الذئبُ والقمر | vmin

11 ..

"الاسودُ والأبيض، وجهانِ لعُملةٍ واحِده ايُها الفتى، كلاهُمَا ذئاب، ولكِن احدهُم اعماهُ الانتقامَ والاخرُ مُجرد ضحية"

—

استيقظتُ على احدِ العصافيرِ التي كانت تنقرُ انفيِ، هشتُها بيديِ وحاولتُ الجُلوس، لكِن ما اعتدتُ وجُود هذا القمرِ على ذراعيِ بعد..
التفتُ عليهِ احركُ قميصهُ لأزيحهُ عن كتفهِ، ظهر ليِ وسميّ الذيِ قُمت بهِ!

لازلتُ لا اصدقُ ان البارِحه كان حقيقة!
هُو سمِح لي ان افعل هذا لهُ، لقد اصبحَ شريكيّ حقًا، نحنُ الآن مُرتبطانِ بالروحِ والقلب..
سأشعرُ بهِ عِند حُزنه، سأكُون معهُ في دورةِ حرارتِه، سأبقى مُلازمًا لهُ في كُل خِطوه !
هذا ما يُسعدنيّ حقًا، لطالمَا تمنيتهُ..
ولكِن لسببٍ اكبَر، حتى لا تنظُر تِلك الذئابُ الالفَا لهُ !
لأنه ليّ.

"لقد اشرقتِ الشمسُ بالفعِل ايُها القمَر!"
فتحَ عينيهِ ببطء.. مُحاولًا تحمَل ضوءِ اشعةِ الشمَس..
"اووه. هل غفُونا كُل هذا الوقَت؟"
"نعم.. يجبُ علينَا ان نذهبَ الى قطيِعك الآن، اشتقتُ الى مُون كثيرًا"
استقمتُ اقفُ واخذتهُ بيدهِ اساعدهُ على الوقُوف ايضًا..
مسكَ ظهرهً وسار بجانبيّ..

"هل استيقظتُم يا رِفاق؟"
"اينَ كُنت لي جيّ يُونغ؟ ظننتُك عُدت الى قطيِعك!"
"كيفَ لي ان اذهبَ واترُككما؟ انا فقط ابتعدُت حتى تقضيَا الليلةَ سويًا، ويبدو ان الامرَ نجح"
اخبرنَا مُبتسمًا، فـ مشيتُ معهُ مُبتعدين عن مكاننِا..
"يبدو انك لم تُرفِق بذئِبك البارِحه.. انهُ يمشيِ ويعرجُ، ساعدهُ ايُها الاحمَق"
وبينمَا كُنا نسيرُ سويًا تحدثَ ليّ لألتفتَ خلفيِ وكان ذلِك القمر.. يمشيِ ببطءٍ وبخُطواتٍ صغيره !

ذهبتُ الى عندهِ وانحنيتُ اسألهُ.. "هل تشعُر بألم؟"
"اسفلُ ظهريِ مُحطمٌ بالفِعل.."
ضحكتُ على لطافتهِ ثُم ركعتُ امامهُ مُعطيِ اياهُ ظهريِ حتى يركبَ عليِه..
"الستُ ثقيلًا؟"
"انتَ ثقيِل؟ انتَ بوزنِ مُون، كفاك دلالًا واصعَد"
اخبرتهُ بذلِك فـ ضربنيِ بخِفه ولفَ ذراعيهِ حول رقبتيِ وساقيهِ حول خُصريِ..
وضعَ رأسهُ بجانبيِ ينفثُ انفاسهُ الساخِنه بالقُربِ منيّ..
"هل تتعمدُ هذا؟"
"رُبمَا.."
اخبرنيّ مُبتسمًا على هذا فـ ابتسمتُ معه واكملتُ السيِر خلفَ جيّ يُونغ..