3 ..

3.1K 150 114
                                    


"ولحظةٍ من حياتِك قَد تُدرك انك مُجبرٌ على الاختيارِ بين العيشِ او الموت..
ستختارُ العيشَ بالتأكِيد ولكِن ستتمنى الموتَ كُل يومٍ تعيشُه"

جلستُ مُحدقًا بهِ لا اعلمُ ماذا انطقُ بهِ او افعلهُ معه.. غيرُ مصدِق لما قاله!
انهُ نفس الذئبِ في تِلك الليله، انهُ ذئبٌ ابيض!
لكِنهُ يحملُ جرويّ؟ انهُ حامِل الآن.. وهذا ما خشيتهُ منذ زمّن!

"انتَ تعلم.. انك ذئبٌ ابيض!"
اخبرتهُ بهدوء بعد ان مضى وقتٌ احاول التصديِق بهِ.. وهُو ينظر اليّ ولكِن بخوف!
"ما ستلدهُ هُو ذئبٌ رماديّ، وهذهِ الحربُ مرةً اخرى"
"لن ادعكَ تقتلُ ابنيّ!"
ارتجفَ يشدُ على بطنِه..
"اين قطيعُك؟ ماذا سيفعلُون بِك ان علموا من في داخِل رحمِك؟"
"لا يُوجد لديّ قطيع!"
"ماذا؟"
"انا اعيشُ بمُفرديِ مُنذ زمن، هُناك في ذلِك الكهف.."
اشار بيدهِ الى مكانِ كهفهِ ثُم استقامَ سريعًا!

كان يمشيِ بسُرعه فـ حاولتُ ان اسرعَ واقِف بجانبه
"لا يُمكننا فعلُ ذلِك.. ستُنجب ذئبًا محكومًا بالموتِ الا تعيّ خُطورةَ هذا؟"
تحدثتُ بجديةٍ معه.. لكنهُ ضحك!
ماهذا الفتى.. تارةً يخاف واخرى يمتلُك ثقةً عاليهِ كهذه؟
"لولا رائِحةُ الخشبِ معك لم اكُن لأصدق بأنّك ألفا! هل انتَ خائف من ان تُصبحَ ابًا؟ الا يقُولون ان الذئابَ السوداء تتعلقُ بأبنائِها قبل ولادتهِم؟"
توقفَ يخبرنيِ بهذا بغضبٍ مُجابه لخاصتيّ !
انا لستُ خائِفًا من ان اصبحَ ابًا.. انا فقط لا يُمكن ان اخاطِر بقطيعيّ جميعهُم لأجل ما حدثَ تِلك الليلة !!
"انا كُنت.. لا اصدقُ بوجُودِكم، لكِن الآن.. انتَ موجُود!
انتَ ذئبٌ ابيض وبداخِلك ذئبٌ رماديّ وانا اسود و.. اللعنّه لا استطيعُ شبّ الحربِ الآن مُجددًا"
"انهُ لمن المُضحكِ سماعُك تخبرنيّ ان اتخلصَ من ابنيِ و ابنِك ايضًا بطريقةٍ غيرِ مُباشِره.. ما عهدتُك هكذا!"
تركنيّ واقفًا وركضَ سريعًا حتى اختفى من اماميِ..

الذئبُ والقمر | vmin Where stories live. Discover now