...خّائنْ...

1.2K 116 11
                                    

.
.
.
.

دوى الصفير المزعج في اذني تشاستين وهي تمحلق برعب بوجه الشخص الذي اعتقدت بأنه صالح، طيب، ولا يمكن ان يؤذيها في يوم من الايام، بالرغم من الاشارات والخطوط الحمراء التي يتعداها في كل مرة، لكنها املت...ربما، فقط ربما سيعود كما كان في احد الايام، سيعتذر، ثم سيمضون معاً الى الابد كما حلمت منذ ان كانت على قيد الحياة...

- كلا يا مارسيل...

قالت له وهي تفكر بالكثير من السيناريوهات التي ستحدث، وماذا قد سيفعله ميكائيل به، سيقتله! بل اكثر من ذلك، لقد قتل جنينه للتو، الرب وحده يعلم ما قد يرتكبه الملك بحق الخائن...

- كلا يا مارسيل ارجوك...ارجوك...ارجوك...

همست له وهي تختنق بدموعها والغصة التي توسدت حلقها، وترجته، ثم ترجته كثيراً ولكن لا تعلم على ماذا...
ترجته من اجل ان ينفي كل ما اتهمته عينيها به، من اجل ان يطمأنها ويخبرها بأنه بريء وانه لن يجرئ على فعل عمل شنيع كهذا، من اجل ان يخبرها بأنه لم يتقصد محاولة قتلها وبأن كل شيء سيكون على ما يرام...

لكنه وقف امامها متكئاً على الجدار وهو يسمع خلفه صرخات الملكة اليائسة بعد ان اخبرها ويرلوك بفقدانها الجنين وبأنهم قد تأخروا...

لقد شعر بماء بارد ينسكب على جسده في يوم صيفي حار حين سمع المشعوذ ينطق الكلمات التي انتظرها، اما تشاستين، فهي تستطيع ان تعيش بدونه، هي ايضاً لن تفهمه، تفكيره ودوافعه، وكل الخسائر لو لم يفعل ما فعله...

كانت نظرتها له تقطعه ارباً وترميه في الجحيم صرخات الترجي، لكنه يدرك تماماً ان فعلته لن تذهب هباء ولن تذهب دون انتقام.

تجاهل مارسيل الفتاة التي تكومت على الارض وضمت جسدها بذراعيها واخذت تترجى وتبكي كالمجنونة وسار بعيدا عنها ليترك هذه الارض قبل ان يدرك احدهم ما اقترف من ذنب بحق ملك مصاصي الدماء...

لكنها لم تكن ستتركه يرحل هكذا، ليس بعد ان فعل هذا بصديقتها وبقريبها، سيقتلها ميكائيل لو علم بأنها تركته ورحل...

ايتها الغبيه...ايتها الغبيه صرخت في عقلها وهي تحاول خنق دموعها وكبحها بالقوة، كم من مرة اعطته فرصه وكم من مرة خذلها؟! لماذا لا تستسلم هذا الرجل ليس بالرجل الذي احبته يوما، فذلك الشخص قد مات وكان يجب ان تموت من بعده، ياليته قتلها في تلك الليلة عوضاً عن وضعها في هذا الموقف الكريه.

- مارسيل!

صاحت له بأعلى صوتها بعد ان قارب الخروج من شرفة القصر.

مشعوذة الجنرال ( مارسيل )Where stories live. Discover now