...بَشرّية...

1.1K 106 11
                                    

.
.
.
.
ترددت ميراج حينما سمعت صديقتها تطلب رؤية يد فجر اليمنى...ماذا قد تفعل لها عوضاً عنها؟...

-سأرى ما يمكنني فعله...

اجابتها ثم نهضت وفتحت الباب لعلها تلمح احد، لكن لم يوجد هناك اي اثر لاي شخص...لم ترغب بالخروج من الغرفة لانها ستشعر بقرب ميكائيل وسيشعر بها ايضاً وسيأتي لرؤيتها في لحظات، لكنها ارادت ان تجلب لورين من اجل تشاستين...

امسكت الباب بقوة كما لو كانت تحاول التشبث به...وجمعت ما لديها من قوة او ما قد تبقى منها وانطلقت تبحث عن خادمة او حتى لورين نفسها.

مرت بأروقة مظلمة لا تعلم الى اين قد تؤدي وكل ما مشت احست ان هناك احد يرقبها لكنها تجاهلت ذلك واكملت، لقد علمت تماماً انها ظلال ميكائيل لا اكثر، انه يتعقبها، لكنها شعرت بالارتياح فذلك يعني بأنه احترم قرارها واعطاها مساحة شخصية...

او ربما لم يرغب برؤيتها حتى...

شاهدت ميراج اخيراً خادمة عند احد الغرف وطلبت منها إحضار لورين الى غرفة تشاستين ثم عادت ادراجها وهي تفكر بما حصل لها ...

لم تسمح لنفسها بلحظة من الشفقة الا في ذلك اليوم، ثم انتهى كل شيء حين شعرت بأن شيئاً ما في عقلها...نوع من المشاعر قد فُقد...
هل تريد العودة؟ حتى لو رغبت هل سيدعها ميكائيل...؟

ماذا لو عادت الى موطنها؟...تلك الجزيرة البعيدة المنعزلة...لكن هل يوجد لديها احد هناك؟ فلقد غرق اخاها في تلك الرحلة المؤلمة ولم يعد هناك من يهتم لأمرها...

تمنت لو انها تعود بالزمن الى الوراء، لكانت اصلحت الكثير من الاشياء...لكان جنينها لا يزال في احشائها وميكائيل لا يزال يحبها، وتشاستين على ما يرام وبعيداً عن مارسيل...

شعرت ميراج بالدوار قليلا فتوقفت واتكأت برأسها على الجدار الحجري خلفها واغمضت عينيها...

كان هذا الدوار امراً طبيعياً بعد ان حرمت نفسها من الغذاء طوال اسبوع تقريباً، لم تشعر بأنها تستحق ان تتغذى ...

- هذا خطأي...

قالت بهمس ثم استسلمت وجلست على الارض في الممر المظلم...
لو اني لم اقل ما قلته، لو لم ارغب بالتخلص منه، لربما قاوم جنينها من اجلها...

تساقطت دموعها فضمت ركبتيها الى صدرها واخفت وجهها واخذت تنتحب بصوت عالِ...

شعر الملك بحبيبته وهي تبكي وبألالم الذي اصاب قلبها يعتصر فؤاده في لحظة مفاجئة ولاحظ ويرلوك الذي كان يجلس بجانبه ذلك.

مشعوذة الجنرال ( مارسيل )Where stories live. Discover now