~⁷~

372 57 17
                                    

" هَذَا مَا بِدَاخِلِي. "
قَال سُوبِين لِتَبتَسِم هِيَ.
" رُبّمَا لَو عَدّلنَا بَعضًا مِن تِلكَ الخَرابِيش، و مَحَونَا بَعضًا صَغِيرًا مِنها بِالمِمحَاه سَوف يَتَغَيّر مِحوَر الصّورَة. "
قَالَت هِيَ ثُم أخَذَت الدّفتَر وبَدَأت تَرسُم القَلِيلَ هُنَا والقَلِيلَ هُنَا؛ حَتّى كَوَّنَت زَهرَة بَيضَاءُ اللّون.

" هَكَذَا، هَل تَرَى كَيفَ تَبدُو دَواخِلِكَ؟ "
قَالَت هِيَ بِإبتِسَامَة لَطِيفَة.
" أنتِ.. لَطِيفَة جِدًا. "
قَال سُوبِين.
" أشكُرُكَ سُوبِين. "
قَالَت هِيَ.

" حَدّثِينِي عَن نَفسِكِ. "
قَال سُوبِين فَجأة بَعدَ فَترَة مِن الصّمت.
وبَدَأت هِيَ تَحكِي الكَثِيرَ والكَثِيرَ، أحَبّ سُوبِين هَذَا كَثِيرًا، أحَبّ أن أحَدٌ مَا يُشَارِكهُ قِصَصُه ويشَارِكهُ أحدَاثَه حَتّى لَو كَانَت تافِهَة، فَقَط شَعَر وَقتَهَا أن هُنَاك مَن يُحِب الحَدِيثَ مَعَه.

" لَم أكُن أكتَرِثُ لِأختِي أيضًا كَانَت مُمِلّة ولَم تَكُن تَتَحَدّث إلّا عَن السّفَر والتّزَوُّج مِن شَابٍ إيطَالِيّ وفَجأة إضطّرت هِيَ لِلجُلوس ورِعَايَة أمّي حَتّى تَزَوَّجت كُورِيّ الجِنسِيّة مِثلُنَا وضَاعَت أحلَامـ... سُوبِين هَل أنتَ مَعِي؟ "
قَالَت هِيَ بَعدَمَا لَاحَظَت شُرُود سُوبِين بِهَا.
إستَفَاق سُوبِين أخِيرًا حَتّى إحمَرّت وَجنتَاهُ أثَر خَجَلُه.
" آسِف شَرِدّتُ قَلِيلًا، تَابِعِي أنَا أستَمِع. "
قَال سُوبِين بِإبتِسَامَة لَطِيفَة أظهَرَت تِلكَ الحُفرَتَان عَلى وَجنَتَيه.

" لَا هَذَا يَكفِي، رَأسُكَ ألَمَتكَ مِن ثَرثَرَتِي. "
قَالَت هِيَ بِخَجَل.

" ثَرثِرِي كَمَا تَشَائِين أنَا هُنَا لِأستَمِع لَكِ، لَكِ وَحَسب. "

غَسَقْ. || تِشُوي سُوبِين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن