‏ ..15 the last

3.6K 197 112
                                    


قمَر تيهيونق:

انا القّمر.. او كمَا يُلقبنيّ ذلِك الشخصُ الذيِ افنيتُ عِمري لأحِبُه !
فيِ زمن ولادتيِ، الاومِيغا كانُوا غيرَ مُرحبيِن بِهم، اجبِر والديّ على تحمُل الكلامِ الجارِح لكونهِ ابًا لأوميغا وحِيد وخجُول..
لكِن بعد مُرورِ السنيِن تغير الكثيرُ داخِل القطيِع الأبيض، اصبحَ لا احد يهتمُ بما هُو نوعُك..
كُنت احبُ ان العبَ لوحدِي دون الاقترابِ من احدِ الأطفّال، والديِ كان يُخبئني في منزلهِ خلال دورةِ الشبق الخاصه بالالفَا هُنا، يخافِ ان يهجِم احدهُم علي..

اصبحتُ مراهقًا يُعتمدُ عليِه، ولكِن بلا اصحَاب.. بعد وفاةِ والدتي، اخذ ابي متجَر الحياكةِ بالكَامل له فـ كان مشغولًا لا يُعطي اي بالٍ لي..
كُنت جالسًا بالحديِقةِ قُرب غُروبُ الشَمس.. لأنظرَ ناحيِة اشجارِ الغابةِ العملاقه..
شعرتُ برغبةٍ قويِه ان اذهَب الى داخِلها، رغبةٍ داخِليه تلحُ عليّ !
مشيتُ بخُطواتيّ نحَوها..
كُنت اتجهُ شمالًا حيثُ لا احد من الذئِابِ البيضاء مر من هُنا.. لكِن بسببِ فضُولي توسطتُ في تُلك الجِهه..

كُنت خائفًا وقلبيّ يرتجفُ من الداخِل، ومن شدةِ خوفي خشيتُ ان يشتمَ احد هذهِ الرائِحة منيّ.. فـ ركضتُ اختبئ داخِل كهفٍ ما هُناك..
وبينمَا كُنت اختبئِ شعرتُ بالعطَش الشديد يجتاحُنيّ !
لا اعلمُ كيفَ اخرجُ من هُنا ولا اعلمُ اين سأجدُ الماء .. كُنت محتارًا وخائفًا داخِل هذا الكهَف..
حتى شددتُ جميعَ حواسيّ لأسمع صوتَ مياهٍ قريُبه..
خرجتُ مسرًعا من هذا الكهِف اتبعُ صوت المياه فـ وقفتُ وتجمدتُ مكانيّ..

رأيتُ ذلِك الذئِب الأسود يجلسُ قُرابةَ البُحيره..

كان معهُ لوح رسمِ، جالسًا يُسند ظهرهُ على جِذع الشجَره، كان فاتنًا لعينايّ فـ اختبئتِ خلفَ الحشائِش لأراقِبه..
لم يلتفِت، لم يشعُر بأحدٍ بالقُربِ منه !
كُنت اتأملهُ وكأنهُ احدُ كُنوزِ الأرض، جمالًا ووسامّةً، رائحةُ الخشبِ خاصتهُ تجذبُ ذئبيّ ..
عاريّ الصَدر.. ببنطالهِ الأسود، جسدهِ العريض.. اللعنّه !
و شعرهُ الكثيفُ ذو اللونِ الأسود.. والذيِ يعكسُ ضوءَ القمرِ عليِه، كان مُبللًا ويبَدو انهُ خرجَ من البُحيرةِ التي امامهُ للتَو.. انا لا اتوقفُ عن وصفهِ لأنهُ..

آسرنيّ !

رأيتهُ يجمعُ حاجياتهِ ثُم ركضَ بعيدًا.. يبدوُ انهُ عادَ لقطِيعه..
حملنيّ الفضُول لأعرِف عنه.. ذهبتُ سريعًا لمكانهِ فـ وجدتُ عدتَ رسُومات.. وايضًا ملابسُه..
يبدُو انهُ نسيِها لعجلتهِ، جمعتُ كُل ما تبقى لأعُود لذلِك الكهَف..
وضعتُ قميصهُ الاسودَ بالقُربِ من انفيّ استنشقُ رائحتهً المُتمسِكه بهذا القُماش..
انهُ.. انهُ فاتِن !

اصبحتُ آتي كُل يومٍ الى تِلك البُحيره.. هُو لم يأتيِ كثيرًا، بل في بعضِ الأحيان..
يأتيّ ليُغني ويرقُص ويرسُم ويسبحَ بُحريةٍ هُنا..
كان لا يخافِ من كونِ احدٍ ما مهووسًا يُراقبهُ خلفَ تِلك الحشائِش.. هُنا علمتُ ان هذا الفتى لا يتصرفُ كذئِب.. بل يعيشُ حياتهُ الطبيعيةَ هُنا..

الذئبُ والقمر | vmin Where stories live. Discover now