...قَرارْ ...

3.1K 211 27
                                    


.
.
.
.
- تنفسي...
حبيبتي...
- لا تخبرني ان اتنفس! انا لا املك رئتين فعالتين يا ميكائيل!
صاحت ميراج وهي تدخل الى المكتب حيث قارب الوقت على غروب الشمس، كان القصر قد استيقظ منذ ساعة او اقل وبدأت المخلوقات والمملكة تهم بالنهوض والنشاط.
حدق ميكائيل بالليدي سيلينا التي جلست بالقرب من المكتب برشاقة واخذت تنظر إلى ما يجري دون أن تبدي أية ردة فعل:
- هل كنت ستخبرني؟!
سألته بغضب وهي تضرب على المكتب الخشبي لتسقط المحبرة وتعم الفوضى على الاوراق الملكية لكنها لم تهتم. ارادت الحصول على الاجابات. كيف يفعل هذا بها؟ كيف لم يخبرها بأمر حملها؟!
كانت قد خرجت من غرفتها للتو حين قابلت كريستن الذي كان يحمل كتباً كثيرة، وما ان ارادت ان تساعده حتى رفض قائلاً بأن ذلك ليس بالامر الجيد من اجل صغيرها!
لقد اخطأ الاحمق ظاناً ان الملك قد تحدث اليها بالفعل...
- اهدئي اولاً لنتحدث.
اجابها بهدوء وهو يعيد المحبرة الى مكانها ويبعد الاوراق المتسخة على جانب لتتسخ يده بدورها.
كانت مشاعر ميراج تصله جميعها، شعورها بالخوف والقلق و...الخيانة؟
لم ذلك؟! فكر في نفسه، لقد كان سيخبرها في وقت ما، بعد ان يقوم بتنظيم كل شيء، بكل شيء يقصد، امر ارسالها مجدداً بعيداً عنه...
- لن اهدأ! لم انت لستَ سَعيد؟
همست له وعيناها تفيض بالدموع:
-الهذا السبب كنت غاضباً وحزيناً البارحه؟
سكت ميكائيل ووجد عينيه تهبطان نحو الفوضى السوداء على مكتبه...كان يريد التهرب والتحديق بأي شيء عدا عينيها التعيستين...
- لِمَ؟
قالت بنبرة مرتفعة:
- اجبني!!
- فقط اهدئي!
صاح بها وهو ينهض ليجفلها ويجعلها تتراجع حتى التقطتها احد الارائك بعنف.
تملكه القلق بدوره من اجلها وقام بترك المكتب والسير اليها حتى وقف امام عينيها ولاحظ كم ارتعش جسدها من الخوف، ربما لم يرغب هو بأن يملك تأثيرا كهذا عليها لكن ليس باليد حيلة، كونها قد اصبحت مصاصة دماء بسببه ولانه الملك على بني جنسه جعل سيطرته والرعب ينسابان في قلوب الجميع...حتى هي.
- كنت سأخبركِ...صدقيني...
حدثها بصوت خافت مطمئن ثم جلس امامها على الارض متكئاً على ركبتيها وهو ممسك بأناملها البارده المرتعشة، لكنه شعر بوخز من الخوف في قلبه، علم بأنه لا يعود له:
- لا تخافي مني حبيبتي...
همس مجدداً وهذه المرة ابعد خصل شعرها عن وجهها الملطخ بالدموع:
- لن امسكِ بأذى...تعلمين ذلك؟
لم تجبه فقطب حاجبيه والالم يعتصر قلبه:
- ميراج؟...تعلمين هذا اليس كذلك؟
اومأت ميراج هذه المرة بعد ان احست بوجعه:
- الخطر يحدق بنا من جميع الاتجاهات...
بدأ تفسيره بتروٍ:
- لدينا ما يكفي من المشاكل مع المتمردين...انهم في كل مكان...والكثير من مصاصي الدماء يتمنون لنا السقوط ويتحينون الفرص من اجل ذلك...لا تعتقدي بأن مانغوس وإدنا كانا الوحيدين...
سرت القشعريرة في جسد ميراج حين تذكرت اولئك الاثنين...
- لا زلنا لم نمسك ببيكاسوس ولا نعلم ما هي نواياه تجاهنا... ربما يكون قد اتجه لمساندة المتمردين لا اعلم...لكن كل ما اعلمه الان، ان مستوى الخطر قد تضاعف...انتِ نقطة ضعفي...لطالما كنتي وستبقين...والان بعد ان ادركت بأنكِ تحملين وريثي...اصبحتي اكثر من ذلك بكثير...لا يمكنني المخاطرة بك تحت ضروف كهذه...
هذا المكان ليس أمناً بعد الان...لا يمكن لاحد ان يعرف بأمركِ...
- ماذا تفعل...
سألته والهلع يجتاح عينيها...:
- ميكائيل ماذا تفعل؟!
- كل ما يمكنني فعله لحمايتكما...انا سعيد...سعيدٌ حقاً ، بحق الجحيم لو كان كل شيء بخير لأقمت احتفالاً استمر حتى الصباح وبعد طلوع الشمس الحارقه!
بال وهو يصطنع ضحكة صغيرة...:
- لكن الامر ليس كذلك... ليس بعد الان...
- ميكائيل...
قالت وهي تقطب حاجبيها وتحاول مقاومة ارتعاشة شفتها السفلى:
- تماماً في الموعد.
قال ميكائيل وهو ينهض ليفتح الباب ويكشف عن تشاستين ومارسيل وهما واقفين متشابكي الايد ولكن بتعابير قاسيه ...كما لو انهما تقاتلا للتو وبالرغم من ذلك لم يرغبا بالانفصال الجسدي:
- تفضلا.
قال ميكائيل وهو يبتعد عن الباب ويجلس الى جانب زوجته:
دخل الاثنان وهما يحدقان بملكة تبدو بحال مروع، حاولت تشاستين ان تترك يد مارسيل لكنه شد عليها واومأ لها بالنفي...لقد علم ان امراً ما قد حدث هنا...
جلست تشاستين امام ميراج وهي تحدق بها بقلق واتخذ مارسيل مكانه الى جانبها بتعابيره الباردة:
- هل تثقين به...؟
سأل الملك قريبته فجأة ، ففتحت عينيها تعجبا ونظرت الى مارسيل...
يا ترى هل كانت تفعل؟...
ثم تذكرت العلامة فوق كتفها واغمضت عينيها واومأت بالأيجاب وقالت:
- اجل.
- حسناً اذن...
قال ميكائيل وهو يلتقط يدي ميراج المرتعشتين:
- لديك تشاستين وسيلينا الى جانبك، وانا اثق بهن كثيراً، اتمنى ان لا اكون على خطأ حين سأفعل انا ايضاً ذلك.
نظر مارسيل الى الملك بعينين كريستالتين شفافتين واومأ:
- ميراج وانا...
سكت الملك وبدا كمن يستجمع شجاعته:
- نحن سنرزق بطفل.
نهضت تشاستين من مكانها تاركة يد مارسيل مصدوم وقالت ببهجت:
- احقاً ما تقول؟! اتعني ذلك؟! سأصبح عمه؟!
ثم ركضت الى ميراج لتعانقها بفرح عناق لم يدم طويلاً لانها لاحظت وجوه الزوجين...كانا كمن فقد شخصاً وقد حضرا الى جنازته...
- لمَ لا ارى السرور في وجهيكما؟...
- اجلسي تشاستين ...هناك المزيد...
قطبت تشاستين حاجبيها وعادت للجلوس:
- سأرسلكما بمهمة، انت ومارسيل، اذا نجحتما... بأمكانه ان يسكن القصر معنا وسيثبت جدارته للحصول عليك.
وبالطبع سأعلم...
قال الملك:
- لأن كريستن لديه هواية افساد المفاجئات على الجميع...
شد قبضته على مفي ميراج كما لو هيئها لما سيأتي واكمل:
- سإقوم بأرسالكما الى مملكة السحرة مع ميراج لحمايتها والبقاء الى جانبها حتى نتخلص من المتمردين ونقبض على بيكاسوس.
سحبت ميراج يديها بعنف من يديه ونهضت مبتعدة عنه:
- انا لن ارحل!
قالت له بغضب:
- لن اتركك هنا مجدداً!!
- عزيزتي...
اجابها الملك:
- ستكونين بمأمن هناك...لن يتوقع احد ذلك كما ان ويرلوك مدين لي بالكثير، سيقوم بحمايتك هناك والاعتناء بكِ على اكمل وجه!
- لن ارحل يا ميكائيل وهذا امر نهائي!
كيف تتوقع مني ان تركك؟! انا لم اتمكن من تحمل غيابك لشهرين! ماذا عن دهر من الزمن!؟!
كانت ميراج الان تتصرف بهيستيريه وهي تمسح دموعها بعنف عن وجهها:
- سأقوم بزيارتكِ حين استطيع، كما ان تشاستين ومارسيل سيكونان الى جانبكِ.
- لن ارحل! كف عن محاولة دفعي بعيداً! اذا لم تكن ترغب بهذا الطفل فقط قل! انا لا ارغب به اذا كان سيبعدني عنك!
- ميراج... لا تتحدثي بهذا الشكل...
قالت تشاستين بعد صمت...
- ميكائيل يفعل ذلك لأجلكِ... الجميع سيحاول ان يؤذيكِ هنا... يجب ان تدركي ان هذا امر مؤلم له ايضاً.
- انتِ كذلك؟
همست ميراج وهي تنظر الى صديقتها نظرة يملؤها الالم:
- انتِ اللتي تعلمين مدى الم الفراق تتحدثين بهذا الكلام؟!
بدأت تشاستين متراجعه...لقد شعرت بالراحة لان مارسيل سيكون الى جانبها ونسيت معاناة صديقتها، لكنها حتى الان لم تسمع رد مارسيل...
- ميراج...
همس ميكائيل فصاحت:
- يكفي! لا اريد ان اسمع المزيد!
ثم همت بالخروج مسرعة من المكتب وما ان فعلت حتى خاطر الملك كريستن يخبره بملاحقة ميراج وبأن يلقاه في المكتب لاحقاً.
انزلت تشاستين رأسها بحزن ، لطالما ظنت أن حين يحين وقت خبرٍ كهذا، ستعم البهجة القصر وسيفرح الجميع....
- لماذا تريد أن تبعدها عن هنا، فهي لم أكن طالما هي إلى جانبك...
قالت الفتاة لقريبها فأجاب وهو يجلس إلى مكانه مرتدياً قناعاً من المشاعر المزيفة أمام عينيه:
- لا احد يتوقع وجودها برفقة ويرلوك. المتمردون يعتقدون بأن لنا علاقات وهنه مع السحرة، لن يفكر احد بهذا الأمر. كما اني لن أجلس وانتظر حدوث امر ما لميراج حتى اتخذ الاجرائات اللازمة.
- لقد بحثت عن بيكاسوس لأشهر....
- سأجده... يجب أن أفعل... وسأحفر الأرض لأتخلص من آخر متمرد لعين من أجل الحصول على عائلتي...لأغمض عيناي وانا مطمأن.... لأدع وريثي يجول هذه الأراضي دون أن يكون لأي أحد أيُ فكرة مسمومة تجاهه.
- ميراج لن تتقبل الأمر...
- ستفعل.
قال الملك متأكداً، فقطبت تشاستين حاجبيها بقلق. كيف ستفعل بعد أن شاهدت انتفاضتها منذ لحظات.
.....إلا إذا......
- أجل.
أجاب ميكائيل بعد أن قرأ ما تفكر به...
- لكن..
حاولت تشاستين أن تقنعه بالعدول عن الامر لكنه رفع يده ليسكتها:
-سأمرها بالرحيل وستنصاع لي وهذا نهائي.
سكتت الفتاة وأخفضت رأسها بأحترام،  ربما كان الملك لقريبها لكنها لم تكن لتقف في وجهه...
- تحدثت مع الليدي سيلينا بخصوص رحيلك.
قال الملك مخاطباً مارسيل:
- الا اذا اردت البقاء برفقتها والمغادرة لاحقاً ، لكني اعلم تماماً تأثير ما فعلت، وبأنك لن تصمد بدون قريبتي ليومان.
نظر مارسيل ببرود تجاه الملك. ليس لأنه يملك اي مشاعر سلبية تجاهه، بل لأن عينيه تأبى التعبير عن مكنونات قلبه:
- بالطبع...سيدي، سأفعل ما تراه مناسباُ.
- كنت لأرسل عدن أو كريستن لكنهما سيغادران المملكة ايضاً للبحث عن بيكاسوس والمتمردين.
اومأ الاثنان وبعد أن شعرا بأنتهاء الحديث نهضا بعد أن أذن لهما الملك بالمغادرة.
سارا معا في صمت في أروقة القصر بعد أن عكست أشعة الشمس البرتقالية على الجدران الرخامية لتضفي جواً يليق بوداع قريب.
كان مارسيل يتقدم تشاستين ببعض الخطوات حتى توقف واستدار لينظر إلى وجهها الحزين. تنبهت لحملقته ونظرت إليه بدورها، ولاحظت بأن يده كانت ممدودة لها لتلتقطها.
أفعال كهذه هي من شكلت الشخص الغريب الذي يدعى مارسيل، تصرفات مباشرة باردة قد تبدو خالية من المشاعر لكنها حملت دفئاً وعطفاً لا متناهيان.
أمسكت تشاستين بيده بتردد وسارا معاً حتى أصبحا خارج القصر نحو الغابة ..حيث طعنته منذ بضعة أيام....
- لماذا نحن هنا....
سألته دون أن يجيب، ثم توقف فوق العشب وجلس جاذباً جسدها إلى حضنه ، ولم تقاوم.. بل استسلمت حين وضع رأسها بالقرب من رقبته وامسكها بذراعين من فولاذ...
لم يكن من السهل لمصاص دماء الكشف عن رقبته لأخر وإن يصبح بموضع يتصف بالضعف والوهن الا انه فعل. ربما لم يقل ذلك من قبل، لكن تشاستين لطالما كانت حبل نجاته، تملك ثقته اللامتناهية. لم يمانع الموت اذا كانت هي السبب ولقد أثبت ذلك في هذا المكان وعلى هذه الأرض.
- لا يمكنني أن اتخيل....
بدأ حديثه حين قبلت تشاستين رقبته القوية :
- ماذا كنت لأفعل لو أجبرت على الافتراق عنك هذه المره....
حاولت الفتاة أن ترفع رأسها لتنظر إلى عينيه لكنه منعها وأعادها إلى رقبته بلطف، لم يرغب أن ترى ضعفه في لحظات كهذه وتفهمت هي ذلك.
- سأكون أفضل... يجب أن أحاول....
.
.
.
.
.
يتبع...
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
ملاحظة الكاتب:
اعتذر عن التأخير لكن الغير متوقع حصل!😳😂

●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●ملاحظة الكاتب:اعتذر عن التأخير لكن الغير متوقع حصل!😳😂

Ops! Esta imagem não segue nossas diretrizes de conteúdo. Para continuar a publicação, tente removê-la ou carregar outra.
مشعوذة الجنرال ( مارسيل )Onde histórias criam vida. Descubra agora