٧.حُلْمٌ قَاتِلٌ

66 7 2
                                    

Vote please

-------------


كَانَ فَقَطْ يَتَجَوَّلُ بِذَلِكَ الْمَتْجَرِ وَ هُوَ يَدْفَعُ عَرَبَةَ التَّسَوُّقِ امَامَهُ بِلَا اكْتِرَاثٍ.
كَانَ يَتَفَحَّصُ عُلْبَتَيْنِ مِنْ اللَّحْمِ الْمُعَلَّبِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ يُقَلِبُ انْظَارَهُ بَيْنَهُمَا،
ايْهِمَا صَلَاحِيَّتُهُ اطْوَلْ؟
اخْتَارَ وَاحِدَةً وَ كَانَ عَلَى وَشْكِ وَضْعِهَا بِالْعَرَبَةِ وَ هُوَ شِبَهٌ مَنَحَنِي لِيَرْفَعَ رَأْسَهُ فَجْأَةً دُونَ رَفْعِ جِذَعِهِ بِسَبَبِ سَمَاعِهِ لِصَوْتٍ مَأْلُوفٍ .
جِيمِينْ يَضْحَكُ بِقُوَّةٍ مَعَ بَعْضِ الشُبَّانِ وَ يَبْدُو انْهُمْ اصْدِقَائُهُ الْجُدُدُ.
اُخْتُبِئَتْ قَرَارَاتُهُ بِتَرْكِهِ وَ أَقْوَالِ عَقْلِهِ بِأَنَّهُ يَكْرَهُهُ وَ يَوَدُّ ضَرْبَ وَجْهِهِ حَتَّى تَتَهَشَّمَ عِظَامُ خَدِّهِ،
أُخْتَفَتْ شَتَائِمُهُ وَ أُخْتَفَى كُلَّ شَيْءٍ..
كَانَ يُنْظَرُ لَهُ بِدُونِ حَرَاكٍ،
تَوَقَّفَ بِهِ الْوَقْتُ،
تَوَقَّفَ كُلِّ شَيْءٍ حَوْلَهُ وَ هُوَ يَرَى جِيمِينْ يَضْحَكُ بِقُوَّةٍ مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ.
تَجَمَّدَتْ الدُّمُوعُ بِعَيْنَيْهِ،
وَ ارْتَجَفَتْ يَدَيْهِ وَ انْزَلَقَتِ الْعَلْبَةُ لِتَصْدِرَ صَوْتَ فَرْقَعَةٍ عَالِيَةٍ.
وَ أَخِيرًا وَجَّهَ جِيمِينْ أَنْظَارَهُ إِلَيْهِ،
وَ بِالطَّبْعِ مَنْ مَعَهُ.
صَمْتُ جِيمِينْ وَ هُوَ يَنْظُرُ لِتَايْهِيُونْغْ بِنَظْرَةٍ جَامِدَةٍ.
انْفَجَرَ أَصْدِقَاءُ جِيمِينْ ضَاحِكِينَ بَيْنَمَا فَقَطْ تَايْهِيُونْغْ يَتَبَادَلُ النَّظَرَاتِ مَعَ جِيمِينْ فِي مَشْهَدٍ مُمَزِقٍ لِكِلَيْهِمَا.
خَرَجَ تَايْهِيُونْغْ مِنْ الْمَتْجَرِ تَارِكًا جِيمِينْ وَاقِفٌ هُنَاكَ بِلَا حَرَاكٍ،
وَ لَمْ يَشْتَرِي شَيْئًا.
يُحَارِبُ دُمُوعَهُ الْهَارِبَةَ وَ هُوَ يَرْكُضُ لِلْخَارِجِ لِيَصْدِمَهُ الْهَوَاءَ الْبَارِدَ وَ كَأَنَّهُ يَتَعَارَكُ مَعَهُ،
يَمْسَحُهَا بِهْمَجِيَّةٍ وَ يَلَمْلَمُ مَا تَبِقَةٌ مِنْ أَشْلَاءِ قَلْبِهِ.
تَوَقَّفَ فِي أَحَدِ الْأَزِقَّةِ لِتَمْطِرَ عَيْنَاهُ بِحَرَارَةٍ،
وَ يُشْهَقُ وَ كَأَنْ رُوحُهُ تَسْحَبُ مِنْ جَسَدِهِ الَّذِي يَرْتَعِدُ مِنْ شِدَّةِ الْبَرْدِ.

رُبَّمَا هُوَ الْآنَ مَعَ أَشْخَاصٍ أَفْضَلَ مِنْهُ.
هُوَ سَعِيدٌ لِأَجْلِهِ،لِأَنَّهُ سَيَكُونُ سَعِيدًا.
لَكِنَّهُ فَقَطْ يَتَمَزَّقُ دَاخِلِيًّا وَ أَصْبَحَتْ رُوحُهُ بَالِيَةً بَاهِتَةً لِأَنَّهُ سَيَتْرُكُهُ .

"لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟
لَمْ تَرَكَتْنِي جِيمِينْ؟
أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّنِي أُحِبُّكَ اكْثُرْ مِنْ نَفْسِي أَيُّهَا الْغَبِيُّ."

  مُـعَـلَـقٌ Where stories live. Discover now