~⁵~

387 59 24
                                    

إنقَضَى شَهرٌ مِن مَعرِفَتِي بِهَا، رَغم أنّنِي لَم أرَاهَا مَرّة أخرَى حَتّى الآن، أشعُر أنّنِي سَعِيدٌ بِوُجُودِهَا فِي حَيَاتِي.
إنقَضَت أيضًا إجَازَة مُنتَصَف العَام وهَا نَحنُ عَائِدُون إلَى الدراسَة.

إرتَدَيتُ زِيّ الثّنَاوِيّة أستَعِدُّ لِلذَهَاب بَينَمَا أتَلَهّفُ شَوقًا لِأرَاهَا.

رَكِبتُ الحَافِلَة وجَلَستُ قُربَ النّافِذَة كَعَادَتِي، وَضَعتُ سَمّاعَاتِ الأذُن وأطبَقتُ جِفنَاي مُستَمتِعًا بالهَواءِ المُنبَعِث مِن النّافِذَة.

دَقائِق حَتَّى شَعَرتُ بِنَقَرَتَانِ عَلى كَتَفِي لِذَا فَتَحتُ عَينِي عَلى مصرَعَيهَا عِندَمَا قَابَلتُ زَوجَ أعيُنِهَا، أعيُنِ فَتَاةُ الغَسَق.

إبتَسَمَت لِي بِوِسعٍ وأُقسِمُ أن إبتِسامَتِهَا مِن أجمَل إبتِسامَاتِ العَالَم.

لَم تَكُن وَاضِحَة فِي أوَّل مَرّة إلتَقَينَا كَان الظّلامُ دَامِسًا لَم أتَمَكَّن مِن رُؤيَة تَقاسِمَ وَجهِهَا المَلائِكِيّ.

لَدَيهَا عَينَانٌ رَقِيقَة وجَمِيلَة حَمَلَت مَعَانِي الجَمَال دَاخِلِهَا، وَجهُهَا لَطِيفٌ إلَى حَدٍ كَبِير،
وأخِيرًا تِلكَ الإبتِسَامَة البَشُوشَة اللّطِيفَة التّي أشعَرَتنِي بِالإرتِيَاح.

" أنتِ جَمِيلَة. "
قُلتُهَا أنَا لَا شُعُورِيًا حَتّى تَوَرّدَت وَجنتَيهَا مِن الخَجَل.

" شُكرًا سُوبِين. "
قَالت هِيَ بِصَوتٍ يُهَدهِدُهُ الخَجَل.

" هَل يُمكِنُنِي الجُلُوس؟ "
قَالَت هِيَ بِلُطفٍ ثُم أومَأتُ لَهَا أنَا مَع إبتِسَامَة لِتَجلِس.

" كَيفَ حَالُكَ؟ "
سَألَتنِي لِأنظُر لَهَا مليًا، لَم يسألني أحَدٌ مِن قَبل كَيفَ أشعُر!
" بِخَيرٍ، مَاذَا عَنكِ؟ "
قُلتُ أنَا.
" بِخَير. "
إبتَسَمَت هِيَ ثُم أدَرتُ وَجهِي نَاحِيَة النّافِذَة مَرّة أخرَى.

دَلَفنَا أنَا وهِيَ الصّف سَوِيًا، إكتَشَفتُ أيضًا أنّنَا نَتَشَارَك الصّف.

ذَهَبَت هِيَ لِتَجلِس قُربَ زَمِيلَتِهَا، وَذَهَبتُ أنَا لِأجلس، وَحدِي.

{مُذَكِّرَات سُوبِين.}

غَسَقْ. || تِشُوي سُوبِين.Where stories live. Discover now