٢٦.لا يَعي.

32 2 0
                                    





رُبما يُمكنني ارسال روحي لتُؤنِسُك في ظلام ليلك،
رُبما استطيع بَثُ نوري في جوفك لتشُع هالتي من بين أضلعك كقمرُ يَحولُ في صدرك،
رُبما استطيع مُحاوطتك بنسيمي و عصفك به،
لا اريد منك نسياني،
لا اريد الاختفاء و التلاشي من بُقعتي الوحيدة،
من دون الوجود بروحك فليس لي وجود،
بداخل طياتها و بين ثناياها حُفرتُ أنا،
رُبما نَبتتُ كزهرة بين دكانة عظامك و دمك،
و رُبما قد حاوطتك رُغمًا عنك،
لستُ ادري ماهيتي،
و لكني مُوقِنٌ أنني مُوصَلٌ مُتَصلٌ و واصٌل بيننا،
و كيف لي أن أُضيع رسائلي و أجهل طريق الاهتداء نحو وَهَجِكَ،
فإنك مُوهِجٌ بي.

-جونغكوك.

"اتمنى ان يقدر على الإمساك به"
قال جيمين هازًا قدمه فوق كُرسي مكتبه واضًعا رأسه بين كفيه.

"لِما تايهيونغ أرجوك"
أكمل زافرًا بحدة ماسحًا فوق عينيه.

"ليس بيده حيلة جيمين تعلم"
قالت المُمَرضَةُ امامه مُتنهدة.

"ليس و وكأنه لا يستطيع مقاومة عقله،سالي"
قهر ظهر بصوته ذو النبرة المنخفضة لتُكمل مُندفعة.

" و ليس و كأن ما عايشه هَينًا جيمين!
أنه لا يلبث ان يفيق لبضع ثوانٍ كل فَترةً و أخرى انه فاقد لوعيه بالكامل،
يعيش بلا هوية داخل عقله فقط هو لا يُفرق بين الحقيقة و السراب من حوله!
ليس و كأنه وجد واقعه مُزهرًا و رفض التغني به،
مُنذُ أن وعى و كُل شيء مُدمر من حوله لما لا تفهم!"
قالت بصوت و كأنه سيبكي،يهتز بمواضع و يحتد بمواضع أخرى.

فقط بكى الآخر فوق مكتبه مُقطرًا دموعه فوق المعطف الأبيض.
يُدرك كُل كلمة تقولها،
يعي ما عايشه و ما يعايشه الآخر و أنه بالفعل لا يقوى على عقله،
يعي ان كُل شيء كان مُهدمًا و يعلم ان ما يُنكِسُ تايهيونغ يناديه نحو الاعمق،
نحو الغرق و التلاشي،
كان الاستسلام الحل الأوفى،
و كانت اكبر المصائب ان ما يُنكسه بداخله،
يفتك به،
عقله يفتك به يفتنه و يضله،
انه خطرٌ على ذاته،
كيف يبعِدُه عن ذاته كيف؟
يُدرك ان الآخر لا يعي،
المُؤلم انه يُدرك.

___________

فوضى صحيح؟
جُزء قصير و لكنه بداية حل كل شيء.

  مُـعَـلَـقٌ Where stories live. Discover now