...أَلَمْ...

947 84 1
                                    

.
.
.
- لا تحزني من اجلي عزيزتي...
لقد ربحت عدة معارك...
لكني هزمت في الحرب...
لطالما تألمتِ بسببه...
وكدت ان اموت بسبب تأنيب الضمير والحزن الذي سببه لي كل يوم لكني قررت ان اضع حداً لذلك...
انتِ تستحقين الافضل...
ولا تكرهيني لهذا...
اردت حمايتكِ فقط...

قال لها وهو يذكرها بمن يكون...
ذلك النصف الذي لطالما حاول حمايتها من نفسه ومن نفسها... الذي خاطر بنفسه وقرر الموت على ان يتركها بيد نصفه الاخر...

- مارسيل...

همست بأسمه بحذر كما لو كان سيختفي او يعود الى تلك الشخصية المجنونة في اي لحظة...

- انا اسف... اسف للغاية... سامحيني ارجوكِ ، لم اكن لأفعل اي امر يؤذيكِ... ارجوكِ تشاستين ارجوكِ...

بدات تشاستين تصارع نفسها، ارادت ان تعانقه وتحتضنه بقوة ولكنها كانت خائفة، ماذا لو كان يلعب معها العاب ذهنية ويخدعها ليقتلها حين تستسلم له وتصدق كذبه...

لكنه لم يفعل ذلك من قبل، كما ان لديه فرصة بعضها واستنزاف دمائها وقتلها قبل ان تتحرك حتى في وضعهما هذا... اذاً ماذا ستفعل..

ماذا ستفعل؟؟؟!!...

بدا ان هناك معركة تدور في عقلها دون ان تعلم من سيربح...

ثم حين سمعت انتحابه وارتعاش ذراعيه الملفوفة حولها لم تتمالك نفسها وانزلت ذراعها على ظهره وتمسكت بثيابه بحذرٍ اولاً ثم بقوة.

حين شعر بذلك بدا ان وزن العالم بأسره قد ارتفع عن كاهله وهبط على ركبتيه برفقتها بين يديه ولم يتوقف عن طلب السماح منها وهو يحركها بحضنه كطفل صغير في المهد.

لقد كان الامر بالنسبة اليها اشبه بعودة لوسيان وليس مارسيل القديم فحسب...

شعرت انها كانت تقاتل وتعاني لوحدها وتصرخ طلباً للنجدة منذ زمن طويل دون ان يلتفت لها احد او يحميها...

ذلك الشعور المؤلم والجميل في الوقت ذاته في قلبها تلك النيران التي اخذت تلسع قلبها بمرارة الوحدة التي بدأت تختفي بشكل تدريجي...

تلك الدموع التي انهمرت لتعبر عن كل الحزن بداخلها...

لم تعتقد بانها قد تلتقي به مجدداً...

مارسيل القديم...

لقد كان هنا وهو يمشط شعرها باصابعه ويحتضنها بجسده المرتجف وانتحابه على ما حل بها بسببه ...

كانت تعلم بانه لا يبكي من اجل نفسه ...
مارسيل القديم كان ليبكي على كل الوقت الذي مضى دونها ، والوحده التي تسبب بها لها، ولضعفه الذي تسبب بتعذيبها على يد شيطانه الذي قاتل منذ الابد لقمعه...

مارسيل الذي عاد كان يبكي على قلبها المحطم...
على التعب والانهاك الذي حل بها ولم يتمكن من اخذه عنها ...
وعلى كل جرح وخدش وكدمة وقطرة دم لم يتمكن من حمايتها منها...

وعلى كل ابتسامة حزينة حلت على شفتيها وكل تلك المشاعر المكنونة داخل قلبها...
كل الحزن الذي تسلسل الى عينيها حتى اصبح ذلك كل ما هي عليه...

وعلى شعور الانكسار والنقص الذي ضرب على قلبها المعنف حين شاهدت الناس يقعون بالحب امامها وبقيت هي مهزومة ومجردة من كل الشجاعة التي تجعلها تخوض في اي تحربة اخرى...

واخيراً على حظها العاثر الذي رمى بها بين يديه...

- انا اسف...اسف للغاية...
سمعته يتمتم في اذنها ...

ابتعدت تشاستين قليلاً واخذت تمسح عينيها ووجهها وهي تنظر الى الارجاء وتدرك ما كانت تفعل هنا حتى قالت بهدوء...

- يجب ان تبتعد عن هنا... يجب ان ترحل...

نظر اليها مارسيل بألم وهو يعتقد بأنها تبعده لكنها شعرت بالخوف عليه...
- انهم يبحثون عنك، يريدون قتلك يجب ان تبتعد عن هنا، ميكائيل هنا.. لن يرحمك ... يجب ان نخرجك من هنا الان...

- اعلم...
قال لها وهو يبتسم بألم وحزن...
- ماذا؟..
سالته وهي تنظر في طيات وجهه... لم بدا مستسلمًا هكذا؟ ..
فكرت في نفسها حتى سمعت...

صوت وقع الاقدام القادمة نحوهم...
.
.
- كلا ... كلا كلا كلا ..
قالت وهي لا تصدق اذنيها ثم تمسكت بذراعه ونهضت لتسحبه الى اي مكان ليختبئ.
- انهض... انهض مارسيل هيا بنا يجب ان تختبئ .. انهض ماذا تفعل؟!!!
لكنه بادلها النظرات بحزن ونظر بأتجاه الغابة حتى خرج من الظلال اكبر كابوس ممكن ان ينتظرهما....

ميكائيل...
.
.
.
يتبع...
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
جزء قصير للحماس 👍🏻

مشعوذة الجنرال ( مارسيل )Where stories live. Discover now