٢١.إدراك.

59 7 0
                                    






رُبما جميعنا لا نهوى حالنا الآن،
رُبما نُريد التخلص من هذه الحياة بأي شكل يُنهي متاعبنا
المأسآة و الألم.
لما لم نُخلق جميعًا سُعداء؟
لما لم نختار اقدارنا بأنفسنا؟
لأننا ببساطة شديدة مجرد بَشر،
يوجد المليارات منا الآن،
و المليارات التي دُفنت و ماتت و اختفت،
البشر كائنات ضعيفة،
كائنات غير عادلة ذات عقل ناقص.
مهما فاق ذكاؤك،
فأنت مازلت غبيًا،
لأنك خُلقت بقدرات محدودة لا تتعداها ولا تستطيع ان تعبث بها.
الأنسان بداخله يكمن كل شئ،
حتى الحرب و السلام.


رقيقة انامله تتراقص على سطح الماء،
تفجعها برودتها المتخلخلة بينها.
كانت البحيرة على حافة التجمد،
الزهور كساها للثلج و كل شيء اصبح باردًا،
صقيع و رياح مُجَمِدة،
هي تطغى على قلبك تزيد به الدُجي قبل ان تطغى على سماء بلدتك.
اطراف اصابعه تحولت للأحمر القاتم بسبب البرودة و لم يعد يشعر بها مطلقًا.
أطلق زفيرًا مهزوزًا خارجًا من افكاره فور لمحه لقطة صغيرة تجاهد العُبور بين الثلج الكثيف.

"تعاليّ يا صغيرة"

هو قال بإستلطاف مهرولًا لها منتشلها من منتصف الثلج الذي يصل لنصف اقدامها تقريبًا

"انتِ ترتجفين!"

وضعها بمعطفه البُني الثقيل و لف ذراعيه هناك حتى يثبتها و تدفأ.

فورما دخل للمنزل هو اتجه ناحية المدفئة واضعًا القطة قريبةً من النار.
كان جاثيًا على ركبتيه ليرفع ناظريه لتايهيونغ النائم فوق ذلك الكرسي الخشبي الضخم،
كان تايهيونغ و رغم كبر بنيته الا انه يبدو صغيرًا بسبب ضخامة الكرسي.

عيناه تلمع بلهيب ذهبي من انعكاس النار عليها ناظرًا لمُحَرِرُه،
كان مُمتنًا له رغم انه يعاني الآن،
يُعاني من فقدان ذاته،
الشغف و الآمال،
فقدان كل شيء.
الوضع اشبه و كأنك تكره امك بسبب انها انجبتك،
ولكن هي لا يد لها بما يحدث لك الآن حقًا.
ذلك نفس شعور جونغكوك،
يكره كون تايهيونغ ساعده على الخروج ساعده على التحرر و النهوض ،
انتشله من منتصف الثلوج و كان رحيمًا بقلبه المرتجف،
هو كان لطيفًا معه،او ربما جونغكوك من جذبه له.
كان شغوفًا بالخروج مجددًا للعالم،
كان فضوليًا و مأسورًا بالأُناس التي تحدق به و الشمس المتسللة من نوافذ المتحف،
هو رأى الجمال و الفن فقط في محيطه،
هو رأى الحب و الاعجاب به و تأمله طويلًا فقط،
لم يرى الكُره و سوداوية الحياة كما تايهيونغ
لم يرى كيف ان انسان واحد فقط يمكن أن يدمرك بأكملك،
يجعلك تعدم مشاعرك بقلب بارد و تبقى خاويًا،
ترى آمالك تتحطم و انت مُقيد لا حول لك ولا قوة.
هو لم يدرك حقيقة الحياة او اي شيء فيها .
لم يُدرك انك لتكن آسرًا للقلوب و تعشقك الناس،
عليك ان تكون مقتول و منعدم.

  مُـعَـلَـقٌ Where stories live. Discover now