الذئبُ والقمر | vmin

14 ..

"شُكرًا لوجُودِك معي"

—

"نحنُ هُنا للسلامِ ايتُها الذئابُ البيضَاء.."
ترأسَ ابيّ القطيِع ليتحدثَ بصوتٍ عالي.. بينمَا كُنت واقفًا بالمُنتصفِ مع قمرايّ..
"السلامُ من سيمِنا ايُتها الذئابُ السوداء.. لكَ ما تُريد.."
كان كُل قائِد يُحادثُ الآخر نيابةً عن قطيِعه..
"انا بأسميِ واسمّ عائِلة كيِم، نعتذرُ عن ما حدثَ في تِلك السنين.. عن كُل بدايةٍ احدثهَا كِيم الأول !
رُبمَا هذا ذنبٌ لا يُغفَر .. ولكِن قررنا ان نُصلِح كُل ذلِك، يُمكن للذئابِ البيضاء ان تُعاشِر السوداء.. وينتهيّ هذا الخصامُ بأسرِع وقت !"

حديثُ والدي كان.. لقَد ادهشنيّ واعجبنيّ !
كان واثقًا من كلامهِ وخطابهِ رغُم تِلك الذئاب التي تزمجرُ غضبًا خلفه..
"ليسَ طلبًا، ولا امرًا، انمَا يُمكن للونِ الاسودِ والابيضِ ان يختلطِا"
"نحنُ سنرحبُ بجيلِ الذئابِ الرماديِة بالتأكُيد!"
تحدثَ قائدُ القطيعٍ الابيضِ ضاحكًا ليقتربَ من والدي و..

عَانقه !
كانَ صُراخ الموجوديِن عاليًا.. ابتسامتيَ تتسعُ لهذهِ اللحظه والتيِ تُعتبرُ لحظةً تُسجل تاريخيًا..
هل ترى هذا يا جديِ؟ لقد انتهَى كُل شيءٍ الآن!
عادتِ القُلوب لبعضِها البعض، اصبحَ الآن اللونُ رماديًا..
لا قتِل ولا عِراك ولا دماء..
لكِن كيف نعتذرُ لتِلك الأرواحِ التيِ زُهقِت بسببِ هذا؟ كيفَ لنا ان نفعل ونُكفِر ذنبنّا يا جديِ؟
اثقُ بِك رغُم ذلِك.. ستعتذرُ من سُوجِين في السماء، ستخبرهُ بكُل شيءِ الآن !
ذنبكَ وخطأَك..

امَا سُوجيِن..
ذئبُك الابيض لازالَ قلبهُ مُعلقًا بِك.. انتَ شُجاعٌ يا اخيِ، انتَ شُجاعٌ لتمُوتَ بتُهمةِ الحُب..
وخلفَك حبيبٌ مِثل لي جيّ يُونغ!
يذكُرك بالخيرِ والحُب، لا تغيبُ عن بالهِ ابدًا، وكأنكَ موجُود..
يُمكنك ان تنامَ بسلامٍ الآن

انا الآن..
فعلتُ ما اريدُه.. انا من وحَد القطيعيِن !
يُمكننيِ ان اعِيش حُبي مع ذئبيّ بلا هرَب.. بلا خوف، بلا ذنبٍ اشعُر بِه..
يُمكننيّ ان امسكَ يدهُ واقبِلهُ مِئةَ مرةٍ الآن، لن يتكلمَ احد !!
"انا فخُور بِك تيهيونق.."
اصمتَ مُحادثتيّ لنفسِي صوتُ قمريِ بجانبيّ وهُو يحتضنُ يديِ بين ذراعيِه..
"كُل هذا بفضلِك"
انا لا اخُذ هذا الحديثَ مِثل مديحًا ليِ.. لكِن انا فخُور حقًا لأن ما فعلتهُ كان عظيمًا !
سيُسرد لجميعِ الأجيالِ القادمة.. سيذَكر في كُل مكان.. هذا شيءٌ عظيِم بكُل تأكِيد..