١٣.دُجَى

59 6 4
                                    


Vote please

------------------

فِي بَادِئِ الْأَمْرِ ،امْضِيَا أَجَلَ الْوَقْتِ فِي الْمِزَاحِ وَ الضَّحِكِ،
لَكِنْ سُرْعَانَ مَا بَدَأَ الْوَقْتُ يُصْبِحُ بَطِيئًا مُتَبَلِّدًا ثَقِيلًا،
أَصْبَحَتْ اللَّحَظَاتُ بَارِدَةً مَمْلُوئَةً بِالشُّرُودِ،
بَقَايَا الْمَرَحِ تَجَولَ هُنَا وَ هُنَاكَ وَ لَكِنْ لَمْ تَطْرَقْ يَوْمًا بَابَهُمَا.

"هِيُونْجْ.."
تَمْتُّمْ جُونْغِكُوكْ بَيْنَمَا يُقْلَبُ بِالْعُلْبِ الْفَارِغَةِ الْمَرْصُوصَةِ فَوْقَ رُكْنِ أَرْضِيَّةِ الْغُرْفَةِ.
أَلْتَفِتُ لَهُ الْآخَرَ لِيُكْمِلَ بَيْنَمَا يَسْتَدِيرُ
"نَفَذَ الطَّعَامُ"
"حَقًا؟ هَلْ أَنْتَ مُتَأَكِّدٌ؟"
"نَعَمْ،أَنْظُرُ"
أَمْسَكَ بِالْعَلْبَةِ الْفَارِغَةِ لِيُقَلِّبَهَا وَ تَخْرِجَ اللَّاشَيْءَ لِيَتَنَهَّدَ الْآخَرُ.
"سَأَذْهَبُ لِإِحْضَارِ الطَّعَامِ جُونْغِكُوكْ،إِيَّاكَ وَ الْمُغَادَرَةَ"
أُومِئَ الْآخَرُ بِطَرِيقَةٍ مُطِيعَةٍ بَيْنَمَا يَبْتَسِمُ لِيَفْتَحَ يُونْجِي الْبَابَ الْعُلَوِيَّ بِحَذَرٍ بَيْنَمَا يُلْتَفَتُ هُنَا وَ هُنَاكَ لِيَخْرُجَ.
لَكِنَّهُ لَمْ يَلْحَظْ تَوًا الْعَلْبَةِ الَّتِي وَقَعَتْ وَ سَكَبَتْ الطَّعَامَ بِكُلِّ مَكَانٍ.
"إِلَهِي!"
هَرَوَّلَ جُونْغِكُوكْ نَحْوَ مِعْطَفِهِ لِيَرْتَدِيَهُ وَ اخْذِ مِظَلَّتَهِ.
إِنْتَظِرْ حَتَّى سَمِعَ صَوْتُ إِغْلَاقِ بَابِ الْغُرْفَةِ لِيَتَسَلَّقَ السَّلَمَ وَ يَفْتَحَ الْبَابَ بِحَذَرٍ.
اغْلِقْهُ خَلْفَهُ لِيَفْتَحَ نَافِذَةَ الْغُرْفَةِ وَ يَقْفِزَ مِنْهَا،
لَكِنَّهُ وَقَعَ بِشَكْلٍ خَاطِئٍ مِمَّا أَصْدَرَ صَوْتًا عَالِيًا لَفَتَ أَنْظَارَ الْجُنُودِ بِالْجَانِبِ الْآخَرِ مِنْ الْمَبْنَى.
"لَا لَا لِمَ سَمِعْتُمْ؟"
فَرَّ جُونْغِكُوكْ هَارْبًا مُحَاوِلًا الِاهْتِدَاءَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ الَّذِي اشْتَاقَ لَهُ وَ لَكِنَّهُ كَانَ خَائِفًا مِنْ صُرَاخِ الْجُنُودِ حَوْلَهُ.
كَانَ يَرْكُضُ بِأَقْصَى سُرْعَتِهِ رَغْمَ مَا هُوَ بِهِ،
الْقَفْزَةُ الَّتِي أَصَابَتْهُ وَ الْأَرْضُ الزَّلِقَةُ وَ الْمَطَرُ الَّذِي يُشَوِّشُ رُؤْيَتَهُ.
كَانَ فِي وَسَطِ شَارِعٍ رَئِيسِيٍّ بَيْنَمَا سَيَّارَةٌ كَانَتْ قَادِمَةً بِسُرْعَةٍ،
قَدْ تَفَادَاهَا رَاكِضًا لِأَحَدِ الْأَزِقَّةِ لَكِنْ اسْتَوْقَفَتْهُ الْفَتَاةُ الَّتِي صَدَمَتْهَا السَّيَّارَةُ بِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ.
كَانَ سَيَرْجِعُ لِيُنْقِذَهَا...

لَكِنْ عَلَى عَتَبَاتِ ذَلِكَ الزُّقَاقِ،
وَ قَبْلَ نَجَاتِهِ بِخُطُوَاتٍ،
وَ الْفِرَارُ بِحَيَاتِهِ بِثَوَانٍ،
قَدْ اخْتُرِقَتْ رَصَاصَةُ ظَهْرِهِ..

قَدْ خَارَتْ قُوَاهُ وَ سَقَطَ جَاثِيًا،
الْأَرْضِ تَدُورُ مِنْ حَوْلِهِ وَ عَيْنَاهُ قَدْ شَارَكَتْ السَّمَاءُ الْبُكَاءَ،
قَدْ كَانَتْ رَأْسُهُ تَعْصِفُ بِقُوَّةٍ وَ صَدْرُهُ كَالْمَجْنُونِ لَا يُعْرَفُ بِمَاذَا يُشْعِرُ.
قَدْ شَعَرَ بِالْأَلَمِ وَ الرَّصَاصَةُ تَذِيبُ لُحْمَةً وَ تَخْتَرِقُهُ.
الرُّؤْيَةُ تَتَلَاشَى،
وَ الدَّجَى يَحِلُّ عَلَى رُؤْيَتِهِ،
وَ أُنْزِلَتِ السَّتَائِرُ السَّوْدَاءُ عَلَى عَيْنَاهُ،
كَنِهَايَةِ مَسْرَحِيَّةٍ مَا،
بِمَوْتِ الْبَطَلِ.
فَجْأَةً قَدْ مَرَّتْ حَيَاتُهُ عَلَى عَقْلِهِ كَذِكْرَيَاتٍ حُلْوَةٍ أَلِيمَةٍ،
أَلَمٌ لَاذِعٌ مُمْتِعٌ،
فُتَاتُ الذِّكْرَيَاتِ تَطِيرُ مَعَ الرِّيَاحِ كَمَا سَتَتَحَرَّرُ رُوحُهُ عَنْ جَسَدِهِ،
وَ كَمَا سَيَتَفَكَّكُ وَعْيُهُ وَ تَنَفُّسُهُ.
قَدْ شَعَرَ بِخَيْبَةِ الْأَمَلِ كَوْنَهُ سَيَرْقُدُ لِلْأَبَدِ الْآنَ.
فَجْأَةَ إِشْتَاقْ لِيُونْجِي،
تَذَكُرُ أُمُّهُ،
تَذَكَّرُ أَبِيهِ،
تَذَكُرَ جِيتَارَهْ وَ قَطَتَهُ،
وَ الِاسْتِحْمَامُ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ وَ تَنَاوُلِ مَا يُحِبُّ،
التَّنْهِيدَةُ الْعَمِيقَةُ بَعْدَ إِنْهَاءِ عَمَلٍ مَا،
فَجْأَةً قَدْ شَعَرَ بِمَعْنَى 'الْحَيَاةُ'،
وَ لَكِنْ قَدْ فَاتَ الْأَوَانُ..

كَانَ صَوْتُ إِطْلَاقِ الرَّصَاصِ مُدَوِّي بِالْمَكَانِ،
الْمَكَانُ يَعِجُّ بِالْفَوْضَى وَ لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُ أَيَّ شَيْءٍ مِنْ حَوْلِهِ.

قَدْ مَرَّتْ صَرْخَةُ عَقْلِهِ وَعَاهَا،
كَانَ يُونْجِي يَصْرُخُ بِأَسْمِهِ غَيْرَ مُبَالٍ بِأَنَّهُ سَيُمْسِكُ الْآنَ.

قَدْ امْسَكْهُ جُنْدِيَّانِ مِنْ ذِرَاعَاهُ وَ لَكِنَّهُ مَازَالَ يَصْرُخُ بِأَسْمِهِ وَ هُوَ يَبْكِي،
كَانَ عَوِيلُهُ مُرْتَفِعًا وَ صُرَاخُهُ مُؤْلِمٌ،
صُرَاخُهُ يُؤْلِمُ مَنْ يَسْمَعُهُ،
بَلْ يُخِيفُهُ..

قَدْ أَبْتَسِمُ ذَاكَ الْجَاثِي وَاضِعًا يَدَهُ الْمَلِيئَةَ بِالدِّمَاءِ فَوْقَ صَدْرِهِ،
لِيَتَلَاشَى كُلُّ شَيْءٍ،
وَ يَقَعُ مُسْتَسْلِمًا مُفَارِقًا الْحَيَاةِ،
الَّتِي لَطَالَمَا احِبُهَا،
وَ لَطَالَمَا نَبَذَتْهُ هِيَ.

وَ أَعْتِمَتِ السَّمَاءُ..

.............

رَمَضَانُ كَرِيمٌ،اشْتَقْتُ لَكُمْ.👈🏻👉🏻
أُرِيدُ أَنْ اغْيرَ طَرِيقَةَ كِتَابَتِي بِكُلِّ نِهَايَةِ جُزْءٍ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ لِلْعَامِّيَّةِ لَكِنَّ هَذِهِ اكْثَرَ لِطَافَةٍ.
أَتَمَنَّى لَكُمْ صَوْمًا مَقْبُولًا.
اسْتَمْتَعُوا بِالْجُزْءِ👈🏻👉🏻💘
دَامَ قُرَّائِيٌّ بِخَيْرٍ..

  مُـعَـلَـقٌ Where stories live. Discover now