٢٥.الرِواق سُبعمئة.

33 3 0
                                    






حدق الطبيب بالجسد امامه،
رفع نظارته الطبية قليلًا بأصبعه ليستقم بعد ان كان يجثو،
تقدم من السُلم ضاربًا الأرض بخطواته الهادئة،
صوت حذائه الجلدي و هو يطرق كلما تقدم مما امامه يُرعب المُتجمد هناك.
تقدم الطبيب من السُلم ببطئ ليخطو فوق درجات السُلم بهدوء كي لا يُفزع الآخر.
وسع عيناه ما ان اتضح الجسد المُرتجف امامه.

"تايهيونغ!"

صرخ المعني بوجهه ليركض للطابق العلوي بتبعثر ظاهر،
وصل حتى الشرفة الزجاجية التي تتوسط الرواق ليكسرها بالمزهرية بجانبها و يقفز منها.




الرواق ٧٠٠

"جيمين!"

همست الفتاة بصوت مذعور و عينين مُتوسعتين و هي تغلق باب الغرفة الفارغة في الرواق الأبيض الكبير،يتوسطه عدة غُرف بجانب بعضها مُرقمة بالتسلسل.

ركضت تبحث عن غايتها و معطفها الأبيض يتطاير ورائها.
كان صوت حذائها النسائي البسيط يطرق اروقة المستشفى الهادئة تدور بها حتى وجدته يجلس هناك في ركن الحديقة الخلفية مع احد المرضى المُراهقين.

"هل تُحب البيانو؟"
سأل الطبيب.

"نعم،كان هوايتي المُفضلة قبل أن آتي الى هُنا.
مؤسف أنني تركته خلفي هُناك صحيح؟"

نظر الفتى بجانبه بعد ان كان مُلتفتًا لمنظر الشمس المُنير امامه.
اومئ الأكبر مُثبتًا عينيه نحو انامله يعبثُ بها.

"هل انت تحبه؟"
استفسر الفتى.

"في الحقيقة،لقد كنت اعزف البيانو طوال طفولتي و لكن لم الحظ كم هو جميل حتى أنضم لي صديق لاحقًا"

توقف رافعًا رأسه،
ابتسامة ودودة تسكن شفتيه مع عيناه اللامعتان.

"كان العزف افضل بكثير عندما شاركني هو الغناء،
كان صوته الموسيقى بحد ذاتها لقلبي."

استرسل مع ابتسامته ليمسح الدموع التي زارت عيناه.

التفت لصوت نداء مُمرضة الرواق ٧٠٠
للفترة الصباحية.
استأذن ذاهبًا لها لتُردف بذعر كبير و حدقتين مرتجفتين.

"المريض سبعمئة و تسعة عشر مفقود!"





سقط من النافذة فوق الأرض العشبية ليتدحرج لأسفل التل ساقطًا قريبًا من البحيرة الواسعة،
كانت البحيرة ساكنة و انعكاس شروق الشمس يزينها.
نظر لها ليتنهد بألم،جسده تقريبًا تحطم.
كانت عيناه تجول المكان حوله، هو قلق
لقد اختفى جونغكوك و كأنه لم يكن.
سمع صوت صفع باب المنزل اعلى التل العالي.
قام يهرول بسرعة و كاد يقع من تعثره المستمر و ارتجاف ساقيه.

"اريد جونعكوك فقط"

يبكي بينما يدعو بثقل لسانه،قلبه مرتعب
مضطرب و قلق.
وصل حتى الاشجار المتراصة بجانب بعضها البعض،
حدق بها قليلًا ليُرجع انظاره للمنزل خلفه لامحًا شخص على بعد مسافة قريبة من المنزل.
لا خيار لديه حتى!
خطى متعمقًا بتلك الغابة المُظلمة جزئيا رغم كون النهار قائم و الشمس بكبد السماء.
كانت اوراق الاشجار كثيفة بشدة و بعض الأغصان الكبيرة تتدلى من كثرة اوراقها،
جذورها الكبيرة متشابكة فوق الأرض و الاصوات المجهولة تأتي من كل مكان،
صوت الاوراق و الاغصان المتهشمة تحت قدميه،
صوت الحشرات العالي حوله،
صوت احتكاك الأوراق ببعضها البعض إثر نسمات الهواء الخفيفة،
و صوت

"تايهيونغ"

نداء عالي من خلف اسوار الغابة،الغابة بالتأكيد ليست اسوء من ما ينتظره اذا حاول الرجوع.
و كون المكان فارغ من جونغكوك،
هو لا يريده.



_______________

لاحظت اختلاف طريقة سردي و حديثي بنهاية كل جزء،
و لكنه فقط بسبب تطور شخصيتي لا اكثر.

اي اراء؟

  مُـعَـلَـقٌ Where stories live. Discover now