67

957 11 0
                                    

،

ضبطت نفسي متلبسة بحبك
مثل لصة صغيرة
تسرق رغيف حنان
وسط موقد الحمى
رأيت جنوني بك يتلهب
وانتظاري لهبوب رياحك
لا ينتهي ....

لـ غادة السمان

،

من بين دموعها وهذيانها هتفت بحشرجة مكتومة وقد خرج ذهنها كلياً عن ارض الواقع ودخل ارض الاماني والذكريات والاوجاع:
لـ ليش ما كانت تـ تحبني لـ ليششش ؟؟ ليش اليميع كان يحبها ويداري خاطرها هي بس لـ .....
شهقت وهي تعض شفتها وتغلق عيناها بألم ماكن ووجه اختها الشيطاني في الحلم يتراقص امامها اختها التي كانت في الحلم تسخر منها حاقدة غاضبة من سرقتها زوجها وابنائها لأنها لم تجد زوجها لها:
ليش ابويه ما حس بحايتي لاهتمامه اكثر ...... ليش امايه ما حست بجيمتي ووجودي الا الحينه لييييييييش !!!!!
هزت رأسها بـ لا عنيفة وهي تبرر بحسرة: انا ما اكرهها ما اكره اختيه ورب الكون ما اكرهها بس بس هي عاشت عمرها كله تصرق عيون الكل صوبها حتى حتى عيوووني انااا ....
لم يحاول تهدئتها ............. بل لم يستطع .............. فالذهول قد لعب دور الفأر في وجدانه واكل لسانه كلياً !
قهقهت ساخرةً من نفسها بحزن/شفقة وهي تغرق انفها بعروق عنقه المنتفضة وهمست بلوعة: كنت احسدها عليك من طاحت عينيه عليك وانا عرفت انك ريال والنعم فيه طيب وحنون وما مثلك في هالدنيا اثنينه وصابت ظنوني ....
رفعت اهدابها المبتلة بالدموع بخدر إليه ما ان قال فجأة بجمود وقسوة: الريال ما يضرب ويهين حرمة ...
ابتسمت عيناها بصبابةٍ مؤلمة ولمست ذقنه الخشن بمشاعر حارة ثملة هامسةً قرب شفتاه: لو كان هالريال صدق في وعيه وعلى طبيعته ....
رباه ................ هذه الصغيرة ... والتي تعرف بسحرها الخاص كل شيء عنه من غير ان يتكلم ... مغرمةً به بحق !!!!
كل نظرة ..... ولمسة ....... وهمسة منها .......... تعترف خلالها انها مغرمة ............ حد النخاع ايضاً .............
تنحنح بارتباك روحي لا حصر له وقال محارباً زعزعته وضياعه وانفاسه المهتزة الفاضحة لمكامن جوفه:
شو حلمتي ..؟!
انزلت عيناها الدامعتان ......... وهمست بحشرجة: حسستني انيه وحده ........ استغفر الله العظيم ...
تنهدت بحرقة وابتعدت لتجلس على الاريكة .... فالجلوس بين أحضان هذا الكائن يثير فيها اعصف المشاعر واشدها زلزالاً !
وتركها تفعل ما يريحها ويجعلها تتحدث بأريحية معه ...
اردفت بألم لا ينضب: كانت معصبة عليه وتعاتبني اني خذت ريلها وعيالها وقالتلي اني عانس ومحد يباني عسب جيه خذت ريلها قلبي عورني ... حسيت انيه وحده خايسة وصراقه وما يهمها شي الا نفسها
اقترب منها هامساً باعتراض ..... وحقده على تلك الافعى يتجدد ويحيى من جديد: اششششش لا تقولين جيه عن نفسج ....
تذكر اهانته لها وشعر بالخزي المرير ينهشه الخزي من روحه والضيق على حال فتاة كان يظنها كـ اختها لكن تبيّن له انها ضحيتها مثله تماماً .......
: آ ..... آسف
علمت سبب اعتذاره هي ليست غبية وساذجة حسناً هي ساذجة فقط عندما تضعف امامه في الوقت الذي يجب عليها محاربته واسترداد كرامتها المهانة من نصف فؤاده القاسي ...........
لكنها لا تقدر ........ لا تقدر يا بشر
هي عاشقة .............. عاشقة جُنّ عقلها بطيف تحلم بإحياءه كل ليلة بلا مبالغة ......
ومن غير ان تحكم السيطرة على مشاعرها انفجرت باكية بلوعة وصلت عيان السماء: والله شعور الظلم يعور يا احمد والله دخيلك لا تعيدها فواديه ما عاد يقهر قسم بالله ربك خلق الانسان حر في هالدنيا والحر ابد ما يقهر الذل والظيم
انا هب عوشه ...
رفعت ذقنه مجبرةً إياه ان يراها ويتأمل الصدق الناضح من مقلتاها: شوفني افتح قلبك اللي صكيته بسبع قفول هذا وشوفني بعينه انا حنان هب عوشه والله هب عوشة انا ماعرف شو سوتبك الله يرحمها ولا أبا اعرف لاني اخاف اكرهها وانا مابا اكرهها
بس دخيلك لا تقارني بها وتتحرا اني شراتها اصابع أيدك مب سوا
اقتربت من ثغره الرجولي وهي تهمس بخدر كلي: انا حنان تسمعني حنان حـ ـناااااااان
وبرهنت له ........ "بالفعل لا بالكلمات" انها بحق ........... ليست عوشة
عوشة لم تكن ترتعش عذاباً بين يداه بهذه الطريقة
عوشة لم تكن تهمس له بهذا الهمس المُهلك قرب شفتاه يوماً ......
عوشة وليته لم يرتبط بـ اسم عوشة يوماً كانت لا تذوب كالسكر بحضنه هكذا راغبة مشتاقة مغرمة لا كارهة باغضة حاقدة !!!
ابتعدت عنه بخجل فظيع ... لكن هذا الخجل تحول لشهقة مكتومة ما ان وقف وسحبها خلفه ... هاتفاً بأجش منفعل مشتعل كاشتعال قلبه تماماً:
انسي حجرة العيال ..... مكانج كل ليلة عنديه انا وبسسسس

.
.
.

ظهيرة اليوم التالي

الغرفة باردة كبرودة روحها الخاوية تماماً لكنها وما ان لمحته يرفع اجفانه وتشع مقلتاه النائمتان سنين طويلة حتى تعثرت بضعاً من خطواتها لا ارادياً
اتاها صوته المبحوح .. الثقيل: تـ .... تـ .... عالي
اقتربت منه بجمود .......... وطيف والدتها الحبيبة تسبق خطاويها الثقيلة المثخنة بالحسرة/الألم
رباه .................. ألهمني بعض الصبر لتحمل فاجعة فقدها ...........
: ر ........ روضة
بصقيعية تامة وكأنها لم تسمع اخيراً وبعد فترة طويلة حروف اسمها من صوته الخشن الحنون دنت منه وهي تقول باقتضاب قبل ان تقبّل رأسه: الحمدلله على السلامة
: ا .......... ا .......... لله ..... يـ ...... سـ ... لللللـ
صمت وهو يأخذ نفساً عنيفاً يعينه على اكمال كلماته: مممج ....
ابتعدت عنه وعيناها تمشطان كل شيء حولها عدا وجهه ....... لم تعرف ما يجب عليها ان تقوله
تعترف ان رؤيته مستيقظاً اثارت بوحشية غددها الدمعية واحرقت اجفانها وجعاً وتأثراً وسعادةً لا تُصدق
رغم كل شيء حدث رغم عن كل احاسيسها وفاجعتها وآلامها العلقمية إلا انها الآن ترى خليفة بشحمه ولحمه امامها ويراها
يراها يالله ويسمعها ويتحدث معها بعد 15 سنة !!!!!
أهناك معجزة اجمل من هذه المعجزة !
لكن المعجزة تنقصها قرصة لـ تُصدّق .......... والتي كانت تريد ان تكون القرصة منها قد رحلت ............. وبلا عودة !
: كـ ........... كبـ ............. رتي ....... ما .......شششـ ........ اء .......... اللـ ........ ـه
ابتسمت بهدوء بارد ......... وقالت: مرت 15 سنة يا بويه ...... لازم بنكبر
أتت من خلفها فاطمة وهي تبتسم بلطف لتدفء الجو البارد قليلاً وقالت: صدقت رواضي انت آخر مرة شفتها كانت توها داشه العشر سنين ...
ابتسم خليفة بأبوية متفجرة .... وقال: و ......... وانتي ....... بعد .......كبرتي .......... فاطمة .........
دخلوا فجأة أطفال فاطمة واولهم ابنها الكبير محمد ذو الثماني سنوات وهتفت ببسمة متهكمة حانية وهي تتأمل صخبه وصياحه على اخوته: فاطمة غدت ام محمد ومحد مظهر عيونها الا هو ما شاء الله عليه ...
قهقه بغلظة: ههههههههه
سعل بقوة وصمت بينما هتفت روضة بحزم لـ ابن اختها لتخرج من دوامة احاسيسها المتناحرة: سلمت على يدك يا محمد ..؟!
محمد بحماس: هيه سلمت عليه .. أصلا انا ريال واسلم على الرياييل من غير محد يقولي
بسخرية قالت: انا اشهد
تنحنح والدها بثقل وقال بعد ان اخذ عدة انفاسٍ قوية: احم ...... مـ مبروك .........
نظرت لوهلة إليه باستغراب قبل ان توضح لها فاطمة ببسمة لطيفة: شاف غانم ونهيان وتعرف عليهم وخبرناه انج ملجتي من فترة هب طويلة
اخفضت اهدابها بهدوء .... قبل ان تهمس بخفوت: الله يبارك فيك ...
خليفة: ما ..... ما يت ..... ششششـ .....
اسرعت فاطمة بأن قالت: شيخة ...؟!
دخلت شيخة ما ان انتهت فاطمة من ذكر اسمها .......... وألقت السلام بصوت متباعد باهت: السلام عليكم
رد الجميع عليها سلامها ...... وهي ..... بوجهٍ مظلم شاحب اقتربت من والدها وقبّلت رأسه ... وهتفت: شحالك الغالي ..؟!
تأملها بانبهار تأمل ابنته التي تركها وهي ما تزال طفلة بالكاد تعلمت الابجدية يعترف انه في اللحظة الأولى نسيها وملامح وجهها لكنه الآن وما ان دخلت عليه حتى شعر ان التي دخلت عليه لم تفارق ابداً طيلة 15 سنة بكاملها ......
صدى صوتها الرقيق وحكاويها الطفولية يتردد بأذنيه وكأنه اختزن كل شيء خرج من فمها في اسفل قاع من عقله الباطن المستيقظ على نحو غريب وهو واقع تحت تأثير الغيبوبة .....
كانت ستبتعد عنه .... لكنه امسك يدها ........ وطلب بعينان راجيتان ان تجلس قربه .......
رغم انها ما زالت حزينة لنسيانه إياها ..... الا ان خفقاتها ابتهجت لأنه طلب قربها ولم ينفر منها ...........

بعد نصف ساعة

دخل من كانوا يرغبون بالخلاص من شره .... وحقارة افعاله دهراً كاملاً
: السلام عليكم
الجميع عدا خليفة الذي غضن جبينه محاولاً استيعاب وجه أخيه الذي للحظة نسيَه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقترب من اخاه الممدد .... وبشكل خبيث .... رسم على ملامحه السعادة والتأثر والامتنان لله عز وجل ....
هتف بصوت مرتفع رنان وهو يرفع يداه بدراما اثارت اشمئزاز فاطمة وروضة: يالله ... يالله ... علنا من ننحرم من هالشووفة قولوا آمين ..... اخيراً ريت اخويه الغالي ناش ... اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد ....
همست فاطمة بأذن روضة بسخرية: سمعي الحينه القصايد اللي بتنقال ... ولا سعد علوش
روضة ببرود تام: لا تخليني اكره سعد علوش .. ماله ذنب المسكين ..
وظلوا يستمعون لأحاديث عمهم المبالغ فيها تارةً ... والصادمة بأكاذيبه تارةً .... والواصفة لمعاناته وحزنه طيلة غياب شقيقه عنه سنين طويلة تارةً أخرى ....!
وبعد هرجٍ ومرجٍ على رأس المسكين خليفة الذي كان يرى شقيقه بصمت غريب غامض قال: فطوم شلي خواتج وعيالج وخلوني ويا ابوكم شويه
فاطمة بجفاء تام: ان شاء الله
بعد ان خرجن ......... التفت أبا خالد نحو أخيه وقال: شو صحتك الحينه اخويه .. شو قالولك الدكاترة ...؟!
هتف خليفة بعد صمت طويل: انت ........... تـ ... تهمك ......... صـ .... ـحتي .....؟!
أبا خالد بهلع مسرحي: افا يا خويه افا ........ لو انت ما تهمني صحتك عيل منو يهمني صحته .....!
خليفة بنفور اثار استغراب اخيه: شششـ .. و ..... تبا ......... ياي ..؟!
أبا خالد بذهول: امرك عجيب يا خويه ... ياي اشوفك واسلم عليك عقب هالغيبة الطويلة .... ما يحقلي ..؟!
حدّق خليفة به بمقلتان تشعان بأحاسيس كثيرة حارقة عنيفة ....... وقال: انت ....... بالذ ..... ات ........ لا
أبا خالد بذات ذهوله .. وبعضاً من "خوف/توتر اخفاهما بمهارة": جيه ..؟!
دخلت روضة وقاطعته ببرود يبرق كرهاً وحقداً: الدكتور مر علينا توه وقال خلوا ابوكم يرتاح ...
أبا خالد بقسوة: ابوج ما شاء الله عليه مرتاح ويرمس وما عليه شر ... ظهري انتي ولا تحدرين مرة ثانية جيه
اغلق خليفة عيناه هاتفاً بصوتٍ جاف غليظ: مـ ........ مبارك ............ انا ............... أبا ............ ارقد .......
انتفخت اوداج أبا خالد غيظاً .... قبل ان يقول: انزين .... على هواك ... بس قبل لا اسير أبا اتنشدك .........
أضاف بسخرية وهو يأشر على روضة: شفت الحلو ريل بنتك ..؟!
روضة باستهزاء: هيه نعم وشاف غانم وتعرف عليه .... ثرك ناسي ان ابويه ما لحق يشوف غانم بعد ....
زجرها أبا خالد بعنف: انا ارمس ابوج يا بنت
رفعت حاجباً وهي ترد عليه بقوة: ابويه شرات ما تشوف ما يروم يقول كلمتين على بعضهن لانه بعده تعبان فـ لو تأجل سوالفك لـ عقب بيكون احسن لك ولنا ......
غمغم بغضب: يعلللللللللـ...............
روضة بنظرة تقدح شراً: يعلني النفاد يعلني العدم يعلني الجتل قول اللي تباه المهم تقوله برع بعيد عن ابويه لانه تعبان وما يقهر اللغوه والحشره
طحن اسنانه بقهر وقبل ان يرميها بجمرات غضبه دخل الطبيب الذي اكد اكثر على كلام روضة بضرورة ترك خليفة يستريح وينام رغم ان خليفة لم ينتظر اذنهم فـ هو قد خلد الى النوم ببطء منذ ان سأله اخاه عن نهيان بسبب المغذي الذي الى الآن لم يتخلى عنه بسبب طول اعتماد جسده عليه .....
خرج تاركاً إياها تكتم زفرات صبرها الذي شارف على الانتهاء متأملةً والدها بحسرة لا تضاهى
لم تخرج من محيط تأملها الا اتصالاً من فاطمة يعلمها ان ام نهيان هاتفتها واعلمتها انها علمت بموضوع تقديم موعد زفاف نهيان وروضة ......... الذي في الحقيقة لن يكون زفافاً كما هي الزفافات الطبيعية ........
اجل الليلة سيتمان الاثنان زواجهما وحمدت الله ان ام نهيان قد تفهمت امر عيش ابنها معها هذا ما سمعته من فاطمة شخصياً ووفقاً لمحادثة الاثنان ......
تعلم ان الامر لن يكون الا مؤقتاً بالنسبة له ...... فـ نهيان رجل عصامي ويحب العيش تحت شقف كل شيء يملكه هو ....... لكنه وافقها على ما قالته امام عمها لما تمره من ظروف قاسية مؤلمة ........
لكن الى متى سيقبل العيش معها واختها ........! هذا السؤال لا تعرف اجابته حالياً ........
قالت لـ اختها قبل ان تقفل الخط: ام حمود .......... وابويه .....؟! نخبره ولا لا ....؟! يمكن ما يطيع
فاطمة بحكمة: خل تعدي هالليلة على خير .... عقب لكل حادث حديث .... انتي ما بتسوين شي يغضب الله .... صح لازم نخبره بس صحته ما تسمح الحينه ... هو يالله يالله بدا يستوعب انه نش وقام للدنيا ... ما ينفع نكود كل السوالف على راسه من غير ما نعطيه فجه يرتاح ....
روضة: صدقتي .... انزين الدكتور ما قال متى يقدر يظهر ..؟!
فاطمة: هب اقل عن شهر او اكثر .... لازم يتأكدون ان اعضائه واجهزته تشتغلن بشكل سليم شرات قبل الغيبوبة...... ولازم يبدون معاه كورسات علاج طبيعي ومشي .... ابوج صارله سنين ما يحرك جسمه ولا يمشي ...
تنهدت روضة: الله المستعان

.
.
.

كانت بحق ترغب بالتحدث مع احدهم .... على الأقل لتتناسى قليلاً احقادها المتزايدة على صاحب اعين البومة ذاك !! ... ويبدو ان والدتها قد احست بها لذلك اتصلت ...
: ألو .... السلام عليكم امايه
ام سيف بحنان: هلا غناتي وعليكم السلام .. شحالج ؟!
زمت شفتيها باكتئاب وهمست: الحمدلله تمام
ام سيف بتعجب: شبلاج حصيص ..؟!
حصة: ولا شي .. احم ......... شو تسوون ...؟!
ام سيف: ولا شي .... ياسين عند قوم خالتج عاشه وموزانة
تنهدت بضيق .... وقالت: حيكم ......... ليتني وياكم
ام سيف: ويديه ..... اشوه بعد ليتج ويانا ..... شي عروس تقول جيه ...!!
بسخرية مشاغبة قالت: متولهين على يلستكم شروف
ام سيف بحنق: شروف في عينج .... خبريني حصوه .... ريلج بعده ميلسنج في مزرعته ..!!
حصة التي اخبرت أهلها بمكان مقامها وصفت لهم ان المزرعة من افخم واجمل المزارع التي دخلتها في يوم كذبت كي لا تظهر بمظهر سيء امامهم .... الا انها في الحقيقة هي لا تعلم أكذبت لأجلها ام لأجله ام لأجل تحدي سخيف أوقعت نفسها فيه: هيه ..
ام سيف بتساؤل: متى بتخلص اجازته ؟؟
حصة ببرود: ماعرف
ام سيف بفضول: هو في أي قسم يشتغل ؟؟
حصة: اممممممم ماعرف
ام سيف بدهشة ... وتهكم: طاعو ... كل ما اسألها شي عن ريلها تقول ماعرف ... ريلج ها شقى ما تعرفين شي عنه ..؟!
انصدمت حصة من الحقيقة التي خرجت للتو من فاه والدتها انها منطقياً لا تعرف شيئاً عن فلاح سوى بضعة معلومات بسيطة وسطحية !
لتواري حرجها ... وصدمة روحها .... قالت بلامبالاة: ماعرف انزين انا شو اسوي ..!!
ام سيف باستنكار: شو شو تسوين ....!!
بزغدج حصوه غدي حرمة وتصرفي شرات باجي الحريم عرفي ريلج شوفي شو يحب شو يكره شوفي شو ميوله وين يحب يروح وين يحب يتمشى خليه يفتج قلبه لج ويسولفلج عن كل شي يخصه ...
حكت جبينها ببلاهة ... وقالت: امايه ... اللي تقولينه صعب ماعرف اسويه
ام سيف وقد نفذ صبرها من سذاجة ابنتها: حصووووووه ... افففففففف ..... بطلي مخج يا امايه لا تغدين جيه طمطمة
حصة بحنق: اوهووو أصلا ما يهمني هو بكبره ما يهمني ولا أبا اعرف شي عنه
اتسعت عينا ام سيف ذهولاً: الله اكبر عليج انتي بعدج على علومج الأولية ما اصطلبتي تحريت العرس عقلج وخلاج تبطلين عيونج
حصة بكبرياء وبعضاً من التكبر: ما اصطلبت ولا بصطلب .... انا جيه لو ما يعيبه يطلق
ام سيف بهلع: حسبي الله على بلييييييسج ..... امره هالبنية عقت العقل ......
اضافت زاجرةً إياها بغضب: حصووووووه
حركت حصة شفتيها بتمرد وغمغمت بغيظ طفولي: يعني شو هو اللي بيخليني اصطلب على قولتج ابشرج ما اصطلبت على ايده بعدني
ام سيف بغضب: حصوووه
حصة بخشونة تنافت مع فتنة الحور بعيناها: ها
: وهوا
حصة بحرج: لبيه امايه
ضيّقت ام سيف عيناها وقالت بخبث: الظاهر والله اعلم اني صادقه بظنوني
حصة بتوتر: وشو هي ظنونج ..؟!
ام سيف: حصوه ....... يا بنت ........... ما خليتيه يجيسج صح ..!!
شهقت بصدمة وخجل فظيعان .. صارخةً من غير ان تشعر: مامااااااااااااااااااااااااا
أبعدت ام سيف الهاتف عن اذنها وهي تصيح: يعلج الحوووووووووم ... صميتي اذنيه يالهرررررمه
حصة بوجهٍ امتقع وتورد من الخجل: مامااااااا شو تقولين اننننننننتي ....
عقدت ام سيف حاجباها ... هاتفةً بحزم: شو أقول بعد ... اللي سمعتيه ... جاوبي ...
حصة: اجاوب على شووووو
ام سيف بغيظ من صراخ حصة المتواصل: ان ما ودرتي المباغم حرام ياني اييج يلين عندج واصمج بطراق
غطت حصة نصف وجهها المحترق من الحرج بيدها اليسرى وهي تهمس: استغفر الله العظيم دخيلج امايه غيري الساااااااالفة والله آنس عمريه صخنت مرة وحده
: هههههههههههههههههههههههه طاعو بنتيه قامت تستحي ... لا لا في تقدم عيل ههههههههههههههههههههه
حصة: يا ربيييييييييييه .... والله حرام عليج يا اميييييييه
كتمت ام سيف ضحكاتها وقالت: زين زين .... خلاص وصلني الجواب ......
حصة بصدمة: جواب شوووو
ام سيف بخبث: خليتيه يجيسج
من غير ان تسيطر على لسانها هدرت بغضب وكرامتها تنتفض وتشتعل: يههههههههبي بعده ما قدر على بنت عبدالله يا شريفة
وضعت يدها على رأسها بهلع وهي تندب بشكل مضحك حالها: وااااااالقعتي وااااااااااالقعتي اشهد انج يا شرووووف ما عينتي خير من يبتي هالبنيييييية ..... بتفضحج بين العربااااااااان وبتقص ويه ابوووووها
غمغمت حصة بفم مزموم: شعنه تفتحين هالطاري .... الحينه بيرتفع ضغطج وبتعقين اللوم عليه ...
ام سيف بغضب بالغ: جب جب ..... خس الله هالويه الأسود ..... زولي لا بركتن فيج من بنية زوووولي
وأغلقت الهاتف بوجهها تاركةً اياها تنظر لهاتفها المحمول ببلاهة وتعجب
دقيقتان حتى عادت والدتها تتصل بها
ما ان رفعته حتى سمعت هديرها الغاضب: حصوووووووه .... نسيتيني شو كنت بقوولج ترى طيرج مااااااات
وأغلقت الهاتف مرة أخرى من فرط قهرها لما قالته منذ قليل
ظلت حصة تحدق بالخواء ثوانٍ تستوعب خلالها ما سمعته
كاسبر ................... مات ...............!
كيف !!!!
حاولت الاتصال بوالدتها لتتأكد مما سمعته لكن الأخيرة لم تجب على اتصالها ..........
يالله ............ لا ............ لا اصدق
كاسبر ........... مات .................!
وضعت يدها المرتعشة على صدرها ومن غير ان تتمكن من السيطرة على مشاعرها ذرفت مقلتاها دمعتان حارقتان تشعان صدقاً ومحبةً وعاطفةً ............
رغم كل شيء ......... هي احبته ........... وتعلقت به ............ تعلقت به بشدة .............
اخذت تسير حول الغرفة بلا هدى ...... وصوته المزعج المضحك لا يفارق عقلها
مسحت دموعها وهي تضرب الأرض بقوة: كيف ماااااااااات كيف ماااااااااااااات ...؟!
دموعها تنهمر بتزايد وبغزارة ........ تكره فقد ما تحبه وما تعلق قلبها به ......... ألا يكفيها وفاة ام صديقتها !!
آآآه
اقتربت من الباب لتقفله كي لا يراها احد انهيارها التي اشعرها قليلاً ......... بالسخف والسذاجة ...
الا ان فلاح ....... الذي كان ماراً قرب باب غرفتها كي يجلب ظرفاً من المال وضعه في السابق داخل احدى جيوب ثوبه المعلق على الشماعة في الصالة ........ لمح وجهها المحتقن قبل ان تغلق الباب .....
نادى باستغراب هادئ: حصة
بارتباك .. وحرج .. وحزن .... ابتعدت عن الباب وهي تعطيه ظهرها .... واخذت تمسح دموعها بعنف .....
تنحنحت باختناق وهي تشعر به يفتح باب الغرفة ويدخل .....
اقترب وهو يتسائل من بين عقدة حاجباه: شبلاج ..؟!
كانت ستصرخ بوجهه طالبةً إياه ان يخرس ويخرج من غرفتها فإهانته لها ما زالت طازجة ولم تندمل في روحها لكن ألمها على فقد ببغائها افقدها السيطرة على نفسها وعلى مشاعرها وجعلتها هشة بشكل غريب ......
قالت بتحشرج/اختناق: كـ ... كاااااسبر
عقد حاجباه بتعجب قبل ان يقول بتساؤل: كاسبر ..!!
عندما تذكر اخيراً صاحب الاسم ... قال متداركاً الامر: هيه كاسبر .... شبلاه ....؟!
استدارت نحوه وقالت وهي تخفض اهدابها المبتلة بالدموع: مـ مااات
فلاح بصدمة: مااااات .......؟!

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىWhere stories live. Discover now