،
إن من يعطي رأسه للأرض يصبح في غنى عن الرثاء
الذين يستحقون الرثاء هم الباقون على قيد الحياة
الذين سيصعب عليهم العيش دونه !
لـ الطاهر بن جلون ..
،
لم يكن يتوقع نشوب مشكلة تعيق عليه عملية المداهمة أي سقوط احدى النسوة مريضة الا انه بعدها تجاهل الامر واكمل بث أوامره على جميع رجاله رجاله الذين كانوا حلفاء سابقين لأبا مرشد والذي استعان بهم في مهمة انتقامه الذي طال انتظارها ...
اقترب ببطئ من الرجل الذي يصوب سلاحه نحو كلا من احمد وسلطان وقال بقسوة: تشرفت بشوفتك مرة ثانية يا بن ظاعن
احمرت عينا سلطان وهو يغمغم من بين اسنانه: مااااااانع
نظر احمد بتوتر لما يجري حوله وقال باضطراب: سلطااان ....... شماااا ....
نظر سلطان نحو زوجته بحدة ليقترب بشر مهدد نحو مانع ويهدر: اقصر الشرررر مانع وخل الأمور بعيدة عن الاهل ..
عقد حاجباه هاتفاً بسخرية: اقصر الشر والحينه لا لا لا صدقني احسن وقت عسب امد الشر واخليه يحرقك بنيرانه هو الحينه الحينه بالذات ...
زأر سلطان بجنون وهلعه على زوجته وعائلته جعلت النيران تفور بدماغه: مااااااااااااااانع
وانقض قابضاً تلابيبه وهو يبصق كلماته بوعيد اسود: اقصر الشر وخوووز عن دربنا لا والله ما بتشوفك امك الليلة الا جثة ...
صدح صوت رصاص في المكان وقبل ان يلتفت ويرى احمد كان الأخير يشتم الرجل بقسوة ... الرجل الواقف اعلى نافذة السيارة ويركض نحوه ليرديه ارضاً غير آبهاً البتة بالسلاح بين يديه ......
الا انه توقف مع هدير سلطان القاسي: احمد لاااااا ... خلك مع اختك ....
نظر مانع لسيارة سلطان وهو يقول ببراءة مستفزة: الا حرمتك شبلاها !! شفنا حرمة تضربها وتشرد
انقض عليه ممسكاً بتلابيبه مرة أخرى وهو يصرخ: حرمة اللي ضربتها ولا انت وجلابك يالخمممممه !!!
رفع يداه بشكل بارد مستفز وهو يقول: لا لا احلفلك بالله ما زخيناها ... شو مصلحتيه اجذب عليك وانا أصلااااااا
ثم ابتسم بشكل واسع ... مخيف ..... وشيطاني ......!
انزل سلطان يداه عن مانع وهو يتراجع بعينان متسعتان ........... ورنين الرعب تنبأه بالاسوء ..... والافظع
دفع مانع بوحشية .... وهو يهرع نحو داخل المزرعة ويصيح محذراً احمد بقسوة: احمد حط باااالك عليهااااااا
ما ان اصبح امام اكواخ النسوة ........... حتى توقف ........ فاغراً فاهه ....... تاركاً شحوب الخوف تغزو وجهه بلا هوادة ....
المنظر امامه مفجع .... ولم يتصور ان يعيشه حتى في اقصى درجات كوابيسه !!
مايد ابن سيف مقبوض الجسد بين يدي رجل ضخم اسود ويحاول بشتى الطرق التفلت من بين يداه
صاح ما ان رآى سلطان امامه: عميه سلطاااااااااااااان ... خذوا مامااااااااااااااا ... خذوا يدوووووووووووه ....... شفتهممممم والله شفتهمممممم .....
سأل وقلبه يخفق ويخفق حتى كاد يخنقه يخاف معرفة الحقيقة يخاف ان احد من النسوة حصل لها ضرر والسبب من السبب هو :
و..... وينهننن ....... امك ..... يدتك ..... ناعمة ..... والبنات كلهن ...... وينهن !!!!
بكى الطفل وهو يحاول ضرب الرجل الذي اخذ يبتسم بشر وهو يستمع لنبرة الرعب بصوت سلطان: شفتهم عميه والله شفتهم ...
اشر نحو الباب الخلفي من المزرعة وهو يكمل صائحاً: طلعوهم من هالبااااااب ودخلوهم كلهم سيارة عووووده وودوووووهم والله شفتهم
الجنون حل محل عقله ........... والغضب ................. رباه من الغضب المتفجر فييييييييه !!!!!
ومن غير تفكير استل بحركة رشيقة من قدمه سكيناً مرمياً على الرمال والتي كانت من اثر سهرة الأولاد ليلة البارحة على الألعاب النارية والمفرقعات الثقيلة وسددها بشراسة على جبين الرجل .......
أتت وسط جبينه تماماً ......... ولن تكون في غير الوسط لو لم يكن الرامي بمهارة سلطان نفسه !!!
سقط الصغير ارضاً وهو يكح بحدة ركض نحوه سلطان وحمله بين ذراعه ودخل اول كوخ امامه الكوخ الذي كان مخصصاً للنسوة الكبار امه والبقية لم يجد احد منهن الا اثارهن مما جعل الفزع يغزوه حد ان الرؤية امام عيناه تضببه وتشوشت
بحث في الكوخ الثاني ... فالثالث ....... ولم يجد احد ........ لاااااا احد !!!
خرج ووقف وسط المزرعة ............. وهو يفكر بحيرة قاتلة ......
اين الرجال .......... اين اخاه وابن اخاه ورجال آل الحر ..... وآل خويدم !!!
بطي .......... بطي كان معهم قبل قليل ........... اين اختفى فجأة ........!!!!
رباه ........... يكاد يموت من فرط رعبه واضطرابه
نهيان ......... اجل نهيان ......... هو الوحيد الذي شهد بعيناه ابتعاده عن المكان بأكمله فسيارته لم تكن موجودة .....
أستل هاتفه وحاول الاتصال به الا ان الارسال اختار هذا الوقت بالذات ليعلن انعدامه من المكان
تباً ..........
حارب .............. اين حارب !!!!
اخذ يبحث بعيناه عن اثر له لكنه لم يجده
بجنون تام ..... صرخ: وينهمممممممم ......!!!!!
كان الصغير يبكي وكأنه ببكاءه كان يعلم ان مكروهاً مريعاً يحدث بعائلته
سأله بنبرة يحاول خلالها تخفيف هلعه: مايد بابا خلاااااص هد وصخ عن الصياح .... امك بخير وما عليها شر ان شاء الله ......
عاد يسأل وعيناه على كوخ الصغار: اخوانك وينهم !! وعيال عمك بطي واحمد .....!!
تذكر حمدان ............ ابن أخيه
وعاد يسأل باضطراب: وو ... وحمدان ... وعبيد الصغيروني ..... وينهممم !!!!!
هز مايد كتفاه وهو يبكي ويقول : ماعررررف ... يمكن بعدهم في البيت يشوفون تلفزيووون
وقبل ان يتقدم سلطان ليرى الأطفال كان احد الرجال يخرج امام عيناه من حيث لا يعلم ويمنعه من الدخول ....
ثم بعد ذلك ..... سمع خطوات تقترب .... ومعها قهقهة شيطانية مقرفة ......... هو لا غير ..... مانع !
استدار نحوه وهو يزمجر بهستيرية: والله واللي خلاك يلين الحينه حي تتنصخ هوا الدنيا ان لمستوا اشعره من راس هليه لاخليك تصيح تبا الموت وما تلقااااااااااه
اخرج مانع صوتاً ساخراً من لسانه هاتفاً: تؤ تؤ تؤ ما تعبت من التهديدات يا سلطان وين الفعل ماشوفه ولا بس الفعل من صوبنا ومن صوبكم الكلام !!!!
رص على اسنانه وهو يتقدم وبين يداه الصغير مايد: لو الكلام من صوبنا ما كان الحينه معزبك الجلب في السجن خاااااايس هناك
لو الكلاااام من صووووبنا ...... جان عرفت انه الحينه ينابح بين اربع يدران يصيح عيوووونه اللي انببببببطت
تراجع مانع بتوتر ...... اخفاه بجدارة خلف جمود عيناه الحاقدتان
برقت عينا سلطان بشر ماكن مستهزئاً: هيه عيونه راحت وايده راحت شرات ريلك ولا ظنك سلطان بن ظاعن ما يعرف شو سويت من وراه وشو سوا حمد السبع فيك بس اشهد انه ما برّد يوفي ..... لو جاتلك جان ابرك يالووووصخ .......
انتفخت اوداج مانع وهو يقول بهمس خشن: ترمس معايه جيه ....... وحريمك عنديه .......!!!!
نظر للخارج .... نحو احمد الواقف بغضب وقلق وقهر قرب شما المغمى عليها الى الآن
واكمل بخبث: وحرمتك تحت رحمتيه
زمجر سلطان بعينان تقدحان شرراً: محد تحت رحمممممممتك يالحشرة .......... لا تسوي لروحك جيمة وانت الترااااااب ما توصل جييييمته
يرحم الله حال امك اللي لولاها كنت يلين الحين خايس في السجن ...... ويرحم الله حال الطيبين اللي بعدهم يعرفون الله ويخافونه ويقدرون دمعة الام لي طاحت عشان ظناها
مانع بشك يشوبه الغيظ: شو قصدك !!!
سلطان بازدراء تام: قصدي انك جلب .... وبتم طول عمرك جلب ....
التفت حوله وهو يسأله بوحشية: وينهم ..... وين اليميع !!!
مانع ببسمة شيطانية: تطري منو بالضبط ..... الحريم .... ولا الرياييل ....!!!
هدر بصوت جعل مايد ينتفض بين يداه: وينهم كلهممممممممم رد علييييييييييه !!!
: هههههههههههه هد اعصابك حبيبي ما يرزى كل هالعصبية الحريم كلهن في الحفظ والصون بس الرياييل اممممممممم ماعرف والله لو بعدهم حيين
اتسعت عينا سلطان بذهول ....... ونيران الهلع تلسع مقلتاه قبل دماغه: اشوووووووه !!!
: في الخيمة راقدين .... بس واحد من ربعنا يقول حطلهم جرعة زايدة من المنوم وشكلها تجتل .....
سيجن ... لا محالة سيجن .......... ما الذي يحدث حوله يالله ..........
كلهم وقعوا ضحية المنوم !!!
لا يصدق !!
بطي
فلاح
ذياب
حمد
سيف !!!!
و ................ وحاااااااااارب !!!!!!
اخذت السماء تتبلد بالغيوم ..... والجو ... وبشكل مفاجئ .... يغرق في ظلمة رغم ان العصر للتو حل عليهم !
قلبه يخفق ..... وهلعه في ازدياد متواصل
قال بعد ان تمالك اعصابه ... وقوته .... ورباطة جأشه ...... فوضعه حساس ولا يقبل ابداً الضعف والخنوع !!
: خلصنا ...... شو هي طلباتك !!!!
مانع بضحكة شريرة: هههههههههه يعجبني اللي فاهم عليه
رفع ابهامه .... واردف:
واحد
لا تحاولون ابد تضربوني ورا ظهري لأن مثل ما تعرف الحريم كلهن بين أيدي
رص سلطان على اسنانه .... ليقول بنظرة ممتلئة بالغل/الغضب:
الله يلعنك
مانع: ههههههههههههه حلو شكلك وانت معصب
اقترب سلطان منه يريد تشويه وجهه وتغيير معالمه حتى لا يتعرف هو نفسه عليه !!!
مانع وهو يتراجع بحذر:
انتبه حبيبي ما خلصت طلباتي
رفع سبابته فأكمل:
اثنين
700 مليون درهم .... درهم ينطح درهم .... اباهم في شنطة خلال ساعة وحده بسسسسس
رفع اصبعه الأوسط وهو يكمل بخبث ماكن:
ثلاثة
طيارة خاصة بأوراق مختمة رسمية اطلعني من البلاد اول ما استلم الشنطة وهنيه اباها تنزل في هالبقعه
هدر سلطان باستنكار:
بس مستحيل نجهز كل شي في ساعه وحده بسسسس
: انت سلطان بن ظاعن ولووووو كيف يصعب عليك شي تافه مثل اللي طلبته تلفون واحد لربعك الشيوخ وبيكون كل شي زاهب
قبض سلطان على يمينه بشدة وهو يقول: الحريم .... الحريم وينهن !!!!!
عقد مانع ساعداه امام صدره قائلاً: في الحفظ والصون ...... لو طلباتي كلها تنفذت
اشر سلطان برأسه .... بعينان غدتا كالجمر من فرط كبحه لأعصابه وثورانه: خل احمد يودي الحرمة المستشفى انت جيه جيه ظامن أن الأمور كلها بين ايديك
مانع بخبث شيطاني: لا الخوي .... ابا الكل تحت عيني .... الحرص واجب لا اكثر
صرخ سلطان بوحشية: ما بتستفييييد شييييييييي
خله يوديها المستشفففففى
مانع بدهشة زائفة: الله أكبر ........ ها سلطان اللي يزاعج ولا اتخيل !!!
اخيرا حبيبنا طلع من قالب الثلج اللي حابس روحه فيه طول الوقت !!!!
سلطان بوعيد مرعب: مااااانععععععع
رفع مانع حاجباً ليقول ببرود مستفز: سو اللي قلتلك عنه .... لا تنسى هلك كلهم الحينه تحت رحمتيه
تحت انظار مانع المتسلطة عليه ..... والمترقبة لكل حركة منه ..... رفع هاتفاً ........ ولحسن حظه تمكن من التقاط ارسال .....
فاتصل بالمسؤولين بسرعة .....
.
.
.
امسك بذراع سيف واسند جسده بقوة مبتعدان قدر المستطاع عن الخيمة التي حدثت فيها الحادثة المفزعة !!
كل الرجال الكبار ناموا وكأن الشيطان نفسه هو من يقف فوق رؤوسهم يمنعهم من النهوض
ومعهم ذياب
إلا أنه تمكن بعد عودته من الحمام ورؤيته لمانع الكلب وهو يقف بمرصاد سلطان واحمد من حمل سيف الذي كان يتقيىء كل ما في معدته وكأن المادة التي شربها أعطت نتيجة عكسية له وبدل أن تنومه تركته ينتفض كالمصاب بالحمى !!
يعرف أن سيف مريض بالتصلب اللويحي إلا أنه ليس متأكد ما إذ كان تفاعل المرض والمنوم هما ما تسببا له هذا الأمر الجلل او انه قبل دقائق معدودة اخذ دوائه المعتاد فتفاعل مع المادة المنومة واعطت نتيجة ضارة جداً على جسده !!
اسند ذراعه على كتفه وهو يقول بصرامة وثبات: سيف تحمل الحينه بتصل بنهيان هو الوحيد اللي قدر يظهر من المزرعة قبل لا ايون هالكلاب .....
لكن سيف لا يسمعه ولا يراه !!
ينتفض ... ويتعرق .... ويهذي بأشياء مبهمة .... وبين نفضة ونفضة يتقيء !
وضعه حمد في ابعد نقطة عن المزرعة ....... وراء إحدى الكثبان الرملية الضخمة .....
هتف قريباً من اذنه: بردلك اصبر شويه ....
صلب حمد ظهره ..... وابتلع ريقه بتوتر شديد .... قبل ان يربط شماغه حول وجهه لكي لا يعرف هويته احد !!
وعاد اتجاه المزرعة
إلا أنه وبفطنة ...... ورشاقة
سار من الخلف ودخلها من إحدى الأبواب الصغيرة القريبة من المطبخ التي سقطت أمامه شما ..
قرب المطبخ رأى حمام ..... لكن ما أثار فضوله هو صوت البكاء الآتي منه
حرك رأسه يمنةً ويسرة وقرر انه لابد أن يجد سلاحاً يدافع به عن نفسه
فلاح .... أين أنت يا أخي !!!
أخذ نفسا قوياً واقترب من الحمام ...... ليأتيه الصوت أقرب وأوضح
تمتم بفزع : ميره
اقترب أكثر من الباب وهو يناديها بلهفة: ميرة هاي انتي ؟؟؟
فتحت الباب قليلاً .... لتخرج له عيناها الدامعتان من خلفه هامسة بفزع جنوني: حـ ...... حممممد
دفع الباب ليدخل ويصبح امامها تماماً ارتمت بحضنه وهي تبكي برعبها وخوفها وتوترها كانت تتمشى حول المزرعة تبحث عن اختها المختفية منذ لحظات طويلة وعندما شعرت انها بحاجة الى الحمام دخلت اقرب حمام صادفها والذي كان بقرب المطبخ وعندما رغبت بالخروج سقطت عيناها على منظر الرجال المنتشرين في زوايا المزرعة والرجل الذي يمسك برقبة ابن شقيقها وامامه سلطان يقف له بالمرصاد وبردة فعل غريزية أغلقت باب الحمام مرة أخرى وظلت بداخله حتى تستوعب الذي يجري في الخارج !!!!
اخذت تهذي بكلمات لم يفهمها بادئ الأمر: شو مستوي ليش الكل يزاعق ويصارخ ليش ليش الريال هذاك كان يزخ مايد وسـ وسلطان يتواجع وياااااااه حـ حممممد بمووووت من الرووووع شو مستوي هنيييييييه !!!!!!
قرّب رأسها لصدره وهو يقول بصوت قوي قاسي متفجر بالمشاعر: لا تخافين من شي دامج ويايه .... تسمعيني ميره !!
: بسسسس ....... بس انا خااااايفة ......
امسك رسغها وهو يأمرها بلطف: تعالي
وذهبت معه ....... خارجان من الحمام وهي لا ترى الطريق امامها من دموعها المنهمرة !!
بقدرة قادر ... وكأن الله أعمى بصيرة أحد رجال مانع كان يمشي في الخلف ليرى الأوضاع
استدار مولياً ظهره لهما ....... في ذات الوقت الذي خرج به حمد من خلف المزرعة ومعه ميرة
بعد سير مليء بالتوتر والحذر والتلفت هنا وهناك اصبحا عند سيف اجلسها قربه واوصاها بكلمات قصيرة ان تعتني به والا تتحرك من مكانها حتى يعود لهما ...........
: لا تخافين .... بإذن الله محد بيجيسكم بسو ... انتي خلج هنيه ولا تتحركين ......
هزت رأسها ببراءة وبوجهها المحتقن المتورد الا انه قبل ان يبتعد عنهما مسكت يمينه وهي تقول بحشرجة وخوف شديد:
لا لا .... لا تروووووووح
حضن وجنتها بكفه هامساً بصوته الرجولي الدافء الرقيق: برد ميرة ... بس اول لازم اشوف شو اللي صاير بالضبط
هزت رأسها بـ لا بحدة وتوتر .... لتعود وتقول بدموعها الغزيرة: لا لا لا ترووووح ..
: ميرة ... قوي قلبج ..... خلج ميرة اللي باسها قوي واللي ما يهزها ريح سوي هالشي عشاني
قبّل رأسها بعنف مشاعره التي يكنها لها ...... ثم قال: زين !!
بعد ان تأملته ثوانٍ ... والدموع تغشى ناظريها كالضباب هزت رأسها بطواعية ...... ثم تركت يده
ابتعد عنها وشقيقها ....... الى ان اقترب من الخيمة .......
اختبئ وراء أحد اعمدتها الخشبية الضخمة الغليظة لكنه بعد عدة لحظات شعر بأحدهم يكتم أنفاسه فانتفض بقسوة وكاد يضرب الذي ورائه بكوعه
: اششششششششش ....... ها أنا حاااارب
استدار نحو ابن عمته هاتفاً بدهشة: حارب !!
من غير كلمة إضافية ... أعطاه حارب سلاحاً وقال بحزم: اندوك ..
اخذ السلاح من غير تردد ..... فقال بعدها بقهر شديد:
الكلب ها شو يبا !!
حارب بريبة: تعرفه !!
: هيه .... بس لا تسألني من وين ....
هز حارب رأسه فعاد يقول وهو ينظر لرجال مانع المنتشرين امام المزرعة بحذر بالغ: مب وقت الأسئلة الحينه أصلا ..
مثل ما قلت ها كلب ...... وبيسوي اي شي عسب يحقق انتقامه
نظر لحمد واردف بصلابة: حمد .... فلاح مغمى عليه ومفرور في وحدة من مواتر موينع
انتفض حمد فزعاً على شقيقه: شووووو !!!!
حارب توني وانا اراقبهم ....... شفتهم يحطونه داخل موتر
هدر حمد بجنون: شو سووبه عيال الككككلب !!!!
حارب بقلب جامد وكأن ما يمر به لا شيء مقارنةً بما مر به في السابق:
لا تخاف ما جتلوه ...... اللي كان يشله شفته بعيني بفحص نبضه وقال انه حي .... بس لازم ناخذه قبل لا تدهور حالته نحن ما نعرف بشوف هو مفلوع ووين بالضبط
هز حمد رأسه بارتباك عاصف ... قبل ان يقول: الرياييل كلهم رقود ...... واحد من حيوانات موينع حط لهم منوم
حارب: ادري
حمد بقهر ..... وخوف: بس ..... بس سيف تعب وتم يزاوع المنوم ما والمه وضره زوووود
رص حارب على فكاه ليغمغم بغضب بالغ: يالله ...
اردف وهو يأمره بحدة: خلك هنيه بييك
من غير ان ينتظر رده ..... كان يركض بسرعة كي لا يلتقطه أحد بعيناه ...... يركض بعيداً عن مدار المكان كله ......
يريد الوصول لقمة تساعده على التقاط ارسال ... فالارسال في الأسفل ضعيف جداً
عندما وصل لمبتغاه ...... اتصل بنهيان ..... ثم بابراهيم وخلفان .....
.
.
.
قال وعيناه تلمح من بعيد زوجته المرمية بلا حياة على المقعد الخلفي من سيارته ... واخيها الواقف قربها بقلة حيلة تشوبها التخبط ونفاذ الصبر: خلوه يودي الحرمة ..
أشر مانع بيده نحو السائق الذي تعمد ضرب سيارة سلطان من الخلف .... وفهم الاخير اشارته
خرج من السيارة .... وقام بصمت بإمساك احمد ...... الا ان احمد دفعه وهو يصرخ هادراً: خوزززززز
التفت سلطان نحو مانع هاتفاً بفوران: شو تبوووووبه !!!
ولأن السائق حجمه طوله ضعف حجم وطول احمد تمكن من جرّه من عنقه وابعاده عن السيارة تحت مقاومته العنيفة وصراخه الغاضب المنفعل
سلطان: وين مودييييينه !!!
مانع بنبرة ثلجية: عند الأول شو اسمه امممممم هيه فلاح .......... فلاح بن عبيد الحر
رص على عيناه مردفاً بنبرة شيطانية: اخو حمد بن عبيد الحر إلا بتخبرك وينه حمد ؟!!
سلطان باحتقار: شو خصك بحمد !!
دار مانع حول سلطان ... ويداه معقودتان خلف ظهره ........ وقال: اممممم لا ابد بس ابا اسلم عليه
سلطان بحدة: مانع .... اتفقنا على اني اعطيك اللي تباه بس خلك قد الاتفاق ولا تفكر تمس هليه بشرررر
توقف مانع للحظات .... قبل ان ينظر لسلطان ويقول بحقد اسود: ما فكرت بغيرك وانت تجتل أقرب الناس لهم !!
هدر سلطان بقهر ونفاذ صبر: انا ما ذبحت ابوووك يالغبببببببببي
صرخ مانع مغتاظاً وقلبه ممتلئ بالغل/الضغينة: ذبححححته ........ ذبحته بايدك الوصخه يا سلطااااان
سلطان: غبي وبتم طول عمرك غبببببي اللي ذبحه بومرشدددد هب انااااااااا
مانع: جذاااااب
سلطان: يعلك ما تصدددددق ....... شو برتيي من واحد غبي إلا أنه يصدق اوهامه واحلامه التافهة الدنية شراااااته !!
زمجر بغيظ عارم ومن غير ان يشعر استدار وهرول اتجاه شما امسك سلاحه وصوّبه بعينان تقدحان شراراً نحوها .......
سلطان: لاااااااااااااااااا
ركض نحوها وقبل ان يصل لمانع ..... وقف امامه اثنان سود ......... يحميان مانع منه ........
صرخ حتى بح صوته واختنق: خلهااااااااااا
ابتسم مانع بشكل هستيري وهو يقول: انكسررررر ..... ابا أشوفك منكسسسر ومذلوووووول
سلطان بفوران ..... بصوت كالبركان الثائر: تهبببببببببببي
ومع كلمته الأخيرة ....... اخذ يضرب الرجلان بجنون ويتصارع معهما حتى تمكن في الأخير من الإطاحة بهما ........
مسح الدم المنصب من فمه وجانب عينه اليمنى ........... وهمّ بالانقضاض على مانع لولا الصوت الذي سمعاه
التفت بحدة ولمح احمد يركض نحوه ويبدو من ملابسه المتقطعة والدم المتصبب من جبينه انه هو الآخر كان وسط صراع حامي مع الرجل الذي قبض عليه
ما ان اصبح مع سلطان رفع السلاح الذي سرقه من ذلك الرجل ووجهه نحو مانع
شرفه كرامته دم آل خويدم النابض فيه كلهم اجتمعوا في عقله وكونوا امر واحد الاجرام !!!!! .....................
هدر بغضب جنوني تام: بتجتلها وان ماتت منو بيخليك عقبها تفلت من ايدي يالسفله جيه ولا جيه بتموت ..........
اهتزت يداه رعباً وجه احمد كان مخيفاً وحشياً بحق فقال محاولاً عدم اظهار ارتباكه وخوفه:
قلتله يا سلطان عنننننن ...........
رفع سلطان يده بتحذير قائلاً: نزل سلاحك احمد ..... الحريم عنده ....
اتسعت عيناه هلعاً وهو يهدر بخافق مرتعش: شوووووه !!!!!
سلطان بحدة: نزل سلااااحك
بعقل وقلب مشوشان متخبطان مضطربان ........ انزل احمد سلاحه ببطئ
قال سلطان لـ مانع .... بعد ان هدأ من اعصابه وجعلها تحت مستوى البرودة الطبيعية بعدة ارقام:
مانع خلنا على اتفاقنا تاخذ اللي طلبته وتردلنا الحريم وهن بخير وسلامة
مانع بقسوة: 700 مليون يا سلطان
ردد سلطان بتأكيد وصرامة: 700 مليون والحينه شل سلاحك وخلك بعيد عن الموتر
لعب مانع بالسلاح بين أصابع يده ....... وضحك بمكر .......

YOU ARE READING
بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوى
Romanceالكاتبه : لولوه بنت عبدالله