١٨.مَوَّطِنُ.

57 6 0
                                    



"في كل مرة تُضئ الحياة يومًا كان بالمقابل يسيطر الدجى على حياتي ألف يوم،
لم تكن الحياة أبدًا مثالية،
لم أعش بنعيمًا سوا شهور معدودة،
لربما أيام.."

قال تايهيونغ و هو يقود سيارته في الطريق حالك الظلام،
الساعة كانت الحادية عشر ليلًا.
كان يقولها بشكل اعتيادي مخيف،
ليس و كأنه يسرد خبرته التعيسة فالحياة،
يصف واقعه الخانق.
عصفت به ذاكرته لكل شيء،
مارسيلين،جدته،صديقه،
حياته،كل شيء سيء.

هو فقط قال ليكمل تركيزه على الطريق بعدما جاوب جونغكوك عن سؤاله الذي كان بسيطًا،
بسيطًا جدًا
'كيف حياتك؟'
هو قال.

"أتعلم؟
عندما انفصلت عن صديقي الوحيد الذي كنت اعتبره كنصف آخر لي،
كقطعة أحجية لا يناسبني سواه،
شعرت بأن مكانًا ما بي فارغ،
جُزءٌ مني قد فُقِد،
الجرح كان يلدع كلما نفضت الرياح عنه قشرته،
و لكنني كنت اشعر بالإنتعاش بذات الوقت كلما لفحه الهواء البارد.."

ضحك بخفة ،
ضحكة متألمة لتنقلب لبُكاءٍ مرير.

"كان يذكرني الرياح دومًا كلما أشتقت أنه لم يتمسك بي،
لم يحاول من أجلي،
لم يسعى مجددًا لنعد،
لم يعطي لنا فرصة اخرى.
و كأن الرياح كانت تصفعني تعيدني للواقع،
حيث المنطقية لا المشاعر،
جونغكوك."

قال مُزيلًا دموع عينيه بخفة ليكمل

"أتعلم أيضًا؟
انا بتت أكرهه،
اكرهه بطريقة تجعلني اود تحطيم رأسه بالجدار و أنا أبكي على ألمه،
أضحك بينما يبكي و لكن قلبي يؤلمني،
المشاعر لا تختفي،
هي تتلاشىٰ..
لكن يبقى ما يسمى بقعر الكأس ربما،
يكون موجودًا بقاع قلبك متمسكًا بجدرانه بقوة،
لا يريد الخروج من مأواه.."

جونغكوك قد ابتسم،
ليست ابتسامة سعادة ابدًا،
هي كإبتسامة أسىٰ،
يبتسم ثغرك بينما عيناك غارقتان،
قلبك حائر،
أمواج عقلك ثائرة.
ليت تايهيونغ يعرف ما حدث له،
ليت تايهيونغ يعرف أي شيء.

كانا يسيران في الطريق الخالي،
مُظلمًا سوى ضوء سيارة تايهيونغ.
الليل القاتم يغلفهم،
اصوات عشوائية هادئة تصدر من حولهم،
الهواء بارد مُعذِبٌ لِـفؤاديهم .
يؤلم بشرتهم الرقيقة و يعيد تدفق الذكريات الصاعقة لهما،
الصراخ و الألم،
تَقَيُدُ القلبِ و كُتلة الثُقل فوق صدروهم،
حُرقة اليقين و تلاشي الأمل نهائيًا،
الأقمار تتكسر رويدةً،
و النجوم السَيارَةِ تنطفئ..

٦:٠٠ صباحًا

السماء توشحت بضوء خفيف،
القمر مازال في السماء يأبىٰ التخلي،
و الهواء البارد قد هدأ من لَفحِه لقلوبهم المُفتَقٓرة للـدِفء.

كانا على طريق مُلتوي مؤدي مباشرًة لبيت عائلة تايهيونغ الدافئ.
اوقف سيارته امام حديقة منزلهم لينزلا،
وجدا شَخصٌ ما يقف بمنتصفها يمسك بفنجان قهوة،
وجهه غير واضح لجونغكوك،
الذي تبلورت عينيه قليلًا.

ليصرخ تايهيونغ ليسمعه القابع هناك

"عَمي يُون!"


_____________________

|الرواية تنتمي للعصور القديمة،
حيث كان للمتاحف أهمية خاصة
بسبب أنها كانت المكان الوحيد
لعرض شتىٰ انواع الفن
و كانت المزار الوحيد للمولعين بالفن.
كان للفن شكلًا خاصًا و طابعًا مُختلفًا يُلامس القلب و يشكل مشاعر
صدرك على نهج ألوانها.
الفن كان مبتكرًا ليس مُقتبسًا،
أي انه كلٌ كان له فنه الخاص الذي
نبع من قلبه و الذي اصبح الناس
يطبقونه بلمسة مختلفة منهم
لكن مازال الأساس موجودًا.|




  مُـعَـلَـقٌ Where stories live. Discover now