل حارب .... وخلفان: عتيبي ....
تجاهله عتيبي وهو يقول لـ أبا مرشد بصوت جامد حاد: بومرشد .... جدامي
إبراهيم: اعطيه الإشارة ولا لا سيدي !!!
خلفان برجاء: اصبروا اصبروا
إبراهيم بقهر: ما ينفع الصبر الحينه خلفاااان
عتيبي: أي حركة منيه او مناك بفجّر راسه
فجأة من غير ان يستوعب احد حتى هو هبط خلفه طيف سرعان ما اطاحه بضربه من كوعه على عنقه حتى ارداه ارضاً
: بتفجر راس منو يا حبيبي .... راس ولد عمتيه ...؟!
حارب بنظرة ممتنة: نهيان
زفر سلطان الراحة ليقول: ييت في وقتك
نهيان بحاجبان معقودان وهو يسند ابن عمته ويساعد على الوقوف: ما كنت بظهر لانك امرتني بهالشي بس ما رمت ايود عمري
اومئ سلطان رأسه بتفهم وهو الذي حقاً قد امر مسبقاً نهيان ان يختفي ما ان ينقذ حارب من ايدي رجال ديرفس بعد ان اكتشفوا امره اختفاء نهيان كان يجب ان يحصل كي لا يكشف امره احد .....!!!!
همهم أبا مرشد بوجهٍ شاحب ... ومخطوف اللون من الصدمة العاتية: آ آندي !!!!!
على كلمة أبا مرشد ......... كان خلفان يهرع اتجاه أخيه ليطمئن عليه
تجاهل نهيان وجه أبا مرشد المصدوم كلياً وهو يقول لـ خلفان مطمئناً إياه ببرود شديد: لا تخاف عليه قطو بسبعة أرواح خمس دقايق وينش ....
لم تمر حتى ثلاث ثوانٍ على كلامه الا وعتيبي يدفع بقسوة خلفان بعيداً عنه ويقول ببسمة قاسية: وايد خمس دقايق
ابتسم نهيان بسخرية وحدّق بالشخص الذي كان نسخة مصغرة عن "عوض بن خلفان" مدربه ليس بالوجه بالمعنى الدقيق او بالعينان او بالانف او بالشفاه او حتى بشكل الفك لا بل بالابتسامة
تلك الابتسامة التي ما ان تراها حتى تشعر ان الدنيا كلها قد اظلمت امامك من الربكة والاضطراب !
وسط انشغال الجميع ببعضهم البعض ..... استغل أبا مرشد الوضع المرتبك .........
استدار وفعل اول امر خطر بباله ناسياً "من فرط توتره وهلعه" ان هناك سيارة تنتظره في قرية صغيرة بجوار القرية التي يقع فيها المنزل ...
هرع نهيان اتجاهه بسرعة وكان سيلتقطه بسرعة ومن غير جهد لولا ان دفعه حارب "بساقه المصابة" وزمجر بوحشية: خلووووه حقي حقي اناااا هااااااا
اكمل أبا مرشد ركضه وهو يتجه نحو منحدر جبل صخري صخم مستغلاً ضعف ساق حارب ... لكن الاجرام الناضح من عينا الأخير يزيد من توتره مع ازدياد قربه منه حتى تمكن من امساكه قرب حافة صخرة حادة .........
ضرب أبا مرشد ساقه المصابة كي يبتعد عنه الا ان حارب كتم بقوة صراخه المتوجع بأن اخنق انفاس الأخير بساعده المحاطة بعنقه بعنف
هتف ابامرشد بانفعال وهو بالكاد يستطيع التكلم: لا تتحرا عمرك بتقدر ادخلني السجن ان دخلتها يومين وبظهر انا بومرشد ومعارفي اكثر عن عدد شعر راسك حتى لو القضية فيها أسلحة بظهر منها مثل الشعرة من العيين
غمغم بصوت اجرامي قرب اذنه: شرات ما قدرت اظهر ولد عمك الوزير من قضيته هاييج !!!
صرخ أبا مرشد بحدة شاعراً ان الحيل قد بدأت تنفذ من يده: ما عندك ولا دليل ضدي انا اعرف زين خطوتي قبل لا اخطيها
برقت عينا حارب الحمراوتان بشراسة ليقول: ومذكرات سعيد بن خويدم !!!!
اتسعت عيناه صدمةً من معرفة حارب بأمر المذكرات: مذكرات !!!!!
: هيه .........
بتلعثم وتوتر وارتباك قال: ا ا المذكرات هب موجودة مختفية لا انت ولا انا بنحصلهم ولو حصلتهم ما بتلاقي الا كلام واحد ضعيف يائس ما لقى الا الكتابة عسب يطلع خيبته وفشله واحباطه فيها واقدر اطعن بهالدليل بسهووووولة
دفعه حارب بقوة الى الامام ... ليمسك ملابسه من الخلف ويضرب ركبته بساقه السليمة كي ينحني ويجلس تحت رجلاه
قبل ان يقول بسخرية غاضبة: ها لو كان الدليل بس مجرد كلام واحد ضعيف يائس محبط على قولتك
ابتلع أبا مرشد ريقه ................ وقال بشحوب واضح: شو تقصد !!!
: ما خبروك اننا حصلنا مذكرات عميه سعيد !!!
صاح أبا مرشد بهلع: جذاااااب
حارب بابتسامة قاسية متشفية: ليش خايف !!
أبا مرشد بصوت مختنق مرتعب: انا ......... انا مب خاااااااايف
: لا خايف لان السجن عندك اهون من انك اتم عايش والمستندات والاوراق هاييج توصل للناس المذكورين في الأوراق الموجودة في مذكرات عميه سعيد .......
: مب خايف بومرشد ما يخاف لا انت ولا غيرك بيروم يذلني ويخوفني تسمع وشرات ما طاح ابوك وسعيد شرات الجلاب المذبوحة تحت ريلي بطيحك انت واللي معااااااااك ........
صياحه المرتعب المرتجف اشعراه بالجنون بالتشفي الآتي على نحو مجنون مخيف وكأن حياته الآن تقف على هذا المنظر وهذا الموقف وهذه الصورة:
تضمن تعيش يلين ما تشوفني طايح عند ريلك يا عبدالوهاب !!!!!
رآى الفزع الخالص بعينا أبا مرشد الذي كان منذ لحظات يتشدق ويصيح تكبراً وتعالياً عليه ..........
في ثانية واحدة كان يرفعه من الأرض ويجره كما تُجر الخرفان ........... نحو مرتفع الجبل
ينسى الكثير حقيقة الأشخاص الذي يواجهونهم وحقيقة ما يبطنون ويعلمون ويتقنون حارب ابن جبل ابن منطقة اغلب ناسها بين الجبال والبحار بين الصخور والوديان تسلق جبل صخري وعر كهذا يعتبر لا شيء بالنسبة لهم !!!!!
رغم الدماء التي تنصب من ساقه الا ان غضبه ومرارة السنين التي عاشها قد فجرا قوةً غريبة فيه قوة انسته انه مصاب حتى !!
ما ان اصبح واقفاً في مرتفع لا بأس به يخوله لفعل الآتي امسك بتلابيب أبا مرشد "اللاهث من الجهد والتعب والهلع"......
أصبحت ساقه على اطراف الصخر أي ان أية حركة بلهاء منه ستسقطه ويموت بعدها شر ميتة !
قال حارب بصوت خافت غليظ بنظرة مجرم لا يعرف الرحمة مجرم كان في يوم من الأيام شاب صغير يضحك سعادةً بين امه وابيه وفي لمح البصر سُلبت منه السعادة والضحكات:
جاتل امي جاتل عمي سعيد جاتل ابوي جاتل اخوي تسببت في معاناة اختي خطفت حرمتي خططت وساعدت في تخريب بلادي ومساس بأمنها وامانها هل تتوقع اني بخليك حي عقب كل اللي سويته !!!
هدر مرتعباً وعيناه بين حارب والارض "البعيدة عنه بمسافة ستسبب له على الأقل بالشلل الكامل ان سقط منها": حـ حارب انا
اكمل بتلعثم والحروف بالكاد تظهر منه بترتيب: ما .... ما جتلت امك ..... ابوك اللي جتلها
زمجر حارب وسكاكين الحقد والكراهية تنهش عظامه: لانك خليت ابويه يتعاطى يتعاطى يا عبدالوهاب ابويه انا اللي ما عمره ودّر فرض ولا سنة خليته يتعاطى سمومك ..........
التمعت عينا أبا مرشد بدموع الخوف الخالص وهو يصيح: انا ماااالي خص .. مااااالي خص .... ما قلتله يجتلهاااا .....
اتسعت عينا حارب على نحو هستيري وهو يكمل تعداد ضحايا الذي يتلوى هلعاً بين يداه: وعمي سعيد ...... واخويه .......
: عمك سعيد ما جتلته ........ ولا اخوووووك ........... ولاااااااا ..............
شد من قبضته على عنقه هادراً بصوت بحّ وتقطع من المشاعر المتهيجة بداخله: جتلتهم كلهم جتلتهم يالووصخ انت وجلابك
: حـ حااااا....................
صرخ حارب عليه بوحشية: طاااااالعني .....
: حـ حااااااارب ...
صرخ اشد من ذي قبل: اقولك طااااااااااااااالعني ....
نظر نحوه أبا مرشد وصدره يعلو ويهبط بعنف .......
خرج زئير غليظ من حنجرته قبل ان يقول بنبرة شيطانية: طالعني زين يا عبدالوهاب ........ طالعني زييييييين
اتسعت عينا الأخير بشكل كبير وقبضة حارب على عنقه تمنع عنه استنشاق الهواء ................... وظنّها النهاية !!!!
لكنه اخطأ ...............
صرخ .... حتى صدح صدى صراخه بين جنبات الجبال ...............
فقء عينه اليمنى !!!!!
اخذ يلوي ساقاه يميناً ويساراً وكأنه قط يشارف على الموت
رماه حارب ارضاً بعنف وقال بذات نبرته الشيطانية وكأنه لم يفعل شيء: تتحرا عمرك بتفلت بسواياك تتحرا عمرك بتقدر تعيش للابد براحة وانت شال على ظهرك ذنب ناس ابريا لا والله ما بتقدر ............
جر أبا مرشد الذي يبكي ألماً وهلعاً من عينه المفقوءة مردفاً بصراخ متحشرج ملؤه المرارة/القهر: عيشتني الضيم عيشتني الموت وتباني اخليك مرتاح تباني اخليك تنفد بفعاااااااااااايلك لااااا والله لااااااا والله
: حـ حاااااااارب ....... دخيييييييلك ........... اخخخخخخخخخخخخ
حارب بنظرة شبه هستيرية: في يوم عرسي يوم ييتني وانت رافع خشمك عليه وتتفاخر انك خطفت حرمتيه شو قلتلك .....!!
: حـ حاااار..........
حارب: شو قلتللللللللك !!!!!!
صرخ أبا مرشد ببكاء متوسل وعيناه اليمنى تنزف دماً بغزارة: لا لااااااااا دخيييييلـ............. لااااااااااااااااا
كسر يده بقبضةٍ جبارة منه حتى سمع طرقعة ذراعه كلها ........
ابتسم بوحشية: هاي لانك طعنت بلادي في الظهر ......
من فرط المه .... احس به حارب سيفقد وعيه لكمه بقوة على وجهه وهو يصرخ: نش نش لا تموت الحينه قبل لا ينتهي حسااااااااابنا يالجججججججلب
انتفض أبا مرشد من لكمة حارب ..... ثم قال بإعياء شديد: حـ حااااااارب .........
صرخ بجنون ما ان لوى حارب يده المكسورة حتى خلع كتفه ................
حارب باصقاً كل غضبه في وجه أبا مرشد الذي يتلوى بين يداه بلا حول ولا قوة: وهاي لانك جتلت اعز ما املك بايدينك الوصخه هنا لم يتحمل أبا مرشد وفقد وعيه كلياً فقده بعد ان اخرج حارب كل المرارة في روحه عليه هو وحده المتسبب الأول والأخير لما حصل لعائلته ...........!!!!
.
.
.
شهر كامل مر وهو في مزرعته بعد ان عاد إليها فاقداً كل الامل ان تعود حصة معه يتذكر جيداً ذلك اليوم الذي واجه به سيف وطلب منه بصرامة الا يقف بينه وبين زوجته وان يكون "محضر خير" في علاقتهما الا ان الأخير ابى ان يفعل ما ترفضه اخته شخصياً ..........
أراد مجيئها معه لكنها رفضت أراد بناء علاقة جديدة معها بعيداً عن بداية علاقتهما السيئة لكنها رفضت حاول التحدث مع اباها وجدها الا ان سيف كان من اقنعهما انه من الأفضل ان يخرجا ايديهما من الموضوع وهو من سيتكفل به !!!
لم يحاول التحدث مع والده وجده فالاخيران كانا من الأساس غاضبان عليه وبالطبع لن يقبلا ان يقفا بصفه بدل صف حصة !!!
ان ارادت العودة لتلك المزرعة فسيكون برغبتها هي وحدها لا برغبته ......
أحقاً اخطأ عندما اعترف لها بحبه !!!
أكان اعترافه هو الوسيلة لجعلها تذله وتهينه اكثر من ذي قبل !!!
تنهد بعمق قبل ان يلتفت ويعود ادراجه نحو صقره المريض والذي منذ أيام يشرف على العناية به .......
الأسابيع التي مرت كان يعيش بتوهان بنهارٍ يمضيه في عمله في دبي ثم عصرٍ طويل يمضيه في الطريق الى مزرعته البعيدة عن دبي مسافة لا تقل عن الـ 120 كيلو متر ثم ليلٍ يمضيه يناجي طيفها الحلو على النفس الحمدلله ان النوم لا يتركه يتعذب اكثر لوحده !
عاد الى عمله بعد اجازته الطويلة وكانت عودته لصالحه .... لصالح قلبه فقط !!!
خرج من شروده وهو ينظر لـ هاتفه ومن غير إحساس منه رفعه وارسل رسالة نصية لها ..
"شحالج ..؟!"
بعد دقيقة ........... اتاه ردها
" بخير دامني بعيدة عنك"
ابتسم بشحوب ليكتب: "جذابة"
حصة: "الجذب خليناه لاهل الجذب"
فلاح: "انتي دومج تجذبين عليه يا حصة"
حصة: "متى جذبت عليك ؟؟"
فلاح: "تقولين ماباك وانتي تبيني"
دقيقتان مرت ليأتيه بعدها ردها الغاضب: "لو اروم ادخل ايدي من التلفون جان دخلته عسب اقطع خشمك يالخقاق"
بعد ثلاث دقائق كتب بأنفاس ثقيلة عنيفة: "احبج"
لم تجبه !!!!!
عاد يكتب بمشاعر عنيفة: "رديلي"
كذلك لم تجبه !!!!!!!!
كتب بانفعال بالكاد يستطيع السيطرة عليه: "حصة"
عندما فقد الامل في الرد عليه ..... اتصل بها ........ الا ان هاتفها كان مغلقاً !!!!
تنهد بقهر ..... بخيبة ....... قبل ان يضع هاتفه في جيبه ويكمل عنايته بصقره ..............
.
.
.
يسير بغضب داخل باحة منزلها ...... ويكاد يقسم انه يرى نيران تخرج من عيناه من فرط ما يعتريه !!!!!
لقد تعدت كل الحدود ... كل الحدووووووووووووووود
: نعم
ما ان اتاه صوتها حتى استدار واقترب منها بحدة هادراً امام وجهها بكل غضب الدنيا: بأي حق تساااافرين البحرين اسبووووع من غير شوووووري !!!!!!
رفعت حاجباً باستهتار لتقول: سافرت مع اخويه وحرمته هب مع حد غريب
هتف بذات غضبه العاتي: حتى لووووو .... شقى تسافرين من غير ما اعررررررف !!!!
: بس انا ما سافرت البحرين بس
تراجع وهو يقول باستغراب مفاجئ: هاه !!!
صدمته اكثر بضحكتها الساخرة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
سألها بحدة: ليش تضحكين ؟؟
ميرة: هههههههههههههههههههههه سوري بس شكلك يضحك ههههههههههههههههههههههه
حمد قبل ان يبتلع ريقه بقهر: شو قصدج بكلامج هذاك !!!!
: امممممممممممممم سافرت وياهم البحرين .... وعقب اخويه فديته ما بغى يردني يوم قلتله أبا اسير الخبر .... والرياض ..... وووو قطر
اتسعت عيناه بصدمة كاسحة ليقول بنبرة مرعبة: نعم !!!
حركت فمها بضجر وقالت ببرود مستفز: شرات ما سمعت يلا فديتك مع السلامة انا رادة من سفر وتعبانة أبا ارقد ....
استدارت وهي تبتعد عنه الا انها توقفت ما ان اتاها صوته مكتوماً غليظاً محترقاً: شهر كامل ما سدج تعذبيني بقسوتج وبرودج واهانتج اللي ما تنتهي شهر كامل يا ميرة ما برد اللي في خاطرج صوبي وانتي تصبحيني وتمسيني على كلام سم زفت ووصخ
شهر كامل ماا...........
رفعت كلا حاجبيها وهي تقول بدهشة مسرحية: شو اللي حادك تصبر عليه !!!! ...... طلّق ............
حمد بوجه مُرهق شاحب: الطلاق انسيه
ميرة باستهزاء قاسي: ليش المرة الأولى ظهرت الكلمة منك مثل الزبدة ساحت سيح بلسانك شعنه الحينه ما تبا اطلّق !!!!
حمد: تسرعت المرة الأولى
ميرة باستفزاز واضح: اهاااا ...... يلا هب مشكله نتريا يلين ما تتسرع المرة الياية .....
حمد بصوت يشوبه القهر ..... والمرارة الحقيقية: ميرة ............... انا ندمان ............ صدقيني ندمان
ميرة بجمود: اندم بعيد عني .......... اندم عقب ما تقولي مرة ثانية "طالق"
اخفض اهدابه ليقول بعدها بخفوت غليظ: ذليتيني وايد يا بنت عبدالله
: طعم الذل يذبح ........... ذوقه شرات ما ذوقتني إياه
حمد: انا ............. احم .............. راد دبي اليوم ........... بيتنا خلص ............... باجر ان شاء الله قوم امايه بيردون
تجاهلته وهي تكمل سيرها نحو باب المنزل ....
هتف بصوت مرتفع كي تسمعه: ما بتقولين شي ...!!!
لم تجبه ...................... كيف تجيبه وهي بالكاد تستطيع السيطرة على مشاعرها "الداخلية" !
ناداها بنبرة تنضح بالندم واللوعة: ميرة
أكملت سيرها مكملةً تجاهلها إياه الا انه ندائه الأخير الخافت المتوسل على نحو اثار نبضات قلبها اوقفها ....

YOU ARE READING
بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوى
Romanceالكاتبه : لولوه بنت عبدالله