5 ..

2.8K 151 63
                                    


"لا يُمكنُك تجاهُل الأمرِ بعد الآن.. لا تنتظِر تلميحًا آخر، قُلها كالصاعِقه، اما ان تُعطيكَ مطرًا وخيرًا او تحرقُك"

سرتُ داخِل طريقِ الغابه.. خائِف ولكِن ليسَ على نفسي ابدًا بل على ذلِك النائِم في القريه..
لقد اعطاهُ جِين حُقنه لتُخفيّ رائحتهُ قليلًا عن سُكان القريِه ريثمَا اتيّ ..
كُنت اسيرِ في جهةِ الجنوبِ ابعدَ ما يُمكن عن طريِق المدينه كما اخبرنيّ !

كنتُ احاول اظهار رائِحتيّ كيّ يشتمُونها، و لكِن لا اشعرُ برجودِ احدٍ بعد..
احاولُ ان اشتمّ بدوريِ رائِحتهم ولكِن لم اجدِها.. لم اجِد ايّ شيءٍ عنهُم، هل هُم يختبئُون جيدًا ام ماذا؟
كُنت امشِي في اماكِن وبينَ اشجار لم آراها من قبِل، حتى ان هُناك بعض الحيواناتِ التيّ اسمعُ بها فقط، رأيتُها الآن لأولِ مره !

وحِين تعمقتُ بالغابةِ بدأتُ اشتمُ بعضَ الروائِح، وهيّ خاصتهُم..
ولكِنها لا تُشابهُ الرائِحه المُنبعثِه من ذلِك القمَر !
بدأتُ اسيرُ نحو تِلك الرائِحه، ببُطء وثبات، كيّ لا يعتقدُون اننيّ اهاجمُهم..

لكِن لم اشعُر بتِلك الهجمة الا عندمّا رأيتُ بلعابِ ذلِك الذئب الابيض يسقطُ على وجهيّ وكان يُزمجر مُستعدًا لتقطيعيّ..
دفعتهُ جانبًا وبدأتُ بمُواجهتهِ حتى ضربتهُ ضربةً اخيره فـ هَمد على الارضِ وعاد لوضعهِ البشريّ..

"ماذا تفعلُ هنا ايُها العدو!"
سألنيّ بينمَا كان يستقيِم بألم
"لستُ هنا لأتشاجَر معكُم.. اريدُ شيءً واحِد فقط.."
اقتربَ منيّ وهُو يضحكُ بسُخريه استفزتنيّ!
"ذئِب اسود يُريد خِدمه من الذئابِ البيضاء؟ هل هذا صحيح؟"
اومئتُ له فـ ضحكَ مُجددًا فـ اقتربتُ بدوري ادفعُ جسدهُ العاريّ ليصطدمَ بساقِ الشجرةِ خلفه، ضغطتُ على عُنقهِ لتتحول عينايّ بالاحمرِ وعيناهُ ايضًا !
اذًا هُو الفا آخر.

"انا لستُ هُنا لألقيِ النكاتَ عليِك، انا اتكلمُ بشيءٍ جِديّ! لذلِك خُذنيّ لقائِد القطيِع!"
اخبرتهُ بحِده لكنهُ لا يزالُ على ابتسامتهِ الساخره تِلك..
"ستذهبُ كالذليل اذًا"
دفعنيّ لأبتعَد وذهبَ ليجلبَ حبلًا "هيّا ايُها الذئبُ الاسود على رُكبتيِك" اريدُ الرفض، اريدُ قتله !!
لكِن جُل ما افكرُ بهِ هُو القمَر.. انا هُنا لأجله، سأنسَى مبادئِي واللعنّه.. هُو يصارع الموتَ الآن لا وقتَ ليّ !
وبالفعلِ جلستُ الأن على رُكبتيّ امامهُ ليضعَ الحبل على رقبتيّ..
"اتبعنيّ ايُها الكلب.."
تذكَر القمَر تيهيونق.. تذكر القمَر..
كُنت احاولُ مسكَ ذئِبيّ الذِي يفُور غضبًا داخِلي..

الذئبُ والقمر | vmin Where stories live. Discover now