49

937 14 0
                                    


هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا ؟
وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟
هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟
هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ
وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟؟

.............

هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟
يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ
يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ
لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى
وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ
وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ
ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ
وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ ..
وكأنّي أيّتها الملِكَهْ ..
من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ ..

لـ نزار قباني


: الغالي .. وياك نهيان الحر ..

هاهو الاسم يتكرر على مسامعه مرة اخرى وبعد دقائق قليلة فقط .. امتقع وجه غانم انفعالاً وتمكن بمهارة شديدة من كتم مافيه من حمية وغيرة على عرضه الذي انتُهك ..!!!

لكن وبشكل غريب .. احس ان الاسم وملامح الرجال الواقفين امامه ليست بغريبة عليه ..!!!

لكنه لا يستطيع تخمين اين رآهم أو عرفهم ..!!!

تفرقت الكفوف تحت نظرات تتبادل "كتبادل السهام المشتعلة" بصمت بين الرجلان ..

ومرر غانم كفه على كل من مصبح "صاحب اكثر الوجوه المشكوك بها بمخيلته" وحارب ..

ثم رفع حاجبه بخفوت رافعاً انفه بهيبة رجولية يُحسب لها ألف حسبان .. وهتف بحزم بالغ رزين لـ نهيان بعد ان اشتدت نظرته حدةً/تفحصاً وكأنه بهذه النظرة يترك لعقله المجال لدراسة ملامح الرجل امامه:
مرحبابك الساع نهيان وبـ مخاوين شما .. قربوا حياكم ..

تنحنح نهيان ببحة ثقيلة وقال: الله يرحبك على فضله

هتف مصبح وحارب بترحيب رجولي متبادل قبل ان يردف نهيان: السموحة الغالي شوابنا يالسين في الموتر بزقرهم ..

ادرك غانم ان الموضوع جدي ...!!!

وان هذا الشاب ليس مجرد شاب عابث لعوب يهوى التلاعب بسمعة الفتيات البريئات كما استشف هذا مما قاله خالد قبل قليل ..!!!

تقدم غانم في تلك اللحظة وتربيته الصارمة التي حثته على احترام الكبار وتبجيلهم كانت من وجَّهته وحرَّكته .. ثم تعدى بجسده باب منزله الجانبي وخطى خطوات رجولية واثقة خلف نهيان ..

وما ان فتح نهيان الباب الذي بجانب جده ليساعده على النزول حتى اتسعت محاجر غانم ذهولاً/جذلاً: يديه بوعبيد ..؟!!
يا مرحبااااااا يا مرحباااااااااا .. تو ما انوورت البقعه في ذمتيه ..

اندهش نهيان بمعرفة غانم بـ جده .. ورآى كيف رص جد على عيناه وهو يتأمل وجه الشاب امامه بقوة وبصعوبة نظره الضعيف .. ثم اشرق وجهه هاتفاً ببحة صوته الدائمة: غانم ولد بوعابد دقوس ..!!!!

قهقه غانم ضحكة رجولية صافية ما ان سمع هذا المُسن العزيز على قلبه يناديه بإسم جده عبدالله الذي كان يُلقب قديماً بين الناس والجيران في حيهم القديم في دبي بإسم "بوعابد دقوس" .. جده الذي كان احدى رفاق ابا عبيد المقربين والذي امضى اغلب طفولته معه متشاركين مع بعض اجمل ايام حياتهم واكثرها اثارةً/شغباً ......

لكن السنين مرت وتوفيّ جده قبل ان يقرر ابنه محمد "ابا غانم" الانتقال للعاصمة ابوظبي بعد ان وجد وظيفة ممتازة ذات دخل اعلى واكثر فائدة ..

استطاع تذكر ابا عبيد بسرعة خلاف ابنه مصبح وحفيده لأن الاخير لم يتغير وجهه كثيراً عدى الشيب الذي غزا لحيته والتجاعيد الذي ازدادت بين تقاطيع وجهه .. بينما الباقي قد كبروا وتغيرت ملامحهم بشكل حال بين عقله وحقيقة معرفتهم ...

عدا ابا نهيان الذي ما ان قبّل رأس ابا عبيد حتى رآه يقترب منهم .. ابتسم بسعادة نقية له وتحرك باتجاهه مقبلاً انفه ورأسه باحترام شديد .. واخذ يرحب بفخامة تليق بمقام الرجال: يا مرحبا ويا مسهلا بالغوالي .. والله انكم منووورين يا عيال الحر ..

اسند الجد ابا عبيد يده على عصاته الغليظة وقال بنبرة فاحت منها رائحة الماضي العتيق: لا اله الا الله .. سبحان من خلقك وصوّرك .. تقولون يا عرب بوعابد واجف جداميه .. كبرت يا غانم ولو ما ريت يدك فيك ما عرفتك والله ..

غانم: هههههههههههههه طوليه بعمرك يالغالي يا خوي الغالي .. والله يرحم موتانا وموتاكم ..

ردد الجميع بعده: اللهم آمين ..

نظر ابا نهيان لإبنه نظرة ذات معنى ثم هتف ببسمة ابوية ودودة: غانم ابويه نحن يايين عسب سالفة مستوية بين ولديه نهيان وواحد من هلكم .. ا ا ا ووتبـ....

رغم ان غانم الى الآن لم يستوعب ان حفيد الجد ابا عبيد هو ذاته من تشاجر مع خالد الا أنه تدارك الوضع بسرعة رافعا يده باعتراض هاتفاً بحزم بالغ: السموحة عميه بونهيان ما بتكمل رمستك هنيه .. جربوا الميلس حياكم .. والسالفة اللي تطرونها عرفتها من شوي من العم بوخالد .. وبإذن الله ما بيحصل الا كل خير .. حياكم حياكم ...

.
.
.


وقف خالد بحدة ما ان ادخل غانم الرجال ذوي المقامات الصارخة بـ "الفخامة" فخامة لم تكن فقط بأثوابهم الرجالية البيضاء وقاماتهم الشامخة والتي تسير حول قامة قصيرة لمُسن ينضح منه شرارات الهيبة/الاعتداد العاتيان انما فخامة حضور لا يُمكن لإثنين التجادل عليها ...!!!!

حتى ان ابا خالد المتبجح على الدوام وقف بوعي منعدم ما ان ابصر دخولهم الى المجلس ..

هتف الجد واولاده بنبرة رجولية هادئة وانما رنانة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

رآى ابا خالد كيف ان وجه خالد قد امتقع وكأنه ....... غاضب ..!!! .. ونقل ناظره للرجال مجيباً بنبرة تخللها استغراب نزق: وعليكم السلام والرحمة ..


توسط غانم الجد ابا عبيد وابا خالد هاتفاً بحزم اخفى خلفه توتراً/ترقباً: بوخالد هذا يديه بوعبيد ..

اكمل وهو يراقب وجه ابا خالد: نهيان الحر العود

اتسعت عينا ابا خالد بصدمة استحالت فيما بعد لغضب عاصف ... وصاح باستنكار: نهيان الحر هب ها مسود الويه اللي ادااافن ويه ولديه ...!!!

سمع ابنه يجيبه وعيناه تقدحان شراراً نحو الشاب الذي يقف خلف جده بأنفة متفردة لا تليق الا به:
هذاك ابويه ..

نظر ابا خالد لنهيان ثواني بغضب محاولاً فهم سبب مجيئه ورجال عائلته الى هنا .. ثم احتد فمه وكأنه يكبح ثوران بركان مجنون قبل ان يهدر بغضبه العاتي:
الكككم عييين اتووون هنيييه ووياااكم ولدكممم هالخمااامم .. الكككم عييين ..!!!

اشر على نهيان الواقف كالجبل الصامت والذي ينظر إليه بعيناه المظلمتان واكمل صراخه الملتهب: انت ياللي ماعرف شيسمونك شو الك خص اترزز خشمك بين ريال وبنت عمه هاه شو الك خص منوه انت اصلاً شو امبينك وامبين بنتنا ارمسسس قبل لا ازززغدك وازززغدها هالخااااايسة ...

تقدم نهيان وغضبه قد انفلت عندما سمع ذلك البغيض يشتم حبيبته وينعتها بأوسخ الألقاب امام الرجال الا ان حارب قد وضع يده على صدره يمنعه هامساً بحزم شديد: هد بوعبيد العصبية ما تنفع في هالمواقف .. خل ايقول اللي ايقوله .. طبّه ..

ارتجف شفتيه بانفعال مكبوت .. وتسمر بمكانه منتظراً اي احد يُسكت هذا الرجل ...

سمع غانم يقول باستنكار حادة لـ ابا خالد: بوخالد بارك الله فيك منقود هاللي تسويه .. الرياييل في ميلسيه وجذا ترمسهم ..!!
تعوذ من بليس ترى الشيطان ما مات .. ايلس خلنا نتفااااهم ..

هتف الجد ابا عبيد بصرامة شاسعة وعيناه على وجه ابا خالد المحتقن من الغضب: يا ولديه انت معذور باللي تقوله وتسويه لجنه الامور ما تنحل بالزعيج والصراخ .. ولدنا غلط نحن عارفين هالشي .. وحقكم بإذن الله ما بيضيع .. يبناه يلين داركم عسب يستسمح منك ومن ولدك على اللي ياكم منه ..

حرك أبا خالد يده بوقاحة وكأنه لا يرغب ان تُحل الامور بـ سهولة: هيه ابويه السالفة سهلة عندكمممم .. تغلطون على عيال الناااس وتتعرضوون لبناااتهم وتبون تستسمحون وتروحوووون .. ما همكم سمعة غيركم بين الناااااس والعررررب والفضايح اللي بتعفد عليييهم بسبتكمممم ...

هتف هذه المرة ابا نهيان بنبرة حازمة هادئة رزينة يمتص بها غضب ابا خالد: لا يا ولد الاشراف لا من عوايدنا ولا سلومنا نضر بالمسلمين ولا نغلط على عيالهم ونهينهم .. نحن ناس نخاف الله وعندنا عيال .. واللي صار تراه لحظة غضب لا اكثر .. خبرنا انت شو اللي تامر به وامرره فالك طيب .. وترانا يبنا الولد يلين عندكم يعتذر على اللي سواه لاننا والله الشاهد عدينا قدركم وحشيمتكم من قدرنا وحشيمتنا ..


تقدم نهيان بعد اشارة من عينا عمه مصبح ليبادر بالاعتذار حالاً وما ان خطا خطوتين حتى جفل ومن معه من الصوت الانثوي "الصارم" القادم من جهة باب مجلس الرجال: ما بيستسمح ولد الناس ولا يشبر خطوة وحده صوبك يا بوخالد إلين ما يستسمح ولدك على اللي سواه في بنتيه ....... والحينه ..

انتقلت الأعين بلا وعي للقامة الملتفة حولها عباءة سميكة سوداء لا تظهر الا عينان غاضبتان فقط ..!!!

وعندما استوعب رجال عائلة الحر الامر نكسوا رؤوسهم حياءاً/احتراماً ..

غانم بصدمة: عمووووه ....!!!!

دخلت ام فاطمة المجلس بخطوات واثقة تشع قوةً .. قوة نمرة تكاد تفتك بأي حيوان يفكر بالاقتراب من ابنائها .. واردفت بحزم ثابت شديد الرصانة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

رد الرجال وأعينهم ما تزال على الارض: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

ام فاطمة: غاانم ولديه تعال ..

صرخ ابا خالد باستنكار ناري: انتي شو مدخلنج عند الرياييل .. دشي دااااخل ..

اعطاه غانم نظرة حادة وكأنه يستنكر صراخه على عمته امام الرجال .. وتجاهل الاخير مقترباً منها وسرعان ما امسكت بذراعه اليمنى لتهتف بحدة وانما كانت متزنة النبرة ليست بمرتفعة ولا منخفضة .. وقد اثار تجاهلها المستفز غيظ ابا خالد: الريال يا خالد يوم انه وقف بينك وبين بنت عمك شو سوى ..!!!!

رفع خالد عيناه الى زوجة عمه بارتباك .. قبل ان يقول بانزعاج حاد وكأنه لا يرغب بأن يكون هو في موضع الاتهام: شو شو سوى ..!!! مد ايده عليه وانا ما سويتله شي

احتدت نظرتها واكملت تسأله بقسوة: وشحقه مد إيده عليك ..!!!!

اهتزت نظرة خالد بارتباك اشد مما ترك لأم فاطمة المجال لتضيف بغضب شديد: لأنك يا ولد مباارك تعديت على حدود الله وزخيت ايد بنتيه اللي ما تحل لك ويريتهااا جدام خلق الله كلهم صح ..!!!!

انعقد لسان خالد وامارات الحرج/الانزعاج تنضح من تقاطيع وجهه بينما التمعت عينا نهيان بانتصار شرير ولولا ان ام فاطمة الى الآن لم تصبح حماته لكان قد ذهب وقبّل رأسها عرفاناً على ما تفوهت به ..

نظر غانم بصدمة كاسحة الى خالد وهتف بعدم تصديق تخلله غضب حاد: زخيت ايدها يااا خااااالد .. توني اعرف هالسااااالفة ..

اعترض ابا خالد باستخفاف وكأنه للتو لم ينحرج من فعلة ابنه: زخ ايدها ولا كفخها .. هي بنته عمه وينيازووون .. ما للغريب دخل امبييينهم ..

تقدم غانم بذات غضبه المشتعل وجر خالد من تلابيبه مزمجراً باستهجان ناري: انت ما تخخخيل ..!!!!
شقى تلمس بنت عمك وهي ما تيوز لك هاااااه ...!!! شو هالمذذذهب اللي متربي عليييه ..!!!!

ابعد ابا خالد ذراع غانم عن ابنه صائحاً بحدة: حوه اشووفكم كلكممم تكودتوووا على ولديه خالد ما غلط ولا سوى شي الغلط والعييب خليناااه لغيرررنا وهم يعرفووون عماااااارهم ..

هتفت ام فاطمة تقاطع ثوران الانفس بين غانم وابا خالد بنبرة كانت كالأمر الذي لا يقبل الجدال ابداً: اسمع يا بوخالد انت عم البنات على عيني وراسي يا غير اللي يفكر يتعدى حدوده وياهن اكله بضروسي ان جان ابوهن مرقد ولا هو بحاس باللي يستوي في بناته ترى امهن بعدها تشم نسم الدنيا رمستيه ما بتنعاد خل ولدك الحينه يعتذر على اللي سواه جدام الرياييل وجدام اخوها غانم وهاييج الساعة بكيفهم جان يبون يعتذرون منك ....

هتف غانم وهو يرسل نظرات كالسهام القاتلة الى خالد: اظنتي سمعت خالتك ام فاطمة شو قالت ..

نظر خالد لأباه نظرة جانبية ورآى كم ان والده يكبت غيظه بصعوبة الا انه لم يتفوه بكلمة ..!!!

وكان معذوراً .. فهذه المرة الأولى التي يرى ام فاطمة بهذه القوة المشعة الباعثة للإرتباك/الاحساس بالخرس ...!!

حتى ان كلماتها تثير في الانفس الخزي والعار ..!!

ألهذا اباه صمت ..!!

ألانه شعر حقاً بالخزي من فعلته ..!!

اسبل اهدابه على مضض وقال وهو يخطو خطوتين اتجاه زوجة عمه: السموحة خالوه حقكم عليه .. ما بعيدها ان شاء الله ..

رفعت انفها بشموخ معتد واردفت بحزم بالغ: طوّل حسك وخل بنتيه تسمع زين ما زين .. هي واقفة ورا الباب الحينه ..

اتسعت جوزان من الاعين .. عين خالد المستنكرة .. وعين المتيم الولهان ...!!

خفق فؤاد نهيان وخيال محبوبته لا يفارقه .....

أهي حقاً هنا الآن ..!!

تقف تماماً خلف هذا الباب ...!!

يالله .. ألهذا السبب شعر للحظات ان هواء المكان غدا انقى .. واعذب ..!!

كتم حارب بسمته "المتسلية" بقوة وهو يرى كيف جفل نهيان ما ان سمع ان محبوبته تقف خلف الباب .. واقترب منه يهمس بأذنه بمكر متفكه: نهيانووه قلبك طاح شلّه ..

ولأن نهيان كان قد فقد وعيه حقاً .. انزل عيناه الى الاسفل هاتفاً ببال ثمل ونظرةٍ متخدرة كلياً: وينه ..!!

اصدر حارب صوتاً خرج من حنجرته وانفه دليل كتمه الشديد لضحكة رنانة عالية ولف رأسه كي لا يلاحظه احداً من الرجال ..

وبعد ان استوعب نهيان الامر .. نكز حارب بكوعه وهمس بحدة مغتاظة: ماعليه حروب مردودة

ثم رفع رأسه عندما كرر خالد اعتذاره بنبرة اكثر حدة واشد رنيناً: السموحة وحقكم عليه .. غلطت غلطة واعترف ابها وما بتنعاد ان شاء الله ..

رشقه نهيان بنظرة قاتلة حينها ...

فلتكررها .... وستعرف بأن قتلك بدفنك حياً هو ارحم عقاب لك أيها الحقير .....

تنهدت ام فاطمة بخفوت غير مسموع .. ثم استدارت لتخرج لكنها توقفت عندما هتف ابا عبيد بصوته الصارم المبحوح: صبري يا بنت الايواد ما الج سيره من هنيه إلين ما نخلص .. وهالرمسه بعد لبنيتج ربيه يحفظها ويصونها جانها تسمعنيه ..

هتف في هذه اللحظة ابا خالد مستهجناً الوضع بأكمله وقد فاض كيله من الخنوع الذي سيطر عليه للحظات مضت .. فتلك المرأة قد تمكنت بالفعل من اذلاله واجباره على الصمت وهو يرى ابنه يعتذر إليها وابنتها: شو تبووبها ..!!
دشي داخل مالج حايه امبييينا خلاااااص ..

ضرب ابا عبيد عصاته على الارض هاتفاً بنبرةٍ اعلى واشد رعباً: يا بوخالد السالفة تخصهااا وتخص بنتهاااا .. لازم تكون حاظرة وتسمع كل حايه بقووولها ..

شعر غانم بالحرج الشديد من وقاحة العم ابا خالد التي زادت عن حدها .. وهتف بحزم ونظرةً حادة ذات معنى تُرسل لأبا خالد .. نظرةً تخبره ان البيت بيته هو .. وان هذه المرأة عمته ومن محارمه وليس له اي سلطة لكي يقذف أوامره النزقة عليها: عمتيه بتم فديت خشمك وبنتنا بعد .. قول اللي عندك آمرنا ..

اعطاه الجد ابا عبيد نظرة سريعة ودودة .. ثم انتقلت عيناه الى نهيان مردفاً بنبرة قوية: هب قبل لا يستسمح نهيان على اللي بدر منه يلا اشوف جدامي سر حب راس عمك بوخالد واطلب السموحه منه ومن ولده ..

زم نهيان فمه بشيءٍ من الامتعاض الخفي الا انه وبكل تهذيب رجولي موغل بالاعتداد/العزة تقدم بخطواتٍ واثقة الى ابا خالد وقبّل رأسه ثم مد كفه الى خالد الذي اعطاه نظرة ملؤها الغل/الحقد وهتف بعدها بنبرة كانت ساخرة اكثر مما هي آسفة:
السموحة منكم .. بو مِرّة ها الله يبعده عنا وعن المسلمين يميع ..
(لقب من ألقاب الشيطان في لهجتنا المحلية)

لاحظ كلٌ من ابا نهيان ومصبح وحارب كمية السخرية الباردة/اللامبالاة في نبرة نهيان وكأنه يتحدث عن امور الطقس اليومية .. هنا انزل مصبح انفه وهو يهز رأسه ببسمة خافتة فاقدةَ الامل من هذا الشاب الساخر اللعوب .. ثم اعطى نظرة متفكهة لأخاه ابا نهيان وكأنه يقول له

"أهذا من ملأت فراغ مسامعنا طيلة الفترة السابقة عنه وعن حقيقة تغيره للأحسن وانه اصبح اكثر جديةً في حياته ..!!"

ابتسم ابا نهيان بخفة وظل صامتاً منتظراً خطوة والده التالية ..

امــا هــي ..

فـ كانت تقف خلف باب مجلس الرجال وخافقها يرتعد بشدة لا تنكر ان مذاق الانتصار/الاخذ بالثأر كان يثير فيها نشوة سعادة عارمة فاعتذار خالد لها ولوالدتها امام الرجال ووالده المتجبر يقف بجانبه منعقد اللسان كان اكثر من كافي لاسترداد كرامتها ..!!

الا انها ما زالت مغتاظة .. بل شديدة الغيظ ....

لأن ورغم حبها لذلك المثير المجنون الا انها سقطت ضحية لسان عمها الاهوج البربري بسبب كذبته وشجاره مع ابن عمها ..

مغتاظة منه ولن تسامحه على فعلته ابداً ...... ابداً ..!!!

حسناً .. لن تحسب حساب جسدها الذي ارتجف توقاً/لهفةً عندما سمعت منذ لحظات صوته الرجولي المتفرد ولن تعتبر هذه الارتجافة دليل مسامحة ..!!!

ان تتلهف إليه ولاشتمام رائحة قربه بجنون "أمر" ..... وان تغتاظ من فعلته المستهترة هو "أمرٌ آخر" ..!!

اخرجها من افكارها المحمومة صوت الجد ابا عبيد والذي ميّزته بعد ان تكرر على مسامعها كثيراً في الدقائق الماضية:
بوخالد ولديه غانم جد رمسنا نهيان عن انه في خاطره يخطب بنتكم ربي يحرسها ونحن دام انا كلنا متيمعين فـ انا ابا اخطبها له الحينه منكم ..

كتمت شهقة صادمة حادة بيمناها .. ودوار عاصف اجتاح مركز التوازن في عقلها وكادت تسقط بعنف على الارض لولا انها اسندت جانب جسدها على الحائط ..!!!!

.
.
.


: هذا عمها وولي امرها جدامكم .. ما النا شور بعيد عنه ..

رمقها ابا خالد نظرة ساخطة حاقدة وكأنه يقول لها بسخرية

"حمداًلله انكِ ما زلت تعلمين انني عمها والوصي عليها ..!!"

اما الذي يقف بجانبه .. ابنه الذي لم يشهد طيلة حياته اذلالاً/ضعفاً مشيناً كهذا الاذلال وهذا الضعف .. فكان يستشيط غيظاً/استهجاناً من غرور نهيان وتبجحه المستفز ..!!

لم يكتفِ بأن اوسعه ضرباً وادمى وجهه .. بل انه وبكل وقاحة يريد خطبة ابنة عمه والآن ..!!

رفع ابا خالد انفه بتكبر واضح هاتفاً بسخرية اخفى خلفه ما يعتريه من قهر: وولدكم وين شاف البنية ..!!
اظنتي جد سألت هالسؤال ومحد جاوبني ..


كان نهيان سيجيبه بأي اجابة مختصرة تصل الى عقله لكن جده قطع ما نوى فعله بأن اجاب بحزم هادئ: شافها ودشت خاطره ..

كرر ابا خالد بوقاحة وكأن لم يصدق حديث ابا عبيد: شافها ودشت خاطره ..!!! جيه السالفة لعبه ...!!!

رفع ابا عبيد حاجباً واحداً رامقاً ابا خالد بحدة مخيفة وقال: شـ لعبته يا بوخالد الحينه يوم ريال يشوف بنية ويحس ابها مناسبة اله حرمة تستوي السالفة لعبة عجيب امرك الصراحة ....

حرك شفتيه بامتعاض ونظر لغانم الصامت وزوجة اخاه الذي اعطته نظرة تحكي فيها الف وعيد ما اذ فكر الآن بأن يتمادى ويهين قدرها وابنتها امام الرجال ..!!

شتمها بقرارة نفسه وقوتها التي خرجت اليوم للعيان بشكل استفزه ... واخرسه ...!!

نظر لنهيان بحدة ممشطاً هيئته الرجولية الواضح عليها الغِنى ورغادة العيش .. وقال بمكر شيطاني مفاجئ وقد بدأ جشعه يغلب على غضبه/انفعاله مما حدث: ماشي خلاف .. كم تدفعون ..!!

توائم من الاعين اتسعت وقد حلّت صاعقة تبرق خزياً/حرجاً على ثلاثة من الارواح .. غانم .. وام فاطمة .. وتلك التي ما ان وصلتها كلمات عمها حتى شعرت ان مذاقاً لاذعاً كريه الطعم يغزو بلعومها وكأن حموضةً واتتها على حين غفلة ..!!

يالله .. أيكون مذاق الاحساس بالرخص .... بهذا الطعم الكريه .... الموجع ...!!

أيكون للإذلال .. وجوهاً أخرى .. اكثر دماراً .. واعتى نمرودية .. وأمر علقمية ..!!

ما الذي تركته في الروح ليبقى عزيزاً شامخاً يا عم .. ما الذي تركته وقد هدمت آخر حصون الكرامة ...!!

صاح غانم بانفعال لأبا خالد: بوخالد والله عيب اقسم بالله العظيم عيب جيييه نحن في سووووق خضرا في سوق سممممج ..!!!

ابتسم ابا خالد بخبث غارق بالسخرية متجاهلاً غانم .. وقال مكرراً لأبا عبيد الصامد كجبل لا يهزه اي ريح: كم تدفعون وخلصونا انا ريال مشغول وهب فاضي للهذربان الزايد ..

شخر ابا نهيان باستهزاء وقد تبين له وللجميع مدى حقارة الرجل .. وهتف بنبرة مزدرءة حد الصميم: يعني نفهم انك موافق ..؟!

حك ابا خالد ذقنه بخبث اشد .. وقال: على حسب البيزات يالغالي ..

زم أبا عبيد فمه وكأنه في دوامة تفكير غامض .. ثم قال بعد صمتٍ مهيب: بوخالد خل البيزات على صوب الحينه .. ابا اسمع راي البنية ..

كانت ام فاطمة قد فاض كيلها من ابا خالد ولولا كلمات ابا عبيد الاخيرة لكانت قد اعلنت رفضها لهذا الزواج المهين بشكل رئيسي لها ولابنتها الغالية ..!!

وقفت من غير ان تنتظر ابا خالد الممتعض من طلب ابا عبيد واقتربت من الباب لتهتف بعدها بحزم بالغ مرتفع النبرة:
بنتي ارمسي .. الكل يسمعج هنيه ..

لم تكن روضة بحالة تسمح لها بالحديث ......

كانت ... تبكي ....... تبكي قهراً/ظلماً ...!!

هذا العم القاسي حرمها حتى من بهجة ان حبيب عمرها قد تقدم للزواج منها ...!!

لكنها وبشكل مؤثر/عنيف .. مسحت دموعها بسرعة وقوتها الانثوية قد التمعت بعيناها مرة اخرى ..

وقالت بصوت مرتفع شديد الثبات وشديد القهر/المرارة: الله لا يهنيني ان خليتك تتهنى بفلس واحد من ورايه وانا هب موافقة .....

ثم التفتت بحدة وركضت مبتعدةً وهي تجتاز باحة المنزل لتدخل داخل المنزل ..

استدارت ام فاطمة بنظرة مظلمة حادة لأبا خالد الذي وقف وامارات الغيظ الناري تلتهب بمقلتاه بينما لمحت نظرات رجال الحر الخائبة ....

امسك حارب ذراع نهيان محاولاً تهدئته بعد ان رآه يتنفس بثقل شديدة وكأنه يكبح بقوة ثوران يموج ويمور بصدره .. بينما همس مصبح لأبا نهيان بحزم: عبيد البنية ما طاعت .. شو بيلسنا اكثر ..!!!

هز ابا نهيان كتفه بحيرة والتفت لجده ..
وقف جده مستنداً على عصاه وهتف بعد صمت مُربك للأعصاب:
ابويه غانم ودني عند البنية اباها بجلمتين ..

رفرفت حمائم الامل بقلب نهيان .. واخذ يتوسل الله ان يتمكن جده من اقناع حبيبته المجروحة بالموافقة على الزواج ..

نظر غانم لعمته منتظراً ان تأذن له ولأبا عبيد بالتحدث مع روضة ..... اومأت ام فاطمة برأسها هاتفةً بنبرة اخفت الانكسار فيها بمهارة:
البيت بيتك يا بومحمد والبنية اختك ..

.
.
.

بعد ان غابت شمس اليوم

تجلس في الصالة وساقاها تهتزان بتوتر وذعر بالغان سببا شحوباً كشحوب الاموات بوجهها ....

هذا هو حالها منذ الصباح ..!!!

وزادت مأساتها عندما غربت الشمس وانتشرت ظلمة الليل حولها ولولا اضواء المنزل لكانت قد جنت من الخوف ..!!!

وضعت ساعديها على ساقيها اللتان تهتزان بانفعال شديد ... وغمغمت بصوت مرتجف مبحوح ملؤه التوسل:
يارب .. يارب يرد الحين يارب .. والله احس بموت من الروع .. استغفر الله العظيم ياربي .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل .. واي قلبي بيووووقففف ..

انكمشت اصابع كفها الايمن وهي تضعهم على فمها الذي يهذي بسبب الخوف المجنون وعقلها يتخيل آلاف الصور المرعبة حولها اما يخيّل إليها جني سينقض عليها الآن .. واما مجرماً متسلحاً سيهجم على البيت ويقتلها .. واما واما واما ...
افكار كثيرة مخيفة وتخيلات مجنونة عدة لا حصر لها .....

تسمرت ملامحها هلعاً وهي تسمع صوتاً خافتاً آتياً من الخارج .. وقفت بحدة وجسدها يرتعد بشكل هستيري ...

وبلا وعي قفزت الى احدى طاولات الزينة الموضوعة على زاوية الصالة وامسكت فازة من الزجاج ورفعتها للأعلى ..

حسناً .. الفازة تنفع لتكسير رأس لص .. أليس كذلك ..!!!

الصوت بدأ يعلو ويقترب .. ولا تعرف اي شجاعة اتتها فجأة لتهرع باتجاه الباب وتقفله بسرعة ..

ظلت واقفةّ بقرب الباب وروحها مستنفرة من الهلع الخالص ..!!

شهقت بحدة عندما رأت مقبض الباب يتحرك ..

امسكت بطرف الستارة القريبة من الباب بيد تنتفض ولمحت بطرف عيناها المتلألأتان بالدموع بنطال رياضي رجالي ..!!

ابتعدت عن الستارة وجسدها يشتد فيه الارتجاف .. وللحظات نست كيف تتنفس وتلتقط انفاسها ...!!

اشتدت قبضة الرجل على مقبض الباب وحركه بحدة .. هنا سقطت دموعها واخذت تقرأ بصوت متهدج مرتجف خافت المعوذات .. وعندما استكان مقبض الباب وشعرت بأن الرجل قد ذهب .. اقتربت من الستارة وازاحتها بتوتر شاسع واطلت بعيناها فلم تره ..!!

ظلت على هذه الحال ثلاث دقائق تتأكد ما اذ كان فعلاً قد رحل فعلاً وانجاها الله منه ..!!

: شو تسوين ..؟!!!

استدارت حنان وشهقة عالية حادة هلعة خرجت منها بصورةٍ كادت تدمي حنجرتها واحبالها الصوتية .. وتراجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بباب المنزل والفازة التي كادت تسقط من يدها من اثر الارتعاد ما زالت تهتز بين اصابعها ..

ذعرها بحق قد وصل اقصاه حينها ..!!

لم تحتمل ساقاها الوقوف اكثر .. كمية الهلع التي داهمتها سلبت مقدرتها على الوقوف ..!!

ترنحت حتى سقطت على الارض بعنف وشفتيها غدتا بلون الابيض المريع ..

عاد يسألها بنبرة قاسية حادة وكأنه لم يسبب للتو بوقف خفقات قلبها ذعراً: سألتج سؤال جاوبي شو تسوين ؟ شعنه مقفلة الباب

نظرت إليه بمقلتاها اللتان تجمدت بداخلهما الدموع .. وهتفت بأنفاس متقطعة جزعة: إ إ إ نـ إنت ا ا اللي كـ كـ كنت ا د ادق الـ البـ الباب ..!!!!!

اعطاها نظرة ساخرة حادة مستخفة .. وقال: لا بن عروه ..

غطت وجهها بكفوفها المرتجفة واخذت تغمغم بنبرة متحشرجة مكتومة وقد شعرت بضغطها ينخفض مما حدث لها: يالله .. يالله .. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله ..

انزلت يداها بعنف مردفةً بانفعال منفلت الاعصاب: انزززين ارمسس الله يهدااااك .. قول انك انننننت طيرت حمامة فوااااااادي ..

وضع بدوره كفاه داخل جيوب بنطاله الرياضي "الذي ابرز بشكل يسلب الانفاس رشاقة جسده الصلب بطوله الرجولي الممشوق" ثم اشر بأنفه بتعجرف بارد وقال: نشي ....

امسكت ساقيها المنثنيتان امام صدرها قبل ان تبتلع ريقها بصعوبة .. ثم همست بنبرة مرتعشة ما زالت تحت تأثير الجزع: مـ مـ ماروم .. تيبست ريولي عليه ....

حرك احمد عيناه بسأم وعدم تصديق .. وهتف بنبرة اكثر غلظةً/قسوة: عن البزا .. نشي يلااا ..

فقدت سيطرتها على دموعها وهي تهتف بحدة موغلة بالألم/الاضطراب: اي بزاااا ..!!!! والله ماروووم احركهن ..

تغيمت نظرة عيناه وهو يرمقها بنظرات حادة مبهمة لم تفهم ماهيتها .. ثم اقترب منها .. وما هي الا ثانيتين حتى اخفض جسده نحوها وحملها بين ذراعيه ..

صرخت برفض وقد تفجر وجهها باحمرار الخجل الشديد: اييه شو تسوووي نززززلني ..

ارتج جسدها بصدره عندما شد اكثر من قبضته عليها .. وتحرك بصمت متجمد لا يقطعه سوى انفاسهما الثقيلة .. انفاسها هي ثقيلة من الخجل العارم .. وانفاسه هو ثقيلة من مشاعر مظلمة تموج وتمور بداخله بخفاء تام عن الأعين والقلوب ..!!

اخذت تتحرك بين ذراعيه بانفعال ساخط حتى وضعها بحدة "اقرب للرمي" على احدى ارائك الصالة ..

وعندما استقام بقامته قال رافعاً حاجباً واحداً بسخرية صقيعية فجة: عنبوه شو تاكلين انتي .. كسرتي ظهريه ..

اتسعت عيناها بصدمة تخللها شعور مرير بالإهانة الجارحة المذلة وصاحت بصوتها الانثوي الرقيق المنفعل: محد قالك تشلني ..

لمحت بسمته المزدرءة إليها وانعصر فؤادها ألماً ..!!!

صحيح انها لا تمتلك حُسن شقيقتها ولا جسدها الطويل الرشيق .. الا انها بشر يالله ..!!!

لم يكن هناك داعٍ لأن يسخر منها وينظر لها بعين الاستخفاف والازدراء بهذا الشكل الجارح ..!!!

ما الذي ارتكبته بحقه ليفعل بها ما يفعل ..!!!

: شعنه ما تغدين شرات اختج وتصرطين لسانج ؟! سبع سنين وياها ما ترمس الا اذا سألتها ولا طلبت منها حايه ..

احتدت نظرة عيناها ورفعتهما إليه بعنف هاتفةً بحزم انثوي ملؤه الاعتداد/عزة النفس: عوشة الله يرحمها غير وانا غير وبرمس متى ما بغيت ارمس يا بوزايد ..

عض جانب شفته السفلية وهو يمشط وجهها وجسدها القصير المتفجر بالانوثة خلف ثوبها الملاصق تماماً عليها .. وهمس بنبرة احرقت وجنتيها بمشاعر جمة اثر جرأتها ووقاحتها .... والاستهزاء الجارح فيها: من ناحية انج غير .. فـ انا اشهد انج غير ..

لم ترد عليه وانما وقفت وقالت بتخبط محاولةً تغيير سير النقاش الحارق للذات والاعصاب: ا ا ا وين كنت ووين البشكارة ووتلفونيه وينه ؟!!

رفع كلتا حاجبيه بنظرة ثلجية .. وقال: الاولى .. مالج خص .. الثانية .. بعد مالج خص .. الثالثة ...

طبطب على جيب بنطاله واكمل بنظرة كـ برودة الشتاء: في مخباي ..

رمقته نظرة حادة كالسكين وهتفت باستهجان حاج: وشحقه تاخذ تلفونيه بليا مشاور ..!!!

مدت يدها واردفت بصرامة كتمت بين جنباتها انفعالاً شديداً: عطني اياه لو سمحت ..

رص على عيناه رامقاً اياها نظرة اربكت روحها وشتّتت بالها .. ورأته وهو يخرج الهاتف من جيبه ويمده إليه ..

رمشت عيناها بارتباك من خضوعه الغير المتوقع .. وعندما مدت يدها وكادت تسحبه .. شهقت بحدة صادمة ما ان قبض رسغها ساحباً اياها إليه بقسوة حتى اصطدمت بصدره العريض الصلب ....

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن