٢٠.تَشَتُت

36 5 1
                                    








الثُلوج قد أوجلت القلب القابع هُناك،
يراقب القطرات البيضاء و هي تسقط بروية مستقرةً على الأرض.
جالس على الكرسي الخشبي الكبير يراقب البَرَدُ الساقطُ و غصون الاشجار التي تتثاقل و الحيوانات التي تختبئ،
هو اراد الاختباء ايضًا،
الدخول بسُبات عميق.
بالبداية هو كان متحمسًا للقاء عمه بجونغكوك كونه اخيرًا وجد سببًا للعيش لأجله،
لكن بعدما رأى نظره عمه له،
توتره و ارتجاف عيناه و تغير ملامحه هو قد قلق،
فتك به تفكيره و رأسه يعصف أكثر من تلك السماء خارجًا.
كان مؤسفًا كونه لن يرى جدته مجددًا.
لن يرى جده ايضًا الذي مات قبل سنتين من الآن.
كان حزينًا كونه فقط باقٍ مع عمه،
و امهُ ذهبت للمدينة حيث أُختها لمساعدتها على العلاج و البقاء هُناك لذا هو لم يذهب لمنزلها اصلًا.
حياة تايهيونغ قاسية،
هو خسر اعز صديق له في ملحمة تغيُر البشر،
هو يكره ذلك،
يكره كونه تغير و يكره كونه أَحَبَهُ،
يكره تَغيرهُ و يكره طريقة حديثه الجديدة و نظراته التي لم يعهدها من قبل،
يكره عدم احتضانه له و استبداله بأشخاص جُدُد،
هو يكره كل شىء به،
لكنه حقًا لا يكرهه.

"تايهيونغ!"

قال عمه يونغي بصوته الثقيل مقتربًا من الذي فزع خارجًا من شروده،
كانت ملامح الصدمة لازالت على وجهه الهادئ الذي تسللت له بعض الخصل السوداء الطويلة.
"هل يمكننا الحديث قليلًا؟"

"بالتأكيد"

هو أردف متنهدًا.

"اين تعيش انت تايهيونغ؟"

حدق به تايهيونغ لوهلة قبل ان يُردف

"بمربع بوكتشون.."

هو قال بنبرة متسائلة منتظرًا ردًا من عمه الذي وسع عيناه.

"اين وجدتها"

"ما هي عمي؟"

"اللوحة تايهيونغ اللوحة"

نظر له تايهيونغ قليلًا،هل يعرف؟

"أي لوحة؟"

هو اعتدل بجلسته مذهولًا

"فتى المِظلة تايهيونغ،
جونغكوك يا تايهيونغ"

"اين عساي أن اجدها؟وجدتها بالمتحف"
هو قال محدقًا بعيناه التي تُخرج مشاعر غير مفهومة.
هو كان مرتعبًا ،كيف له ان يعرف ان اللوحة لها علاقة بجونغكوك دون معرفة اي شيء سوا رؤية جونغكوك مرة واحدة فقط،
او هذا ما يظنه هو

"أنتَ عبقريٌ تايهيونغ"

هو قال ذلك ثم قفز محتضنًا إياه سريعًا ليفصل العناق و يهم خارجًا.
بِكُلِ تلك الأثناء كان جونغكوك خارجًا بأحد حقول عائلة كيم.
كان جالسًا وسط الورود و النباتات الطويلة أمام بركة صغيرة.
تلمس كل نسمة هواءٍ قلبه و صميمه.
هو خائف بشدة.
القحل قد اصاب افكاره و حياته،هو لا يعلم ما خطبه،هو الذي كان يتوسل الحياة باكيًا راجيًا عودته من ذلك الكابوس الأسود،
هو من كان محبوسًا داخل الوان زيتية و خطوط اللوحة القطنية المتشابكة،
هو مختنق و بشدة،
مُحاصرٌ جسده داخل قطعة فنية من داخل عقل أحدهم لم يُرد وجوده فيها،
وقلبه مُحاصر هُناك أسيرًا من قِبل أضلعه.
هو تمنى لو كانت الحياة عادلةً قليلًا،
تمنى لو كان عاش طبيعيًا تمنى لو كان إنسانًا
تمنى لو كان..
لو كان حقيقيًا.

_____________________

أعلم عن كوني انقطعت لحرفيًا اربعة أشهر لكن ماذا عساي أفعل،و كون الجزء خالٍ من الاحداث لكن كل شيء مشوش حاليًا.
الخامسة و عشرون دقيقة صباحاً و حقًا سأموت من النعاس))":
احاول تصميم غلافا جديدا لها كون الحالي عادي جدًا..
المُهم،دام قُرائي بخير>>>

  مُـعَـلَـقٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن