CHAPTER 16: ألم؟ بل افظع

24.1K 806 272
                                    

.
.
.
كان بيكهيون يسيرُ بلا وجهة محددة، كل ما أراده هو الإبتعاد عن ذلك المشفى وعن ضجيج الناس، شيءٌ آخر يضاف الى قائمة الأشياء التي يكرهها بيكهيون: المستشفيات..

تجاربه السابقة مع المستشفيات قطعاً لم تكن مرضية، اول ذكرى سيئة تعرض لها هي عندما كان في الخامسة وتعرض لحادث مروري فكسر كاحله واضطر الى أن يمكث بالمشفى، ثم نوبة الربو الحادّة التي تعرض لها وكان على وشكِ الموت ان لم يتدخل لوهان في الوقت المناسب، ثم حضوره مجدداً من أجل والدِه وأخيه وأخيراً والدته..

عقلهُ يرفض أن يتلقى خبر وفاة والدته، بيك ضعيف.. ضعيف جداً قلبه يتأثر بسهولة لدرجة أنه قد يبكي ان ماتت هرّة اعتاد على اللعب معها، الأمر برمتّه خاطئ.. الحريق المُفاجئ؟ وفاة والدته؟ والحرق الذي بكاحله والذي كان يؤلم كَ الجحيم لكنّ بيك كان وكأنه مجرد من كل تلك الأحاسيس..

يقف بملامح فارغة أمام ذلك المنزّل الذي دمر تماماً، كل ذكرياته، ذكريات عائلته قد احرقت مع ذلك المنزل، غرفته اغراضه كل ما يملك، والأهم فقد والدته..

حتى مع رؤيته للمنزل المهشّم بشكل مريع لم يستطع أن يصدق، دموعه فقط تأبى ان تنزل ولسانه وكأنه قد قطع، يريد ان يصرخ، ان يبكي بشدّة، ان يسأل عن الذنب الذي ارتكبه ليُعاقب بهذه الطريقة السيئة؟ لما يحدث كلّ هذا له؟ هو لا يستطيع ان يؤذي نملة لما يستمر الناس بإيذاءه؟

بقي صامتاً منذ دخوله للمشفى، لم ينطق بحرف واحد حتى لرجال الشرطة والذين كانوا يسألون اسئلة غير منطقيه وغير مهمة بنظره، عقله غائب تماماً ومشاعره اختلطت عليه، كان هذا كثيراً.. كثيراً عليه ليتحملّه وحده..

__________________

تشانيول يركض كَ المجنون في كل مكان، قصد كل الاحياء التي ذهب إليها بيك سابقاً اثناء عمله الجزئي، الجامعة، المقاهي، الحدائق العامة، اين يُمكن ان يكون؟ لا يمكنه ان يخبر الشرطة قبل ٢٤ ساعة لكنّ ذلك كثير، كثير على طفل في حالة صدمة ولا يعرف كيف يتصرّف..

الأفكار السيئة كانت تدور برأسه مما جعله يزداد قلقاً "ربما اصابه أذى ولم يستطع العودة" ، "ربما فقد وعيه في مكان ما ولم يعثر عليه أحد" ، ربما يكون فكّر ب-" توسعت أعين تشانيول عندما أدرك "الانتحار!"

دموعه التي خانته كثيراً منذ الصباح والتي لعنها ألف لعنة بداخله لأنها كانت تضعفه وتجعله يتخلى عن الصورة القوية التي يجب أن يكون بها من أجل مساعدة بيكهيون

بينما يقود تذكّر ان هناك مكان واحد فقط لم يقصده بعد وهناك احتمال مرجح ان يكون قد ذهب إليه.. منزله!

صلى تشانيول بداخله ودعى ان يكون صغيره بخير، هو قطعاً لن يسامح نفسه ان حدث له مكروه "الهي احفظ صغيري وامدّه بالقوة" صلوات ضعيفة تخرج من بين شفتيه لتواجهها دموعه التي تأبى ان تتوقف..

"الهدوء الصاخب Noisy calm"Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang